2024- 03 - 29   |   بحث في الموقع  
logo عناوين الصحف logo أسرار الصحف logo افتتاحية “الديار”: الجبهة بين التصعيد المضبوط والحرب الشاملة logo مانشيت “الجمهورية”: واشنطن لحلول ديبلوماسية… وإيطاليا مستعدة لدعم لبنان logo هذا ما ورد في افتتاحية “الأنباء” logo بالفيديو والصورة: غارة من مسيرة إسرائيلية على سيارة في بلدة البازورية logo مسجد النبي يوشع في المنية.. مقامه يعود الى 700سنة قبل الميلاد logo براون يؤكد: إسرائيل لم تتسلم كل الأسلحة التي طلبتها
بالوقائع حملة استهداف الجيش واضحة، لكن من هي الجهة التي تزايد عليه بالوطنية؟
2019-09-26 18:10:23



لارا الهاشم -
 
عند كل خضة سياسية أو مسألة حساسة في البلاد ترى الجيش اللبناني المدافع الأول عن سيادة واستقرار لبنان وفي الوقت عينه المستهدف الاول من قبل بعض المحرّكين السياسيين. منذ تعرّض الجيش في طرابلس وعرسال وعبرا للهجمات المتطرفة والارهابية واستشهاد وجرح عناصره كان يقابل بخطابات التعبئة المذهبية من قبل بعض الاطراف السياسية والمرجعيات الدينية، في حين كان يقف عناصره عند خطوط التماس مع العدو الارهابي. حتى باتت المداهمات التي ينفذها في المخيمات التي تأوي الارهابيين شماعة للهجوم عليه من بوابة حقوق الانسان. 
 
استُكملت هذه الحملات عبر السنين لتصل الى استهداف الجيش في لقمة عيشه عبر المس بمخصصاته التي حصّلها بموجب ادّخاره في صندوق التعاضد والتي استحقها بفضل تضحياته وسهره، وما كان ينقص محاولات احباطه الا تخلّف وزارة المال عن دفع مستحقات تجار المواد الغذائية. 
 
لكن افظع ما وصل اليه بعض المحاضرين بالوطنية هو تخوين الجيش اللبناني، تارة عبر نشر صورة قائده العماد جوزاف عون مع العميل عامر الفاخوي  وطورا عبر الايحاء بتسهيله عودة العميل عبر شطب اسمه عن البرقية 303 التي يصدرها الجيش، وأخيرا عبر زجّ اسم عميد يعمل في مكتب القائد في قضية التواصل مع عملاء في اسرائيل ومساعدة الفاخوري. 
كلّ هذه التطورات تدعو للتساؤل لا بل لشبه التأكيد على أن ثمة من يستهدف المؤسسة العسكرية بشكل ممنهج ومحترف بعد أن ثبت أن كل ما تم تداوله لا يمت للحقيقة بصلة. 
 
ففي موضوع الصورة تبيّن أنها التقطت في استقبال عام في السفارة الاميركية وهي تعود لوقت سابق، غير أنها فارغة من حيث المضمون كون أي شخصية عامة قد تجد نفسها في ظرف مماثل حيث يُطلب إليها التقاط صورة معها. في موضوع زجّ اسم العميد اللصيق بقائد الجيش، لم تظهر أي من التحقيقات لا القضائية ولا الداخلية في المؤسسة ارتباطه بكل ما نُسب اليه. لا بل أن موت الإشاعة في مهدها منذ اليوم الأول نظرا لانعدام المعلومات وخلوّ القضية "الافتراضية" من أي اثباتات، هو دليل على أنها جزء من الحملة التي تستهدف قيادة الجيش. 
أما تحميل الجيش مسؤولية حذف اسم عامر الفاخوري عن البرقية 303  والايحاء بتسهيله عودة الأخير، فتلفت مصادر tayyar.org إلى أن الغاء وثائق الاتصال والبرقيات تتحمل مسؤوليته الحكومة مجتمعة التي شاركت فيها كل القوى السياسية، من بينها حزب الله وحركة أمل. علما أن مخابرات الجيش نفذت القرار السياسي بشطب أسماء مطلوبة بموجب البرقية المذكورة، فيما ظلت متمردة على التطبيق الكامل لهذا القرار بحسب تقديرها للمقتضيات الأمنية. ففي 24/07/2014 وافق مجلس الوزراء في حكومة وحدة وطنية على الغاء وثائق الاتصال ولوائح الاخضاع الصادرة عن الأجهزة الامنية، ليليه قرار صادر عن النيابة العامة التمييزية بالغاء جميع بلاغات البحث والتحري استنادا إلى وثائق الاتصال. و في ايلول ال 2015 وجّه المشنوق كتاباً إلى وزارة الدفاع لإلغاء وثائق الاتصال الصادرة قبل 24/07/2014 وذلك لأن استخبارات الجيش لم تلتزم بالقرار الحكومي، وطَلب عدم اصدار وثائق جديدة بعد هذا التاريخ ما عدا تلك المتعلقة بتهمة التعامل والارهاب. وعلى الرغم من قرار المجلس الأعلى للدفاع وَضِع تقرير حول تبويب وثائق الاتصال، رفضت الاستخبارات الالتزام الكامل ووضعت معايير واضحة لشطب الأسماء عن البرقية كنوع من الاستدراج بموازاة استكمال المسار القضائي: أن يكون العميل قد ترك جيش لحد قبل التحرير عام 2000، عدم اقامته في اسرائيل والخروج منها إلى دولة أخرى وعدم التورط بدماء مقاومين. علما أن بحسب مصادر عسكرية ل tayyar.org فان المعايير الثلاثة كانت تنطبق على العميل الفاخوري، كونه ترك لبنان في ال 1998 وغادر من فلسطين المحتلة الى أمريكا عبر استحصاله على تسهيل مرور من دون أن يمكث فيها، كما أن المعطيات التي كانت متوافرة في حينه لم تفد بأنه تورط بدماء مقاومين. علما أن أياً من المتضررين من ممارسات الفاخوري لم يتحرك قضائيًا ضده ما بين ال 2000 وال 2018 في حين كان يحاكم بجرم التعامل مع العدو الاسرائيلي حصراً. وتضيف المعلومات أيضا أن في كثير من الحالات طالب الجيش بنزع الجنسية اللبنانية عن أشخاص بعد استحصالهم على الجنسية الاسرائيلية قبل أن يستطدم الموضوع باشكالية سياسية. 
 
وإزاء كل هذه المعطيات، أضف اليها تسريب برقية مزوّرة زُعم أنها صادرة عن العماد جوزاف عون متعلّقة  بشطب إسم العميل الموقوف عامر الفاخوري، وإثارة معركة الرئاسة المزعومة التي يستعدّ لها قائد الجيش، واللعب على وتر العلاقة بينه وبين رئيس التيار الوطني الحر، كلّها محطات تدعو إلى طرح تساؤلات عدة: هل ثمة أجهزة أمنية معينة ومن خلفها جهات سياسية تحاول المزايدة على الجيش اللبناني، علما أن دخول الفاخوري إلى بيروت تزامن مع تسريب لائحة باسم خمسين شخص شطبوا من البرقية303؟ لمصلحة من التصويب على قيادة الجيش والمؤسسة التي لطالما اعتبرت أنها المؤسسة الوحيدة الجامعة التي لا تزال صامدة في البلاد؟ ولما إثارة ملف السباق الرئاسي على صعيد قيادة الجيش عند كلّ محطّة، في منتصف عهد الرئيس ميشال عون؟ 
 
لكن رغم كل محاولات التشويش، تؤكد مصادر مطلعة ل tayyar.org أن ما من شيء ينال  من معنويات الجيش أو من معنويات قيادته الحريصة دائما على تماسك جسمها. هذا الأمر عكسه خطاب العماد جوزاف عون، الذي رفع السقف في احتفال الشرطة العسكرية في الريحانية وهو المعروف بقلة الكلام، عندما قال "حملات التجني والتخوين والشائعات لن تثني الجيش عن المضي قدما في مسيرة الشرف والتضحية والوفاء متسلحين بمحبة شعبنا وثقته بنا". هذه المحبة، تجلّت في المساعدات الغذائية التي تهافت الناس لتقديمها للجيش عندما طرأت أزمة التغذية، وهي خطوة تؤكد بحسب المصادر أن أي معارك تخاض ضد الجيش تكون دائما خاسرة. أما الجيش بدوره فلا يلتفت لصغائر أو يتوقف عند كبائر، فعلاً لا قولا. وآخر معالم التزامه بحراسة التاريخ والمستقبل كما قال العماد عون، شهدناها في الأمس القريب، مع إعلانه عن تنفيذ تمارين ومناورات تدريبية بالذخيرة الحية في منطقة القرنة السوداء يومي الخميس والجمعة ودعوة القيادة إلى عدم اقتراب المواطنين من المكان في الزمان المحدد. قد  يضع البعض هذه المناورة في إطار التدريبات الروتينية، لكن مراقبة سياق الخلافات المستجدّة بين أهالي الضنية وأهالي بشري على ملكية القرنة السوداء والدعوات إلى الصلاة يوم الجمعة، تؤكد أن الجيش يخلق ظروفاً ويفتعل مناسبات ليشكل صمام الأمان وليكون الحامي للسلم الأهلي. 


التيار الوطني الحر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top