2024- 03 - 19   |   بحث في الموقع  
logo طال نقاط عسكرية... هجوم إسرائيلي جوي على ريف دمشق! logo مسيرات وصواريخ... الجيش الأميركي يعلن تدمير أسلحة للحوثيين logo "شاقة ومعقدة"... مفاوضات الهدنة بدأت رسمياً في قطر! logo "قتيل و5 جرحى"... إليكم إحصاءات غرفة التحكم المروري logo "لـتخفيض السقوف"... سكاف: مرونة ملحوظة لدى الثنائي الشيعي! logo عناوين الصحف logo اسرار الصحف logo جامع سيدي عبدالواحد.. أثر مملوكي بطراز مغربي
"7 أيّار"... بغطاءِ الشارع
2019-10-19 07:14:44

"" - ملاك عقيلهذه المرَّة غير كل مرَّة. لا شارع "اللون الواحد" وضع حدًّا لغضبه، ولا من كان يعدّ للألف قبل إعلان المواجهة الكبرى أكمَل في العدِّ.بإختصارٍ ومن دون مواربة، انتهت مهلة السماحِ المُعطاة من حزب الله لحكومةِ "الزلاّت الكبرى" لكنه وجدَ بالتأكيد "شوارع" في كلّ المناطقِ ومن كل الطوائف مستعدة للإطاحة بطبقةٍ سياسيّةٍ بأكمَلها وليس فقط بالحكومة، الى درجة أنّ "زلزال" الشارع غطّى على كلّ الحسابات السياسيّة التي حيكت خلفه بما في ذلك السؤال الكبير الذي طرح في اليَومَيْن الماضيَيْن: هل قرَّر العهد، بالتنسيق مع حزب الله، هزّ العصا لحكومة سعد الحريري مع ما يستتبع ذلك من تداعياتٍ سلبيّةٍ على العهد نفسه؟ أم أنّ الحزب الذي انتظرَ لحظة "استواء" الشارع قَطَف لحظةِ الانقلابِ على قواعدِ اللعبة دفاعًا عن نفسه قبل أيّ أمرٍ آخرٍ؟ بمطلقِ الاحوالِ، وبغضّ النظر عن أيّ حساباتٍ سياسيّةٍ مضمرة، الأمر للشارع فقط... قُضِيَ الأمر.رسالة وزير الخارجية جبران باسيل من بعبدا "استثنائيًّا بسبب الاوضاعِ" أوحت، حتى في الشكل، بحدّةِ "الحصار" السياسي للعهد. وبالتأكيد، جاءَ تذكيره بمطلبٍ سابقٍ له بضرورةِ حصولِ صدمةٍ كهربائيّةٍ وتنبيهه من سيناريو الشارع منذ فترةٍ، ليكشف أكثر عن رغبةٍ دفينةٍ بتوجيهِ "صفعةٍ" للمتلكّئين في الاصلاحِ وصولاً الى القول "ما يحصل يقوّي موقف الرئيس ميشال عون لأنّها مطالبنا"، مع رسمِ خطٍّ أحمرٍ "من دون حكومة انتظروا الفوضى والفتنة". لاحقًا، كلمة الرئيس سعد الحريري أتت أكثر وضوحًا وحسمًا: إعطاء مهلة 72 ساعة للحلّ بعد توجيه اتهاماتٍ واضحةٍ لـ"الشركاء في الوطن" بـ"المُمَاطلة وفركشة الاصلاحات"، ومنهم من انتظرَ أن "يبلَّ يده بسعد الحريري"، وصولاً الى "قبة الباط" لانتفاضة الشارع و"إرسال زعرانه الينا". والأهمّ ردّه على باسيل، بأنّ "التحرّك ضدنا كلنا... ومنّا جرّ"! كل من الحريري وباسيل رسما عمليًّا خطوط التماس وكرّسا أزمة الثقة بين طرفيّ التسوية الرئاسية ما أوحى أنّ الحلَّ الموعود لأزمةِ الشارع لن يأتي على يدّ التركيبة الحاكمة... وربّما ليس من خلال تركيبة النظام القائمة منذ 92. الاجراءات الامنيّة الاستثنائيّة التي اتخذت ليل الخميس في محيط السرايا والتي بدَت مضاعفة مقارنةً بتحرّكات الشارع السّابقة، أوحَت بأنّ الحكومة برمّتها ورئيسها باتوا في "منطقة الخطر". نهار يوم الجمعة لم يكن أقلّ خطورةٍ في وقت من كان في بيت الوسط والسرايا تملَّكه التردّد والغضب مع وضعِ كلّ الاحتمالات على الطاولةِ. أما قصر بعبدا، فدَخَل للمرَّة الاولى مدار التخوّف من تفلّت حركة الشارع وكسر المحظور.الاصطفافات السياسيّة بوجهِ الحكومة بدت واضحة باستثناء الموقف الحقيقي للرئاسة الاولى من مصير حكومة لطالما اشتكى عون من أداءِ رئيسها ومن بعض الافرقاء في السلطة.قابل هذا الواقع، شارع شهدَ هتافات غير مسبوقةٍ بدت كمسارٍ طبيعيٍّ لثورةِ "المحرومين": هجومٌ كلاميٌّ ضدّ نبيه بري وزوجته وحزب الله في قلب الجنوب، مع تكرارٍ للتصويب المباشر على الشهيد رفيق الحريري وسعد الحريري في طرابلس، ودعوات بالقرب من ميرنا شالوحي، حيث مقرّ التيار الوطني الحر بـ"استقالة رئيس الجمهورية"، فيما الدواليب كانت توزَّع بنشاطٍ في بلدات كسروان وتمزيق صور الرئيس عون يتمدَّد في المناطق. طوفان شعبي كان يُصْعَب عدم ربطه بصورةِ الحشدِ "البرتقالي" الذي امتدّ قبل أيامٍ قليلةٍ في الحدت دفاعًا عن العهد وسياساته و"زعيمه" وتحدَّث عن قلبِ الطاولةِ من قصر بعبدا وليس في الشارع.أما طيف "حزب الله"، فتُرجِمَ من خلال تحرّكاتٍ لـ"جماعته" لم ترصد في السّابق أوحت بحراكٍ "مُبَطَّنٍ" ومُشَجِّعٍ لـ"غضبِ الشارعِ"، ووصلت الى حدِّ إقفالِ طريق المطار، في ظلّ سماعِ تأكيدات عن "تكليفٍ شرعيٍّ" بالنزول الى الارض.لكن العلامة الفارقة الاساسية في يومِ "إسقاطِ النظامِ"، كانت المطالبات العلنيّة بقيامِ حكومةٍ انتقاليةٍ عسكريةٍ، في وقتٍ، سُجِّل للجيش أداءً "فوق العادة" خرج بموجبه من الشارع متحرِّرًا من اشتباكٍ قاسٍ مع المتظاهرين الغاضبين. أما نقطة الاختبار الاصعب، فكانت طريق المطار. مع ذلك، وقعت بعض الاصابات في صفوفه ووصلت الى 12 إصابة سجّلت في رياض الصلح ليل الخميس بسبب محاولةِ الجيش منع الاعتداءِ على الممتلكات العامّة، أما على طريق المطار فتولَّت عناصر الجيش نقل المسافرين الى المطار بآليات عسكرية. عمليًّا، استعجلَ وليد جنبلاط وسمير جعجع الحريري الاستقالة. لاقاهما في المقلبِ الاخرِ عضو "اللقاء التشاوري" النائب فيصل كرامي طالبًا من عضو اللقاء الوزير حسن مراد الاستقالة.تقاطع مصالح لدى الأضداد، لم ينقصه لكي تتوضَّح صورته سوى معرفة المسافة الحقيقيّة التي تفصل بعبدا عن تمرّد الشارع ومدى تقبّلها لهذا الزلزال، فأتت كلمة باسيل لتكشف جزءًا من الصورة، موحيةً، بأنّ تمرّد الشارع ضد الحكومة وليس ضد العهد!.وفق المعلومات، تبلَّغ رئيس الجمهورية قرار الحريري بإلغاء جلسة مجلس الوزراء "بالاعلام" وهذا ما دفعَ دوائر القصر الى الكشفِ "بأننا لم نتبلَّغ" قبل أن يصدر بيان واضح بالموضوع من رئاسة الحكومة.وبين بيت الوسط وبعبدا، كانت أزمة الثقة تتفاعَل في وقتٍ تبادل فيها قياديون من الطرفين الاتهامات "بايصال الامور الى نقطة الانفجار".في الوقائع، لم يقصِّر فعلاً رئيس الجمهورية طوال الفترة الماضية باتهام رئيس الحكومة بالتقصير والتردّد، فيما سُمِعَت في الاونة الاخيرة في محيط رئيس الحكومة ما يشبه النقمة على سياسات جبران باسيل "التي ستقودنا جميعًا الى الهاوية"، وهو ما تُرجِمَ بوضوحٍ بين سطور بيانِ الـ 72 ساعة للحريري!


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top