2024- 03 - 29   |   بحث في الموقع  
logo "الحزب" يقاتل على جبهتي الداخل والحدود: نقطة ضعف خطيرة logo اشكال وإطلاق نار في طرابلس logo بينها لبنان.. هزات أرضية تضرب هذه الدول العربيّة logo مناورة إسرائيلية "مفاجئة" شمالاً.. وواشنطن تعتبر استعادة الهدوء أولوية logo حكومة فلسطينية جديدة تبصر النور..بلا سند سياسي logo نبيل فريد مكاري يستقبل المصري ويعلن دعمه للائحة “نقابتنا” logo بأكثر من 30 طنًا من المتفجرات... تدمير نفق لحماس (فيديو) logo اتهام روسي "خطير" لأوكرانيا
الرئيس ميشال عون.. قائد الثورة… بقلم: مصطفى العويك
2019-11-13 06:58:19

اعتاد الرئيس عون ان يخاطب اللبنانيين بطريقته الخاصة، منذ ان كان ضابطا في الجيش اللبناني ثم قائدا للجيش، وصولا لاستلامه رئاسة الحكومة العسكرية واليوم رئيسا للجمهورية، وهذه الميزة في التخاطب لها ادبياتها ومعاييرها، وان كانت ميزة غير تفاضلية اطلاقا الا انها باتت ماركة مسجلة لفخامة الرئيس.


فـ”الشعب الطز”، الذي لا يمكن أن يصل لـ”زنار” الرئيس، والذي عليه ان يضرب “رأسه بالحيط اذا مش عاجبو”، والذي عليه ان يسلم بأنه “كرمال عيون صهر الجنرال ما تتشكل الحكومة”…هذا الشعب الطز الذي فيه الخونة والعملاء والارهابيين والمرتهنين للخارج، و”اللي ما بغبروا على صباطي”، وغيرهم كثير …يطالبهم اليوم فخامة الرئيس ان يهاجروا.. وردهم عليه كان بسيطا: هاجر أنت فخامة الرئيس وضع في الحقيبة قاموسك السياسي الخاص كي لا يلوّث ما تبقى من أدبيات السياسة في لبنان.


يصر الجنرال عون ان يكون قائد الثورة، ما ان تضجر الناس وتمل وتتململ، وتخف وتيرة حركتها، ويخفت صوت شبابها الصارخ في الساحات، حتى يخرج الرئيس بمشهدية القائد الملهم الذي يحرك الجموع الثائرة، لتنتفض الشوارع من جديد، حتى بات بعض الثوار ينتظرون اطلالته المباركة ليعبروا عن حبهم له بأشكال وسلوكيات ثورجية جديدة.



لا يمكن ان يقبل اهل الثورة  هذه النرجسية القاتلة التي تتحكم بالرئيس، وهذا التسليم الذي يرسم حوله عشرات علامات الاستفهام، لاشخاص أثبتت التجارب الماضية انهم أضروه أكثر مما جمعوا الناس حوله.


بالأمس القريب كان الرئيس عون مؤمنا بالحراك كما اسماه، ولما تظاهر أتباعه امام قصر الشعب تأييدا لجبران باسيل، خرج مخاطبا اياهم انه يحبهم، ليستدرك بعدها “بحبكن كلكن”، اي كل من في الساحات، وهذا شعار حسن طالما ان المتكلم اصطلح على تسميته “بي الكل”، ومن الطبيعي ان يحب الاب كل أولاده، وان ميّز بينهم حينا فهذه طبيعة بشرية. الا أن الرئيس وبالعودة الى طريقته الخاصة في مخاطبة اللبنانيين، عاد ليدعو المتظاهرين الى الهجرة عن بلدهم طالما انهم لا يجدوا آدميا في هذه السلطة.


الناس التي كانت تنتظر ان يخرج رئيس الجمهورية ليقول لها ان الملفات السبعة عشر التي احلتها الى القضاء تقدم التحقيق فيها واصدر الحكم الفلاني بحق المرتكب والسارق، خرج عليها رئيس الجمهورية ليقول لها ان تهاجر من لبنان.


الشباب الذين وصلت اصواتهم الى ارجاء المعمورة وهم يقولون “هيلا هيلا هو باسيل ما نريدو”، والذي انتظر رئيسه ليفتح ذراعيه فيحضنهم ويخبرهم انه “ضحّى بصهره كرمى لطلبهم وتقصيرا لأمد الازمة، صرخ بوجههم بنبرة متعالية:” باسيل هو من يقرر..ولا احد يمكنه ان يمنعه من ان يكون وزيرا..”


النساء اللواتي كنا الثورة وايقونتها، وطالبن بسجن ومعاقبة من يسرق مستقبل اولادهن واموالهن، باغتهم الرئيس بالقول: ” إذا بتكمّلوا هيك بتضربوا لبنان ومصالحكن، ما سيؤدي الى نكبة”.


والنكبة الكبرى تتمثل في تلك المعزوفة السمجة عن الصلاحيات وتكبيل يد الرئاسة، وهي قفز فوق الحقيقة والنص الدستوري، فمن يريد لصلاحياته ان تعود عليه ان يطبق الدستور الذي اقسم اليمين على احترامه، وأول طريق الحفاظ على الصلاحيات او توسيعها او تعديلها هي في احترام النص الدستوري، فاذا كانت الرئاسة الاولى تخالف الدستور، وتريد تعديله بالممارسة وتجاوز مندرجاته واعرافه، فماذا يمكن ان يتوقع الثائرون منها؟


يطالب اللبنانييون الثائرون بحكومة تكنوقراط من اختصاصيين، فيأتيهم الجواب:” لا يمكنها تحديد سياسة البلد، واياكم واعتماد السلبية، وقطع الطرقات خروج عن العهد الدولي، وكان يمكن استعمال القوة والعنف ..”، يهددهم الرئيس بالنكبة والصدامات الداخلية والحرب الاهلية، يبدو انه امتعض كما من يستند عليهم بخطابه غير المكترس بشعبه، من تعاضد اللبنانيين وكسرهم لحاجز الخوف، ورفع العلم اللبناني وحيدا فوق روؤسهم، وهذا ما اثبت لهم ان ثورتهم في واد والرئيس ومن يتبنى خطابه في واد آخر.


أفضل شيء يقدمه الرئيس عون للثورة ان يخرج عليهم كل يوم بخطاب…فلطالما هو يخطب ويتحدث لطالما هم في الساحات والشوارع يطالبون برحيله قبل اي أمر آخر.


 والسؤال الأكبر والاكثر اهمية الذي يطرح نفسه: أليس في بعبدا رجل رشيد ينصح الرئيس بمخاطبة الشباب بلسانهم لا بمصالحه؟ ام ان في بعبدا نفسها من يريد ان يورط الرئيس في ما يقوله؟.




safir shamal



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top