ربما هي المحطة الأهم في مسيرة المنتخب اللبناني في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة إلى ​كأس العالم 2022​ و​كأس آسيا 2023​، خاصة وأن المواجهة أمام المنتخب الكوري الشمالي الثلاثاء هي الأخيرة هذا العام، وستسمح له باعتلاء الصدارة في حال تمكن رجال الأرز من تحقيق الفوز على خصومهم والثأر للخسارة التي مني بها منتخبنا في افتتاح التصفيات بهدفين دون رد.

تتخطى أهمية المباراة كل حسابات التأهل سواء للتصفيات النهائية للمونديال أو بلوغ النهائيات الآسيوية، لكونها المواجهة ما قبل الأخيرة للمنتخب اللبناني على أرضه في التصفيات، مما يعني ان عامل الفوز ضروري جداً سيما وان المواجهة الأخيرة في بيروت ستكون امام سريلانكا في حزيران المقبل بينما يتعين على اللاعبين مواجهة ​كوريا الجنوبية​ وتركمانستان خارج الأرض العام المقبل.

ومنذ الخسارة الإفتتاحية وغير المستحقة أمام كوريا الشمالية، بدا واضحاً ان المنتخب اللبناني يسير في خط تصاعدي تجلى بانتصارين على تركمانستان وسريلانكا وتعادل سلبي أمام كوريا الجنوبية القوية والمرشحة الأولى لبلوغ التصفيات النهائية، وهذا يعني ان الفوز على كوريا الشمالية يوم الثلاثاء يشكل هدفاً فنياً يترجم التطور الفني لاداء الكثير من اللاعبين بغض النظر عن الأخطاء والهفوات التي وقعت في المباريات الاربع الماضية من التصفيات.

من هذا المنطلق تكمن الاهمية القصوى لمباراة كوريا الشمالية، لكن من المهم أيضاً أن يحافظ منتخبنا على الايقاع المطلوب في مثل هذه المباريات والخروج من كل الضغوطات والترشيحات المسبقة التي تمنحه أفضلية الفوز على منتخب لم يسبق له التغلب على لاعبي الأرز في كل المباريات التي اقيمت في لبنان، خاصة وان الحضور الجماهيري فيما لو سمحت القوى الأمنية به، سيشكل عامل ضغط إضافي على اللاعبين اللبنانيين من أجل ارضاء الجماهير بانتصار مهم في هذه المرحلة من التصفيات.

ربما يتعيّن على المدرب ليفيو تشوبوتاريو استغلال الحالة المعنوية التي يعيشها اللاعبون بعد التعادل السلبي أمام كوريا الجنوبية، وهو أمر يمكن البناء عليه من أجل مواصلة سياسة جمع النقاط في مجموعة صعبة ومعقدة للغاية، لذلك فإن غياب كوريا الجنوبية عن مباريات هذه الجولة يعتبر أمراً جيداً من أجل المضي قدماً فيما تم تحقيقه بعد المباراة الأولى.

من اجل كل تلك الأمور ينبغي على المنتخب اللبناني ألا يفرط بأي نقطة أمام كوريا الشمالية بانتظار ما يمكن ان تؤول اليه نتائج المباريات الثلاث المتبقية له في العام المقبل، مع العلم ان المنتخب الوطني نجح في أكثر من مناسبة انه يستحق الرهان عليه بشرط تلافي كل الأخطاء السابقة والمضي قدماً نحو مرحلة هي الأهم والأقوى في سعيه نحو تحقيق الحلم المنشود.