2024- 04 - 20   |   بحث في الموقع  
logo لماذا قصد فرنجية بكركي؟!.. حسناء سعادة logo الاستحقاق الرئاسي رهن القرار الدولي ـ الاقليمي!.. غسان ريفي logo بالفيديو: انفجارٌ ضخم يهز قاعدة لقوات الحشد الشعبي في العراق logo لعدم تنفيذ هجوماً ضد إيران... طلبٌ من واشنطن! logo بالفيديو: المقاومة الإسلامية تستهدف قاعدة جوية في "إيلات" logo عند تغيير الدول... جنبلاط "يَحفظ رأسه" logo جعجع "يهتدي" بخصومه: الهجوم على السوريين كعدو سهل ومربح logo التلفزيون الفرنسي يلتفّ على الحظر الاسرائيلي..بتسجيل تقرير من غزة
قبل فوات الأوان!
2019-11-21 06:55:51




اللبنانيّون بصورة عامّة يُنبّهون المسؤولين، والمعنيّين، والمُمسكين بزمام الأمور، والتوجُّهات اللبنانيَّة، أن يصحوا من غفلة النعيم، وينظروا إلى ما حصل في هذه الدنيا اللبنانيّة التي سبق لهم أن أغرقوها في أودية الإهمال واليأس، وبعدما حوَّلوا أنهرها وينابيعها وكرومها إلى حدائق النفايات المُكدَّسة والمُميتة. وبعدما أُتيحت لرفوف الفاسدين كل فرص التشويه والتدمير جبالاً، سهولاً، أودية، أنهراً، بحراً، شواطئَ، طرقاً، وحدِّث ولا حرج عن “غابة الكهرباء”، وحكاياتها التي تفوق بعجائبها وغرائبها ما حوته صفحات “ألف ليلة وليلة. ولنا دائماً عودة إلى مغاورها…

لن أذهب بعيداً في مُتابعة التفاصيل التي باتت مُنتشرة من كل حدب وصوب. لبنان المرحلة نهض من منفى الإقصاء والإهمال والركود، وها هو يُسارع إلى التجاوب والتعاطف مع قيامة “الثورة الإنقاذيّة” التي استقطبت أربع جهات وطن النجوم والإبداع والتألُّق، وها هي تنكبُّ بكل جديَّة، ودراية، وتعاطف، ومحبَّة، وتضحية، في سبيل لبنان جديد يُشبه تاريخه وإبداعاته، عودة الغائب المنفيّ إلى صدارة الأمل.

ليس من الضروريّ التعمُّق في التفاصيل. فالأحداث تندرج في كل الساحات والواحات. وهي تطلُّ على العالم بأسره، مع دهشة تخفق بالفرح، ويشترك فيها للمرّة الأولى شعب واحد، مزيجٌ يستحقّ الإعجاب والتأييد والدعم. لقد نهض النائمون نومة أهل الكهف. واستعاد الغائبون والمهاجرون كامل الوعي، وكامل العتب على النفس، وكامل الشوق إلى عودة للبنان الذي كان، وإلى عودة من هذه المنافي. فالوطن استيقظ من غيبوبته. وثوّاره يغمرونه. بكل عناياتهم ورعايتهم: كلّهم جميعهم في انتظار تلك اللحظة المدويَّة.

في جولة شَمَلَت قُدامى المُتغيِّرات اللبنانيّة، مع حروب، وتسيُّب، وفظائع، وهجرات، سمعت كلاماً جديداً يدعو للتفاؤل والصبر والانتظار. فالمواجهة الفعليَّة مع هذه التردّيات، وهؤلاء الفاسدين، وغير الواضحة تماماً، هي في ما ترنو إليه وتستعدُّ له أبعد بكثير، وأهمّ بكثير من تطلُّعات “فرقة القبض” على السلطة وأحلامها وتخطيطاتها، وعلى أساس “مِنْ إلى”. وليكن ما يكون. فلا موجب للدخول في التفاصيل والأسماء والارتكابات، فكل شيء ظهر على حقيقته.

يتطلَّع النبهاء والراسخون في تجارب لبنان وسياسته ومسؤوليه إلى الواقع اليوم فيُصابون بما هو أبعد من الدهشة. تأخذهم المُتغيِّرات السريعة، والرياح التي هبَّت على كامل العشرة آلاف وأربعمئة واثنين وخمسين كيلومتراً مربَّعاً، فإذا بهم يندهشون. بل لا يستغربون إذا كان لبنان يتهيّأ جديّاً للانتقال إلى مرحلة جديدة نقيَّة، ومن صنع لبناني. ونتيجة ثورة وُلِدَت في لحظات سريعة. ونَمَت بأسرع من الصوت. وانتشرت في كل شبر من هذه الدنيا اللبنانيَّة شبه المهجورة، والمُهملة حتّى النسيان.

الأحاديث السياسيّة ومعها التحليلات الدقيقة لا تتردَّد في الإعلان الصريح أن لبنان في حاجة اليوم إلى مسؤولي حلول وبناء وإنقاذ، لا إلى مسؤولي إدارة أزمات يكونون هم جزءاً منها. الثورة تعلم حق العلم ما يحتاج إليه لبنان. والشعب العظيم الذي جَهَر بغضبته يقول لهم بمنتهى الوضوح ماذا يريد لهذا اللبنان الذي دمَّره إهمالهم: الإنقاذ ضروريّ وبسرعة، وعلى أساس حكومة تكنوقراط مختارة من عيون الإختصاصيّين المؤهَّلين. لا للتطعيم، إنّه يفسدها. اسمعوا وعوا وروقوا. فالثورة ماضية. والأحوال إلى تغييرات وتبديلات. ولبنان سيتغلَّب على مُخرّبيه، ويوحِّد موقف شعب كانوا قد مزَّقوه وفرّقوه.




Saada Nehme



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top