تسيطر على الاسواق التجارية الكورانية حالة من الشلل، رغم اقتراب عيدي الميلاد وراس السنة، ورغم الحسومات والاسعار المغرية المعلنة على واجهات المحلات كما في داخلها وعلى الرفوف، وبشكل خاص محلات الثياب والهدايا والاغراض المنزلية. علما ان البلديات الكورانية انجزت، مع بداية الشهر الميلادي، وضع الزينة على الطرقات، ورفع الاشجار العملاقة في الساحات العامة، في محاولة جبارة منها للتعالي عن الازمات الراهنة، وتعميم اجواء فرح الاعياد.
الا ان الهم المعيشي يفرض نفسه على غالبية العائلات، في ظل الغلاء المستشري الذي طال المواد الغذائية الاساسية التي تهافت عليها الجميع خشية فقدانها من الاسواق، بالتلازم مع ازمة المصارف، التي تساوى امامها الاثرياء مع ذوي الدخل المحدود، والحالة الضبابية الحاجبة لمعرفة مصير تأليف الحكومة..
مع تفاقم الازمات الاجتماعية والاقتصادية نشط في الكورة عمل فروع حركة الشبيبة الارثوذكسية المعهود، وبعض البلديات والجمعيات والنوادي والافراد الخيرين كما طلاب بعض المدارس والجامعات والاحزاب والتيارات السياسية، بجمع المواد الغذائية والالبسة وتوزيعها على الارامل والعائلات المتاثرة جدا بهذه الظروف الصعبة.
ويبقى، في خضم كل ذلك، الهم الاكبر لدى الكوراني في تأمين اقساط الابناء للمدارس والجامعات الخاصة، رغم ان العديد من هذه المؤسسات التربوية تعتمد السعر الرسمي لصرف الدولار في دفع الاقساط بالليرة اللبنانية، مراعاة منها للاوضاع الصعبة التي يمر بها البلد. الا ان لسان الجميع يدور في فلك الخشية من دفع الاقساط في مقابل بروز مستجدات امنية تحول دون استكمال الفصول الدراسية، لاسيما ان الطرقات مهددة بالاقفال عند كل حدث جديد ما يجعل المواطن يعيش” كل يوم بيومه”.
هذا وتكتفي بعض الرعايا الكورانية باقامة امسيات دينية مرتلة احتفالا بالاعياد، فيما تغيب الاعلانات المعتادة لسهرات رأس السنة حتى الساعة، في خضم اقفال ظرفي مؤقت لبعض المطاعم الكورانية مع التراجع الكبير في أعداد رواد المطاعم والمقاهي.
على امل تحسين الاوضاع العامة بتشكيل حكومة ترضي طموحات الشعب اللبناني لتاسيس مستقبل أفضل، ما يفسح في المجال أمام عودة المغتربين لمشاركة اهلهم فرحة الاعياد، ترفع الابتهالات اليومية والصلوات التي هي الخلاص الاول والاخير براي الكورانيين لكل الازمات.
اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع
