2024- 04 - 19   |   بحث في الموقع  
logo مانشيت “الأنباء”: تحذيرات من تصعيد إسرائيلي إضافي.. وتشدّد “الخماسية” يحتاج لنوايا داخلية بالحل logo افتتاحية “الجمهورية”: “الخماسية” ستلتقي بري .. وميقاتي وقائد الجيش في الإليزيه logo كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! logo "إسناداً للمقاومة الباسلة"... حزب الله يستهدف تجمعاً للجنود الإسرائيليين logo كمين لِـ"داعش" يقضي على 22 جنديًا سوريًا بِريف حمص! logo ماكرون يستقبل ميقاتي اليوم.. وباريس تدفع أوروبا إلى دعم الجيش والتصدي لملف النازحين logo إسرائيل تؤكد تنفيذ غارة على أصفهان.. وطهران ترد: الوضع طبيعي logo "مرحلتان أساسيتان"... اعلام إسرائيلي يكشف تفاصيل اجتياح رفح "المرتقب"
لن ينفع الشارع الحريريّ في الضغط على مسرى التأليف (بقلم جورج عبيد)
2019-12-28 00:12:02



بقلم جورج عبيد -


بداءة الكلام معايدة قلبية في عيديّ الميلاد ورأس السنة المطلّة 2020 لقرّاء موقع التيار الإلكترونيّ وهم قلبه النابض ووجهه المضيء، ولقرّائي بصورة خاصّة، وقد أمسوا عائلتي الواسعة راجيًا أن يكون يسوع المسيح قد ولد في القلوب ومنح الدفء في لحظات البرد، والطراوة في أزمنة القساوة، والمحبّة بدلاً من الحقد، والسلام بدلاً من العداوة، ونتطلّع معًا ليكون الله وهو نور السماوات والأرض كما جاء في القرآن الكريم، نور السنة المنتظرة، نور لبنان والمشرق بأسره، فلا تهيمن الظلمات على حياتنا، ولا تفتك العداوات فيما بيننا، ولا تتفشّى الأحقاد في مجتمعنا، ولا تسود القباحات في سلوكياتنا، ليعلو لبنان نحو البرّ والخير، ويتّشح بالحقّ وهو قرين الجمال، ويلج الحلول المنتظرة عسى نخرج جميعنا من الأزمة التي رمونا بها بأقلّ خسائر ممكنة. فكلّ سنة وجميعكم قرّاءً وأحبّاء بألف خير.


مشهد نافر، بدأت علاماته ومفرداته تتبين تدريجيًّا، مع تهديد خفيّ ظهر من بيت الوسط، وتحديدًا من الرئيس سعد الحريري، باستهلاك الشارع بصيغته المذهبيّة من جديد في المساحة الفاصلة ما بين عيد راس السنة والظهور الإلهيّ أي الغطاس وهو عيد الميلاد عند الطوائف الأرمنيّة الكريمة. معظم الأوساط السياسيّة والأمنيّة تترقّب هذا المشهد البشع بحذر، ويرجو العقلاء أن لا يتورّط دولته بشارع رجراج يحاول من خلاله تطويق الرئيس المكلّف الدكتور حسّان دياب ونزع الشرعيّة السنيّة منه، كما فعل بشخصيّتين من طائفته كادت أن تصل واحدة منهما إلى سدّة رئاسة الحكومة لولا انتهاجه نهج حرق الأسماء والأوراق، فيلجأ الجميع إليه طالبين منه أن يعود إلى هذا الموقع كمنقذ وحيد وفريد.


كيف يمكن للحريري أن ينزع الشرعيّة عن الدكتور حسان دياب؟
ينتهج الرجل في معركته منطقين:
1-المنطق الأوّل يرتكز فيه على الرئاسة الدينيّة للطائفة السنيّة الكريمة بدعم واضح من كتلتيّ المستقبل وبخاصّة من الرئيس السابق فؤاد السنيورة، والوسط بدعم واضح من الرئيس السابق نجيب ميقاتي. جسّد الدعم مفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان الذي أوضح جليًّا خلال ترشيح المهندس سمير الخطيب لهذا الموقع بأنّ سعد الحريري مرشّح الطائفة السنيّة. ما أظهره في لحظة ترشح الخطيب لا يزال ساري المفعول وغير قابل للتغيير أو التبديل، في ظلّ تكليف الدكتور حسّان دياب لتأليف الحكومة. لم يستقبل سماحته الرئيس المكلّف ليبدي عدم الرضى على عمليّة التكليف، علمًا أن دريان نفسه يعلم علم اليقين بأنّ رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابيّ نبيه برّي والوزير جبران باسيل وحزب الله بذلوا جهودًا حثيثة لكي يترشّح فأبى ان يترشّح، فلا حزب الله ولا التيار الوطنيّ الحرّ من رفضاه وأطلقا عليه رصاصة الرحمة، بل القوات اللبنانيّة هي من أطلقت الرصاصة، ولم تسمِّ فيما بعد أحدًا في الوقت الذي قرر التيار الوطنيّ الحرّ إلى جانب حركة أمل والحزب التقدميّ الاشتراكيّ تسمية الدكتور حسّان دياب لموقع رئاسة الحكومة. فمن الطبيعيّ أن لا يترك الموقع تحت رحمة الفراغ المبيح للفوضى. كما أنّ المفتي دريان على علم بأنّ الأميركيين والفرنسيين والسعوديين والروس لم يعودوا متشجعين على إعادة الحريري إلى موقع رئاسة الحكومة.
2-المنطق الثاني يرتكز فيه على حراك الشارع باستنهاض النبض السنيّ، من عكار إلى البقاع الأوسط مرورًا بطرابلس وبعض أحياء بيروت. فمنذ أن كلّف رئيس الجمهوريّة الدكتور دياب لرئاسة الحكومة، اشتعل الشارع السنيّ وارتفع نبضه بدءًا من التجمّع تحت منزله وصولاً حتى منطقة فردان وكورنيش المزرعة كما اشتعلت مناطق في عكار وطرابلس والبقاع الأوسط. وفي المعلومات بأنّ أحمد الحريري، هو من دفع الشارع نحو الهياج بعكس أحد المقربين من الرئيس الحريري وهو الدكتور غطاس خوري الذي عارض استخدام الشارع وإشعاله. سعى أحمد الحريري بغطاء واضح من سعد ولو حاول التملّص إلى الحراك الأخير المشتعل في منطقة المزرعة في بيروت الذي لو استمرّ بالتصاعد لكان أدخل لبنان في أتّون الفتنة المذهبيّة، وهي من ضمن المخطّط الأميركيّ المنسجم والمندمج في دائرة الصراع الأميركيّ-الإيرانيّ وإن بالواسطة... وبطبيعة الحال لم ينجذب الحزب إلى هذا الأنموذج الفتنويّ الواضح بل تعامل مع الأرض بصبر وهدوء وحكمة، إلى أن حسم الجيش الأمر على الأرض.


أوساط متابعة أظهرت بأنّ سعد الحريري يعيد من جديد استهلاك الشارع في سبيل المزيد من الضغط، وقد حدّد يوميّ 3 و4 كانون الثاني من السنة الجديدة 2020، كمحاولة لإسقاط حسان دياب في الشارع، ظنًّا منه أن وجوده لا يزال راسخًا في المعادلة اللبنانيّة، وأنّ المسؤولين بعد سقوط دياب سيعودونإليه ويطلبون منه العودة. يماهي سعد بين حراك الشارع وموقف دار الإفتاء باستخدام وثيق، لكن المصادر تعتقد بأنّ ما كتب قد كتب، وسيصل سعد من بعد رفع الغطاء الدوليّ والعربيّ عنه إلى حائط سميك مسدود لا يمكن تخطّيه كما اشتهى. فهو من أسقط نفسه في الجبّ قبل ان يسقطه الآخرون، ويذكر سعد الحريري كلام السيد حسن نصرالله بأنّ الرئيس الحريري إن خرج فعودته ستكون صعبة المنال، وكاد أن يقول مستحيلة. وهذا الكلام سابق لكلام الرئيس نبيه برّي. لقد رجاه الثنائيّ الشيعيّ بعدم الاستقالة فسار في الطريق المعاكس، فكيف يمكن أن يعود؟ ناور وأحرق المرشحين الآخرين فرض شروطًا لا رئيس الجمهوريّة ولا رئيس المجلس النيابيّ ولا التيار الوطنيّ الحرّ ولا حزب الله يقبلون بها. المسألة بالنسبة إلى هذا الفريق وجوديّة، فلا يمكن منحه صلاحيات استثنائيّة ولا التحكّم وحيدًا بعلاقات لبنان الخارجيّة ولا بملف النازحين ليجسّد الرغبة الأميركيّة-الخليجيّة بدمجهم في لبنان.


لقد انطلق باستهلاك الشارع بهجوم سعد المتصاعد والقويّ على رئيس الجمهوريّة والتيار الوطنيّ الحرّ، متهمًا بأنّ هذه الحكومة حكومة جبران باسيل. بالأمس كان صقور المستقبل مع كثيرين يزعمون بأن تلك الحكومة هي حكومة حزب الله، فأمست حكومة جبران باسيل!!! إنها لمفارقة خالية من إدغام ومنطق. غير ان الواضح بأنّ الحريري يستهدف جبران بالتأليف في سبيل تقزيم دور حسّان بالتأليف عينه. ومهما يكن من أمر، فإنّ حراك سعد بهجومه اللفظيّ وارتكازه على دار الفتوى واستناده على نبض الشارع السنيّ سيظهر بتفاصيله أجوف بكلّ ما للكلمة من معنى، بعد أن ماتت الحريريّة السياسيّة في الخارج قبل الداخل. وفي واقع الأمور فإنّ سعد الحريري هو من أسقط الحريريّة السياسيّة قبل أن يسقطها الآخرون. سقطت في كلّ المواقع الدوليّة والإقليميّة والعربيّة، وسقطت بالسلوكيات الشخصيّة التي لم تستطع إدارة شركاته هنا وثمّة، بل على العكس أمعنت إمعانًا كاملاً في وصولها نحو الإفلاس والإغلاق وتمرّد معظم الموظفين بسبب عدم نيلهم رواتبهم وحقوقهم.


خلاصة كلّ ذلك بأنّ سعد الحريري لن يستطيع عرقلة مسيرة التأليف لا هو ولا سواه. لقد قضي الأمر الذي به تستفيان. لقد ترك الرجل وحيدًا والحراك بإطلاقيّته خلا من مضمونه بعدما أخذ إلى غير موضعه وبخاصّة بعيد زيارة ديفيد هيل إلى بيروت. حاول سعد ممارسة الإقصاء إلى أن أقصى نفسه بالفعل والقول. لم يعد الشارع يفيد ولا اللعب باموال الناس حميد. تحالفه مع قطاع المصارف بطل بهدفيته وجوهره، ولا يبقى أمامه سوى القبول بالنتيجة بمكنوناتها وأبعادها والتسليم بخلاصاتها ومعانيها، فيطلّ لبنان مع السنة المقبلة إلى مدى الحلول الشرعيّة والعادلة بحكومة فعّالة ومنتجة تنقذ لبنان من الاقتصاد الريعيّ ومن احتجاز أموال الناس إلى الاقتصاد المنتج وتحرير المال وتسييله والآمال معقودة على الحكومة المنتظرة من أجل غد مضيء للبنان جديد مع سنة نرجو أن تحوي كلّ خير وبركة للجميع.



التيار الوطني الحر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top