2024- 04 - 25   |   بحث في الموقع  
logo السفير المصري: لمسنا أزمة ثقة ونسعى إلى إحداث خرق logo تهديد إسرائيلي لنصرالله.. "وما حصل لغزة سيحدث لبيروت" logo العمليات الإسرائيلية التدميرية: لتهجير الجنوب وإجبار "الحزب" على التفاوض؟ logo الحكمة من بوابة الملحق تأهل إلى النهائي القاري لسلة “وصل” logo إيكونومست:إيران حاولت تغطية الضربة الإسرائيلية..عبر استبدال رادار مدمّر logo إسرائيل تسعى لتحريك مفاوضات الأسرى logo "لـ قطعِ العلاقات مع بكين وإلاّ"... أميركا "تُنذر" تيك توك! logo فيديو يظهر لحظة قنص ضابط إسرائيلي في غزة
معلومات عن حراك سياسيّ استباقيّ بوجه العهد مع احتمال زيارة شينكر
2020-02-03 20:09:39



بقلم جورج عبيد -


في حمأة وذروة الضغوطات القصوى التي يعيشها لبنان والمنطقة بأسرها، ظهرت علامات مشيرة إلى حملة شعواء يشنها بعضهم بمنسوب مرتفع من الصخب والغضب واختلاق الأخبار وتلفيقها وتحويرها وتأويل جزء كبير منها، بهدف استمرار تشويهه والضغط باتجاه إسقاطه. ليس هذا الأسلوب بجوهره غريبًا. فهو انطلق منذ أواخر حزيران الماضي في الجبل بحادثة قبرشمون الشهيرة، واستكمل بعد حين بعد حين بمجموعة أحداث تكدّست وأحدثت دويًّا في المدى اللبنانيّ وبرعاية أميركيّة واضحة ومباشرة، إل أن انفجرت في 17 تشرين من العام المنصرم، لتضع لبنان في عنق الزجاجة وتجعله دانيًا من انفجار محتمل وخطير.


لن نغوص في هذه العجالة بتفاصيل ما حدث منذ ذلك التاريخ، إلى أن تألفت الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور حسان دياب، مع الأخذ بعين الاعتبار، بأنّ ما كان قبل التأليف بالشكل قابل للتغيير. ولكن، وعلى الرغم من الدعوات المتكررة لإعطائها فرص النجاح، فثمّة معلومات كاشفة بأنّ الصخب لن يتغيّر بحسب ما توفّر من معلومات، وقد يتدحرج، وبحسب ما صرّح السفير الروسيّ ألكسندر زاسبيكين في حديثه البارحة إلى شاشة الNBN لأخذ لبنان نحو مجموعة اضطرابات أمنيّة خطيرة بحجمها بالتوازي مع الحالة الماليّة المترديّة للغاية، حيث لا تزال المصارف تحاصر المودعين وتحوّلهم قسرًا وبطرائق غير أخلاقيّة وإنسانيّة إلى مجموعة متوسّلين ومتسولين، فيما أصحاب المصارف ينعمون بالرغد والرفاه والهناء، على حساب المودعين، بلا مساءلة أو محاسبة قانونيّة، تلزمهم بإعادة الودائع التي أخرجوها بقوّة الحقّ والقانون.


ما هو لافت في هذا الاصطفاف، أنّ حركة سياسيّة ستظهر تباعًا متمنطقة بالواقع الاجتماعيّ والماليّ، مستهدفة ضمن هجوم استباقيّ، عهد الرئيس ميشال عون، بتحميله مسؤوليّة ما آلت وستؤول إليه الأمور. وتظهر المعلومات بأنّ تلك الحركة التي تقودها جهة حزبيّة واضحة، تحاول استدخال نفسها في خيارات كان زعيمها يخشى من ضبابيّتها ورماديّتها، ومن انعكاساتها السلبيّة عليه شخصيًّا وعلى هالته التمثيليّة ضمن طائفته. لكن ومع انطلاقة صفقة القرن بأثقالها، فالأميركيون يعملون بشتّى الوسائل والطرائق إلى ربط لبنان من جديد بالصفقة المزعومة بالتهويل الماليّ والإعداد لحركة شغب مصطنعة، هنا وثمّة، تقف على أعتاب البيان الوزاريّ المنتظر، لتحاول اختراقه وتحويله إلى ورقة مرمّدة بالكامل، مستخدمة الأحزاب المحسوبة عليها، ومستنهضة عددًا من الجهات التخريبيّة باتجاه أعمال أمنية تحاول من خلالها التعبير عن نهاية الستاتيكو الأمنيّ الضابط للواقع والأرض في لبنان، بأعمال أمنيّة تحوي أهدافًا محدّدة وقد تتجسّد بمعايير عديدة ومختلفة، وتنعكس بالتالي واقع المنطقة بما قد تنتجه بعض الاستهدافات المشار إليها بعناوينها من حساسيّات لن تكون محصورة في المدى اللبنانيّ، لكون الهدف بالنسبة للمخططين إعادة خلط الأوراق في الإقليم كلّه ضمن منظومة الفوضى الخلاّقة.


وبناء على ذلك، تشي معلومات بأنّ اجتماعات تجرى في الخفاء، داخل أروقة السفارة الأميركيّة، وبعض الدارات، تقوم بها السفيرة الأميركيّة في بيروت أليزابيت ريتشارد، باتجاه استجماع القوى المحسوبة على الإدارة الأميركيّة، والتصويب على العهد تحديدًا وبصورة حصريّة، وليس على التيار الوطنيّ الحرّ أو جبران باسيل لكونهما قد خرجا من الحكومة. ويأتي هذا التجميع مع احتمال زيارة ديفيد شينكر للبنان خلال الساعات المقبلة، بما يحمله من ذات متطرّفة، ودعم لحراك عبثيّ، و محاولة تحريض تلك القوى بوجه العهد، وجذب الجميع من جديد باتجاه جولة جديدة من الفوض الأمنيّة والمتلاشيّة والسائبة والمرتبطة بمضمون صفقة القرن ومحتواها.


ماذا يريد الأميركيون من لبنان وهل سينجحون في هذا التجميع؟


ما يريده الأميركيون من لبنان ذكرناه غير مرّة في هذا الموقع. شروطهم واضحة ونعيد التذكير بها وهي التالية:


1-وضع اليد على النفط بصورة آحاديّة ومنع ترسيم الحدود النفطيّة بين لبنان وإسرائيل. شهوتهم أن تبقى المنابع النفطيّة في لبنان وسوريا والعراق تحت سيطرتهم وهيمنتهم بلا شركاء لا في الحفر ولا في التنقيب ولا في الأرباح.
2-تشديد العقوبات على حزب الله، وتطويقه بقوّة بغية محاولة نزع سلاحه. والهياج الشعبيّ متداخل مع أنظومتهم المتسعة في الساحات المحيطة بسوريا على وجه التحديد (العراق، لبنان، فلسطين المحتلّة بفعل صفقة القرن) حيث النزاع الأميركيّ-الإيرانيّ-الروسيّ لا يزال على أشدّه.
3-إجراء انتخابات مبكّرة تكون المقدّمة وبرأيهم لإسقاط العهد والنظام السياسيّ برمته، وقد ورد ذلك غير مرّة في أدبياتهم.
4-توطين الفلسطينيين في لبنان عنوة، مع محاولة إغلاق سبل عودتهم إلى فلسطين المحتلّة إنفاذًا لبنود صفقة القرن أو صفعة القرن، على الرغم من أن الدستور اللبنانيّ يرفض التوطين رفضًا مطلقًا، كما أنّ رسالة المطران المقدسيّ العظيم عطالله حنا للفلسطينيي الموجودين في مخيمات لبنان كافية بوضوحها لإبداء الموقف الفلسطينيّ الرافض للتوطين، بالإضافة إلى موقف الرئيس مجمود عبّاس (أبو مازن) الذي شدّد غير مرّة بأنّ الفلسطينيين ضيوف في لبنان.
5-دمح النازحين السوريين في لبنان وتذويبهم ليصيروا جزءًا من النسيج اللبنانيّ. فلا بدّ هنا من الإشارة بأنّ الدمج بالمفهوم الأميركيّ وسيلة واضحة لاستبقاء لبنان وطن لجوء ونزوح كما كتب المطران جورج خضر، وممرًّا مكشوفًا نحو الداخل السوريّ، فيتم استهلاكهم كأوراق ضاغطة على الحلول المطروحة في سوريا.


تلك الشروط سيحملها من جديد ذلك المتطرّف شينكر، ليقول للبنانيين، بأنكم أمام واحد من اثنين:


-إمّا أن تقبلوا بها فنرفع العقوبات عن لبنان، ونسيّل المساعدات المجمّدة باتجاهه ومنها مؤتمر سيدر ونسهّل عودة الودائع المسلوبة إليكم، كما نقدّك لكم ستة مليار دولار أميركيّ كعربون رضى وتفاهم.
-أو أن لبنان سيكون تحت تفلّت أمنيّ قد يكون واسع المدى، مع كسر الاستقرار الأمنيّ المصاحب للفوضى الاقتصاديّة والماليّة والاجتماعيّة المتحرجة بلبنان نحو الهاوية.


بمعنى واضح، على لبنان، أن يقبل بكليّة ضفقة القرن، فهي بالمفهوم الأميركيّ غير متجزئة، وثمنها على المستوى الفلسطينيّ ستون مليار دولار أميركيّ. فإن رفضها فالأثمان التي سيدفعها واضحة للغاية، والقوى السياسيّة المناوئة للعهد ولقوى الممانعة وهي جزء من الحراك جاهزة لإشعال الأرض من جديد، ليسودها التفلّت المديد والعميم بالمقياس الذي أصابه ألكسندر زاسبيكين في توقّعه التلفزيونيّ بأنّ لبنان تحت خطر أمني داهم ومشتعل. فلا يمكن نسيان أن زاسبيكين نفسه سبق، وفي حديث مع جريدة الأخبار، في شهر تشرين الأوّل الماضي من دخول لبنان نظام الفوضى كبير وقد حدث ما توقّعه وقرأه، فها هو الآن من جديد يتوقّع حدوث أخطار أمنيّة في لبنان، غير معروف كيف تبدأ وأين ومتى تنتهي.


تشير المعلومات بأنّ هذين الشهرين أي شباط وصولاً إلى آخر آذار في أبعد تقدير، سيكونان مفصليين بكلّ مكنوناتهما. ذلك أنّ الانتخابات الإسرائيليّة المتوثّبة من مضمون صفقة القرن، ستحدّد سقوط بنيامين نتنياهو أو نجاحه. كلّ المحاولات الأميركيّة عامدة على محاولة إنجاحه بواسطة رافعاتهم وارتفاع منسوب ضغوطاتهم. فمتى نجح ستكون صفقة القرن عنوانًا كبيرًا للمواجهات القصوى في معظم الإقليم تمهيدًا لتسوية يكون هو أحد أعمدتها، ومتى سقط بقعل ضلوعه بملفّات الفساد، حينئذ تسقط معه صفقة القرن، ويسقط معه دونالد ترامب في الشرق الأوسط، تمهيدًا لسقوطه ربما في الولايات الأميركيّة المتحدة من عرش الرئاسة.


هذان الشهران مفصليّان وسيعاني لبنان من ألم المخاض، ولكنّه لن يكون طويلاً. فمتى سقط نتنياهو وانكفأ ترامب دخلنا وسوريا والمنطقة في لحظة جديدة قادرة على ترسيم رؤية استراتيجيّة تولد من رحم ثالوث تكوينيّ جديد مؤلّف من الرئيسين ميشال عون وبشار الأسد والسيد حسن نصرالله، ومن مثلّث جغرافيّ منطلق من إيران نحو لبنان مرورًا بدمشق وحمص وطرابلس وبيروت، ومن أوتستراد عربيّ ينطلق من بيروت نحو الأردن والعراق عن طريق معبريّ النصيب والبوكمال، ومن مدى سياسيّ عربيّ-إقليميّ كبير بدأت آفاقه تظهر بركائزه الروسيّة والسورية والتركية والإيرانيّة واللبنانيّة، ليبدو جاهزًا للحظات تسووية كبرى في المنطقة.


وإلى ذلك الوقت، المطلوب من السياسيين التحرر من منطق العمالة بعمولاتها، والإملاءات بإرهاصاتها، والانتماء إلى لبنان وطن الحقّ والإنسان. فالوطن ليس عقارًا للبيع، إنه اسمنا ووجهنا أمام وجوه كلّ الشعوب... فحافظوا عليه لنثبت فيه إلى الأبد.



التيار الوطني الحر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top