2024- 04 - 20   |   بحث في الموقع  
logo قتل زوجته وقطّعها بمنشار.. تفاصيل جديدة عن جريمة المية ومية! logo عبدالله: تعاونية موظفي الدولة نموذج يحتذى للقطاع العام الناجح logo العراق:غارات مجهولة تستهدف قاعدة للحشد الشعبي logo المرتضى ممثلاً ميقاتي: الحراك الثقافي الذي تشهده طرابلس لا بدَّ له أن يثمر logo بالفيديو: المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف "ام الرشراش" logo نائب رئيس "التيار": بو صعب هو من قرّر الانفصال! logo بالأسلحة الصاروخية... "حزب الله" يستهدف جبل عداثر! logo بعد قطعه جثة زوجته ودفنها في الحديقة... قوى الامن توقف القاتل
إلى أصحاب المصارف أوقفوا إذلال المودعين.. وإلى دولة الرئيس دياب: لا تسمح بفوضى أمنيّة ماليّة خلاّقة (جورج عبيد)
2020-02-05 15:12:31



تفرضون على اللبنانيين نمط حياة، وقد سلبتموها منهم في الأصل، بقرصنتكم على أموالهم وتحويلهم إلى مجموعة متوسّلين لكم ومتوسّلين منكم فيما هذا حقّهم وملكهم وتعب أيداديهم وعقولهم. ماذا يعني الأجراء الأخير بتخفيض السحوبات للناس المودعين، غير أنكم تذلّونهم أيّما إذلال وتشحنون نفوسهم حتى لا يثوروا عليكم وكأنكم معصومون عن الخطايا بل ليثوروا على عهد جاء ليخلّص لبنان فإذ بكم تتحوّلون إلى قوّة عاملة على تقويضه وتطويقه بقرار أميركيّ بتم جزءًا منه.


 


بأي حقّ تسوّغون لأنفسكم أخذ إجراء قاس خال من الإنسانيّة، فتذبحون الإنسان وتذبحون معه الطبقة الوسطى وهي محور العطاء ورحم الفكر وعامود الوجود اللبنانيّ عل عتبات مصارفكم، فيما أنتم تنعمون بالرخاء والهناء والرفاه والرغد. هل من أحد منكم صحا ونظر حوله وراقب المشهد، ليطرح السؤال التالي: ماذا لو أنا كنت واقفًا مكان المودع الصغير، الذي لا يستطيع الاكتفاء براتبه، فتضيفون عليه أعباء مذلّة، هذا إذا لم يكن مدينًا ويفترض به أن يسدّد ما عليه من ديون عليه لكم، فيقع في المسألة عينها؟ هل فكّر واحد منكم بتلك المعادلة؟ هل تريدوننا أن نصدّق أنكم بدوركم تعانون، لأنكم ومع الناس "في الهوى سوا"؟


 


حتمًا لن نصدّق، ولا نريد أن نصدّق. أنتم مجموعة تستغلّون الأوضاع التعيسة لتبتزّوا الدولة ضمن حجّة أنكم مسلّفون لها، وحتمًا غير مسلّمين بها. فيما حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أنشأ لأجلكم هندسة ماليّة، استفدتم منها وحققتم أرباحًا هامّة، فيما كان من المفترض أن تؤول الأرباح للدولة لخرينتها وليس لكم، لأنّ هذا مال الناس، وهو حقّ معطى لهم.


 


لو كنتم يا سادة على كبر في الإنسانيّة والوطنيّة، لكنتم بما تملكون من طاقات ماليّة هائلة ساهمتم بتعويم الخزينة بدلاً من أن تكونوا شركاء في تجفيفها مع المجففين لها. لكنتم في الأصل أخذتم مبادرة خلاّقة مع رئيسكم، وقمتم بتقديم مليار إلى مليارين دولار سنويًّا لخزينة الدولة لتنشيطها وتنميتها، فنستفيد من تقدمتكم جميعنا، وهذا جزء بسيط مما تربحون من فوائد من المودعين أو من الدائنين. فلماذا لا تتوثبون وتنكبّون على إنقاذ لبنان واللبنانيين بمبادرات خلاّقة تعيد الدماء (أي الحياة) إلى عروق نضبت؟


 


لقد بتنا على يقين بأنّكم، ويا للأسف الشديد جزء من المؤامرة على لبنان، وجزء من الحرب عليه. دليلنا على ذلك، أنكم وفور بدء الثورة في السابع عشر من تشرين الأوّل المنصرم، أغلقتم أبوابكم توًّا أمام الناس، وأقفلتم الآلات الصرّافةATM ومنعتم الناس من أن تسحب ما تحتاجه من أموال مودعة لها عندكم. وعندما قمنا بالتدقيق بعد مجموعة أسئلة طرحناها، كان الجواب من مصادر عارفة، لقد أغلقوا الأبواب لأنهم هرّبوا الودائع إلى الخارج في سبيل استهلاكها كأوراق ضغط، وهي فوق ال9 مليار دولار أميركيّ. لنسمع بعد حين أجوبة من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومن رئيسكم سليم صفير، بأن الودائع موجودة ولا خوف عليها.


 


يحضرني هنا سؤال لا بدّ من طرحه، ما دامت الودائع موجودة ومخزونة، فلماذا إذًا تفرضون على المودعين إجراء مهينًا ومذلاً كهذا لهم، وجوهره أنهم لا يستطيعون أن يسحبوا سوى مئة دولار أميركيّ خلال أسبوع. ولمزيد من الوضوح، فإنّ صديقًا لي أسرّ بأدني بأنّه ذهب إلى المصرف لكي يسحب حاجته من المال، وعنده مجموعة استحقاقات عليه أن يوفي بها، لينتظر أكثر من ساعة حتى قال له الموظّف لا يحقّ لك أن تسحب أكثر من مئة دولار. اصطدم معه وأنذر المصرف بأنه سيقدّم شكوى بحقّه، وهذا حقّه الشرعيّ. أنتم يا سادة تخرقون القانون اللبنانيّ جهارًا بإجراء قسريّ كهذا، والقانون يؤمّن حقّ المودع بحسب ما يشاء حتى لو سحب المبلغ كلّه فلا يحقّ لكم لا في السرّ ولا في العلن أن تعترضوا عليه أو تعارضوه. هذا حقّه وأنتم تقتلون هذا الحقّ، من دون أيّ إيضاح رسميّ من قبلكم يشير إلى الأسباب الموجبة لأخذ هكذا إجراءات بنوعيتها المؤلمة.


 


سنذهب معكم للأخير ونقول بأنّ الودائع موجودة ولا خوف عليها، فلماذا لا تصارحون الناس بالحدّ الأدنى بموجوديّتها، وبالحدّ الأقصى لماذا لا تسمحون لهم بان يتصرّفوا بها؟ لقد هتكتم ثقة الناس بكم، بل محقتموها بإذلالكم لهم تحت ستار أنكم تخشون من أن يسحبوا المال كلّه؟ بالله عليكم هل أنتم جديّون بهذا التقويم؟ هل الناس جاهلون لمعنى القطاع المصرفيّ ودوره في ضخّ الحياة في لبنان واللبنانيين، هل تتصوّرون بأنّ الناس ستحتشد طوابير طوابير لتميت هذا القطاع، وجميعنا نعلم أنّه الشريان الأبهر لكي يستمر لبنان؟ على من تضحكون يا سادة؟ أنتم، وبطرائقكم، تساهمون الآن بموت القطاع المصرفيّ، وليس بنهايتكم كأصحاب مصارف أو رجال اعمال. إفلاس المصارف فيما بعد لا يطالكم كأفراد، لا يعني أنكم ستفلسون، فهناك مصارف أفلست فيما أصحابها مضيئون في حياتهم، ولا يزالون مستمرين في نشاطاتهم. أنتم أو بعضكم مع رئيسكم مساهمون بضرب القطاع المصرفيّ، ومعه أنتم عاملون على كسر الاستقرار الماليّ في لبنان كما أن بعض الجهات تعمل على كسر الاستقرار الأمنيّ في لبنان كما جاء على لسان السفير الروسيّ ألكسندر زاسبيكين.


 


على هذا أنتم أمام خيارين:


1-أعيدوا الودائع التي هربتموها إلى الخارج ورهنتموها أو جعلتموها بقبضة البنك الفدرالي الأميركيّ، لتسييلها في الداخل وإنعاش الوضع من جديد. أو:
2-من حقّ اللبنانيين أن يثوروا قضائيًّا وأخلاقيًّا بوجوهكم ويطالبوا بحقوقهم كاملة، فمتى قلتم بأنّ الودائع موجودة تفضلوا وحلّوا هذه العقدة من أجل الناس أجمعين.


 


أمّا الحكومة الجديدة، فأمامها ورشة حقيقيّة وجريئة، تقوم على تحريك النيابة العامّة بدلاً من الاتجاه نحو الرسملة كما ظهر، والفرض بقوّة الحقّ والقانون على أصحاب المصارف بإستعادة الودائع وتسييلها تحت طائلة الملاحقة القانونيّة.


 


يا دولة الرئيس الدكتور حسّان دياب، خاطبتك من على هذا الموقع وإن من دون معرفة شخصيّة غير مرّة، وبيني بينك أحبة أعزّاء على قلبينا، يجمعوننا على الخير والمحبّة. آمالنا معقودة على رفعتك، وكبر نفسك، وكرم أخلاقك، وحميد سلوكك، وبهاء حضورك، وسعة آفاق عقلك، ووساعة فكرك، وعمق ثقافتك، ودقّة أكاديميّتك ومعنى دورك. آمالنا معقودة على معاني نزاهتك، وسمعت صديقًا كبيرًا ممن يجمعوني إليك بأنك لا تريد شيئًا لك، وهذا كاف لنثق بك، ولنتوسّم خيرًا بعملك وكفاحك إلى جانب رئيس عظيم، أنا أعرف كم يحبّك ويحترمك، وعنده ثقة كبيرة بخصائلك.


 


نتطلّع إليك، لكي تكون مع فخامته صمّام أمان للبنان بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معان ومعايير. ما أعرفه أنك ستكون فدائيًّا في مواجهة شرسة ألقيت عليك كواجب وطنيّ كبير، وأنت قبلت التكليف بسرور عظيم. من هنا إسمح لي بمناشدتك لضرب يدك على الطاولة، وعدم السماح للمصارف بإذلال المواطنين كما تذلّهم في إجراءاتها، والعمل للإدّعاء على كلّ صاحب مصرف لا يسمح للمودع بالتصرّف بإيداعه كما جرت العادة، أو كما تنصّ القوانين. فلا دولتك، ولا نحن نصدّق بأنّنا أمام أزمة مصرفيّة مالية تلقائيّة، بل نحن أمام أزمة مفتعلة أسبابها معلومة، وتريد أخذ لبنان للقبول بتداعيات صفقة القرن بالوصف اذي أوردناه غير مرّة في هذا الموقع. كما رجائي لك بأن لا نتزل عند نظريات بعضهم وتسدّد في الشهر المقبل، استحقاق لبنان باليوروبوندز، فهذا سيجرّ لبنان، لخطر استوائه تحت أيدي وكلاء وأوصياء، سيذلّوننا كما تقوم المصارف بإذلال الناس ويعاملوننا كمجرّد رعايا رعاع صغار. لذلك أناشدك لكي تضع يدك على هذا الجرح، وتمنع ديمومة الفوضى الخلاّقة على المستوى الماليّ، فمتى تدحرجت أكثر بتننا جميعنا تحت الخطر، فلا الحكومة ستملك إمكانية الديمومة ومتى فقدتها سقط العهد ومتى سقط العهد انتهى لبنان بكيانيّته الحاليّة، فلا أنت تقبل ولا نحن والله معنا وهو وليّ التوفيق.


 


ولأصحاب المصارف كختام نقول: إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.



التيار الوطني الحر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top