بدا أن المملكة العربية السعودية وإيران ليستا في صدد تجاوز خلافاتهما، مع تمسك كل طرف بموقفه بينما لا ترى سلطنة عمان، الوسيط الإقليمي، احتمالاً لانفراج قبل إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني.
وتصاعد التوتر في منطقة الخليج بعد قتل قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني في العراق أوائل كانون الثاني بغارة أميركية. وسارعت دول أوروبية وعربية مذذاك الى تجنب حرب بين الجانبين.
وحضر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود مؤتمر ميونيخ للأمن السبت، وشاركا في جلسة عن تخفيف حدة التوتر في منطقة الخليج. لكن كلاً منهما بقي في موقع منفصل، وادعى ظريف أن نظيره السعودي طلب تغيير جدوله كي لا يضطر الى لقائه.
وقال ظريف إنه لا يعتقد أن السعودية تريد نزع فتيل التوتر مع إيران نظراً الى وجودها بقوة تحت تأثير الحملة الأميركية للضغط على إيران. و"أعتقد أن جيراننا وخصوصاً السعودية لا يريدون "خفض التوتر".
وأكد أن السعوديين حاولوا التواصل مع إيران بعد مقتل سليماني، لكن محاولاتهم توقفت عندما ردت إيران على قتله، ملمحاً إلى أن الرياض تعرضت لضغوط من الولايات المتحدة.
وعن الوضع الأمني في مضيق هرمز والخليج، أبرز ظريف مبادرة الرئيس حسن روحاني للسلام في هرمز، قائلاً: "لقد ردت كل من الكويت وقطر وعمان والعراق على هذه المبادرة، من غير أن يصدر أي رد من السعودية والإمارات والبحرين في هذا الشأن، ذلك أن السعودية والإمارات تسعيان وراء التوترات في منطقتنا".
وفي معرض تعليقه على اقتراح رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إجراء حوار مباشر بين إيران والسعودية، قال: لقد أعلنا في هذا الخصوص أننا مستعدون لإجراء حوار اعتباراً من يوم غد"، مذكراً بأن هذا الاقتراح كان قد قدّمه رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف أيضاً.
وسئل الأمير فيصل عن احتمالات التواصل مع إيران، فأجاب أنه لا رسائل خاصة ولا اتصالات مباشرة.، وأن الكرة في ملعب إيران لا سيما بعد وقوفها وراء هجمات على المملكة بما شمل غارات بصواريخ وطائرات مسيرة على منشأتي نفط في أيلول.
وأشار بعدما غادر ظريف الجلسة قبل 30 دقيقة، إلى أنه يتعين على طهران أولاً تغيير سلوكها قبل أي محادثات. و"سيكون أي حديث بلا جدوى إلى أن يتسنى لنا الحديث عن المصادر الحقيقية لانعدام الاستقرار هذا".
وقال ظريف إن الجهود الفرنسية واليابانية لدفع إيران والولايات المتحدة إلى طاولة المفاوضات "وجدت آذاناً صماء" لأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتقد أن إيران على شفا الانهيار الاقتصادي. ولكن: "هو مخطئ ... كل ما يريدونه يتعلق بتغيير النظام".
وبدا أن سلطنة عمان لا تشعر بتفاؤل بآفاق التقارب بين الطرفين. وقال وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي، بعدما التقى ظريف السبت، إن الحقيقة هي أنه ليست ثمة رسائل بين الطرفين. واستبعد أي شيء مدى الأشهر الستة المقبلة، في إشارة الى الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع
