2024- 04 - 26   |   بحث في الموقع  
logo لبنان حائر بملف اللجوء السوري: العودة لخطة شرف الدين! logo لغة حماس "تتغيّر": وقف الحرب بـ1701 واتفاقية الهدنة للبنان logo الجيش يوقف 3 أشخاص لارتكابهم جرائم مختلفة logo بن غفير يرفض السماح بزيارات للمعتقلين الفلسطينيين:يضرّ بالمفاوضات logo "الجيش الوطني"يطلق سراح قائد"فرقة المعتصم"..ويلاحق من عزله logo فوز الرياضي على غوركان الايراني في سلة “وصل” logo مشروعان لتنظيم البث التلفزيوني المدفوع بلبنان:ما الفارق بينIPTV وOTT؟ logo بعد مرور 6 أشهر... تقريرٌ فرنسي يظهر انقسام الرأي العام الإسرائيلي بشأن حرب غزة
تظاهرة التيار الوطنيّ الحرّ غدًا ليست لأجل التيار بل لأجل كلّ لبنان (بقلم جورج عبيد)
2020-02-19 14:11:07



يوم غد ينزل التيار الوطنيّ الحرّ باتجاه مصرف لبنان بصرخة واحدة أن أوقفوا إذلال المودعين على أبواب المصارف وأعتابها، فالكرامة البشريّة عزيزة ومقدّسة لأنها من الكرامة الإلهيّة. 
 
في الشكل، وإن كان التيار هو الداعي لكن في الجوهر، كلّ لبنانيّ يعيش ألم الفاقة والعوز، ويشعر بديكتاتوريّة رؤساء المصارف وهيمنتهم على حياتهم وأموالهم معنيّ بان يثب وثبة مضيئة بالحقّ، ويتواجد مع المتظاهرين، ويهزّ أرض المصرف المركزيّ وباب الحاكم بقوّة الحقّ المبين، حقّ المواطنين بجنى أعمارهم وتعب أياديهم وجهود أفكارهم وجهاد حياتهم. كلّ من يحسّ بالألم والوجع والإذلال مدعوّ للتكاتف والتآزر والتعاطف والتعاضد. فالمسألة تتخطّى الطوائف والمذاهب ولا تقف عند حدود المكاسب والمصالح، ولا تتجمّد في استثمار الصرخات. المسألة هي بالحركة المبيحة لرؤى جديدة تتولّد تباعًا ويتلقفها الآخرون من كلّ المذاهب والطوائف، من كلّ النحل والملل، يجمعنا الرغيف والمال الحلال، ويقرّبنا من بعضنا البعض التوق بأن تكون لنا حياة طبيعيّة نحياها ببرّ الله وعطفه، ونبني عليها طموحاتنا الشرعيّة.
 
في المضمون هذه التظاهرة لن تقف عند حدود المصرف المركزيّ، بل ستعصف مع كلّ لبنانيّ وفيّ ومخلص، بوجه الثالوث، أو المثلّث الأسود المتحكّم بأموالنا وجنى حياتنا، كما المتحكّم باقتصادنا وسعر صرف الدولار عندنا. إنها بداءة مواجهة شعبيّة غير بعيدة عمّا ظهر من بعض أهل الحراك المخلصين للبنان، المتحررين من منطق العمالة وثقافة العمولة. فالآخرون المنظَّمون (بفتح الظاء) والمنظِّمون (بكسر الظاء) متورطون بالبلوغ نحو تلك النتائج العبثيّة القاتلة، إذ شكّلوا مع المثلّث الأسود حركة تمثّلت فيها الأذرع الخارجيّة ولا سيّما الأميركيّة العاملة في الأصل على هذا التنظيم التطويقيّ. هذه الحركة المشبوهة انطلق عملها منذ بداءة الصيف الماضي، واندرجت فيها مؤسسات عديدة وقطاعات مختلفة (منها القطاع النفطيّ والاستشفائيّ والقطاع الغذائيّ)، وفئات وأحزاب مواجِهة لرؤى العهد. ومن سلوكياتها الظاهرة خلال ذلك الصيف التوطئة لفتن متنقلة كانت مسالة قبرشمون إحداها، واعتصامات أدخلت ضباطًا متقاعدين في الجيش إلى رحاها واستهلكت مسألة النازحين واللاجئين فأدنتهم إلى رحابها، وهذا حتمًا لأجل انفجار الفوضى الخلاّقة الكبرى وقد بلغناها في 17 تشرين الأوّل الماضي.
 
القضيّة الأساسيّة المنظورة بالنصوص والأوراق الصادرة من أميركا ومن بعضهم في لبنان، أننا أمام حرب حقيقيّة تستهلك العملة محوّلة إياها لتكون ورقة ضغط شديدة عاملة على إسقاط العهد وتغيير الطبقة السياسيّة، ليس حبًّا بلبنان بل طمعًا بنفطه وخيراته، وحماية لإسرائيل بمحاولة البحث بترسيم الحدود النفطيّة بيننا وبينها، والإصرار على توطين الفلسطينيين ودمج النازحين السوريين. الحرب الماليّة المسعورة على لبنان واللبنانيين تحوي هذه الأهداف، وموفدو البنك الدوليّ سيفرضون علينا شروطًا قاسية من هذا القبيل، وخطورتها القبول بقوات دولية تقف على الحدود البريّة بين لبنان وسوريا تحت ستار مكافحة التهريب، ومعنى ذلك التصرّف بالعلاقة اللبنانيّة-السوريّة وفق الإرادة الدوليّة والأميركيّة حصرًا، وليس وفق التطلعات السياديّة لكلّ من البلدين.
 
هذا التوسّع أو الاستطراد بعض الشيء هدفه القول بأنّ الحرب الماليّة علينا تشاء دفعنا نحو تذويب كياننا، وهتك سيادتنا، وضرب فرادة خصوصيتنا، ومنع انوجادنا، وفرض إرادات غريبة عن هويتنا، ومحو حقيقتنا. إنها تدفع لبنان نحو انفجار اجتماعي خطير متخطّ للطوائف بشكله لأنّ الجوع بدوره يجتاح الطوائف والمذاهب، ويفتك بالإنسان بمضمونه الإنسانيّ وليس الطائفيّ أو المذهبيّ، ولكن أيضًا فهو بإمكانه أن يحوي كلّ مظاهر الفتن المتنقلة بإيقاظ الحركات والمنظمات الإرهابيّة فتستغلّ بدورها هذا الشلل فتتموضع في العطب، وتتمسرح في الندوب، لتساهم بدورها في الوهن، بل في إنهاء معالم الوجود اللبنانيّ الحرّ.
 
الخطر يكمن في كلّ تلك المعالم السوداء المهدّدة لنا. والمثلّث الأسود المؤلّف من حاكم مصرف لبنان ورئيس جمعية المصارف ونقيب الصرافين، يحجبون المال، أموالنا، ويهيمنون بهذا الضغط المقيت على رزقنا خدمة لهذا المشروع، لنلج نحو هذا الانفجار. وبراي كثيرين، إنّ تظاهرة التيار الوطنيّ الحرّ باتجاه مصرف لبنان، لا يفترض أن تكون محصورة بشكل الصراخ بل بمضمونه. لا يفترض أن تكون وحيدة بل دائمة. فالمضمون حقوقيّ بامتياز، والتفعيل يجيء من التأكيد على ضرورة فضح هؤلاء بالكامل، ووضعهم أمام مسؤولياتهم، ومحاكمتهم على تلك الجرائم الكبرى بحقّ اللبنانيين.
 
جريمة هؤلاء، أنّهم حجبوا أموال المودعين وهرّبوها إلى الخارج لتكون رهينة عند الأميركيين وتحت قبضتهم. فمنعوا المودعين بالتنعم الطبيعي ووفق القوانين بودائعهم، واذلّوهم على أبواب مصارفهم بسماح جائر بسحب مئة أو مئتيّ دولار في الأسبوع الواحد. وهذا في القانون يسمّى انتهاكًا وهتكًا وفتكًا، وإهانة للكرامة الإنسانيّة. لم يحصل في العالم المتبع للنظام الليبراليّ أن تصرّفت المصارف بمثل تلك الوحشيّة والدكتاتوريّة الغاشمة مع المودعين، ومنعهم من التمتّع بأموالهم وجنى أعمارهم. جريمتهم أنهم عن قصد وعمد، وعن سابق تصوّر وتصميم، رفعوا سعر صرف الدولار ليس لأسباب اقتصاديّة، فهي لم تظهر من قبل فكيف ظهرت الآن؟ وهم عامدون على اللعب بسعره ليبلغ نحو ال3000 ليرة لبنانيّة، حينئذ يدخل لبنان أتون الانفجار الاجتماعيّ، سيّما أن وحش الغلاء قد تحرّك بقوّة  لينهش لحوم الفقراء. إن رفع سعر الدولار سياسيّ وأمني، وليس سببه اقتصاديًّا. جريمة هؤلاء أنهم حجبوا السيولة عن الناس والمؤسسات، وحرموهم فرح الحياة فيما هم متمتعون بالرفاه والرغد والهناء على حساب أوجاعنا وجراحنا. (مش فرقاني معن).
 
وجود التيار الوطنيّ الحرّ مع سائر المواطنين غدًا أمام مصرف لبنان غير رمزيّ بل فعليّ وتجسيديّ وكيانيّ ووجوديّ، ولا يفترض أن يتوقّف على الإطلاق إلى أن تنفذّ المطالب وأهمها إعادة الأموال المهرّبة إلى الخارج وإعادة سعر صرف الدولار إلى ما كان عليه. ليس ما يقنع بأنّ سعر صرف الدولار أن يعود إلى ما كان عليه. والرجاء معقود على فخامة رئيس البلاد العماد ميشال عون والحكومة برئاسة الدكتور حسّان دياب لوضع حدّ لسلوكيات هؤلاء الفاتلكة لحياة الناس والهاتكة لكرامتهم، ووضعهم، تاليًا، أمام مسؤولياتهم الكاملة وإظهار جرائمهم بحقّ الوطن والناس. يوم الأحد أظهر فخامته قدرته على منع محمد الحوت رئيس مجلس إدارة شركة الميدل إيست من فرض تسعيرة بطاقة السفر بالدولار الأميركيّ، وسيستجيب فخامته لصراخ أحبائه المتظاهرين ويضرب بيده على الطاولة في إدانة واضحة لهذا المثلّث الأسود بقول واحد ووحيد، إمّا أن تعيدوا الوضع إلى ما كان عليه قبل 17 تشرين الأوّل من سنة 2019، أو فتحمّلوا مسؤولياتكم، وتوقّعوا المساءلات القانونيّة.
 
وقفة التيار الوطنيّ الحرّ ستكون استراتيجيّة وتغييرية، لتفتح لنا الحياة أبوابها في لبنان من جديد.


التيار الوطني الحر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top