يعود فيروس كورونا إلى أكثر من 50 عامًا غير أنّه ظهر الآن كسلالة مستجدّة (طفرة mutation) بدأت في نهاية العام 2019 في مدينة ووهان الصينيّة (تم تسجيل 76288 إصابة و2345 حالة وفيّات حتّى الآن) من جرّاء الخفافيش بوجهٍ خاصّ . ويُعاني المريض من الحمّى ، والسّعال ، والصّداع ، وضيق النّفس، والألم العضليّ واحتمال حدوث إسهال . ولقد انتشر المرض ، لغاية تاريخه ، في بلدانٍ عدّة مثل فرنسا وألمانيا وكوريا الجنوبية وإيران والولايات المتّحدة الأميركيّة وفي الآونة الأخيرة ، تم اكتشاف حالة واحدة في لبنان (لدينا فحص التّفاعل السلسليّ للبوليميرات المتعلّق بالمنتسخة العكسيّة reverse transcriptase PCR test لإجراء التشخيص في مستشفى بيروت الحكومي مجانًا) .
في هذا الإطار ، يجب التحقّق من الحمّى لدى المرضى القادمين من بلدان فيها الفيروس المعروف (على ألاّ يتم إخفاؤها بواسطة البنادول في حال تناوله المريض ، وتُعتبر السيرة الطبّيّة مهمّة هنا) أو من أعراضٍ مرتبطة بالمرض وهي مذكورة أعلاه . وعلى النّاس أن يغسلوا أيديهم وأن يضعوا الكمّامات في الأماكن المكتظّة التي فيها خطورة عالية وأن يتجنّبوا الاحتكاك بالأشخاص الذين تظهر عليهم علامات المرض . ويُعتبر الحجر الصحّي لمدة 14 يومًا أمرًا مهمًّا في حال حدث احتكاكٌ بشخصٍ مصاب . وتجدر الإشارة إلى أنّ المرض ليس له علاج أو لقاح بيد أنّ دواءً جديدًا يتم اختباره حاليًا على أنّه دواءٌ واعدٌ ويُدعى "فافيلافير " Favilavir ، ولقد بلغ معدّل الوفيّات نسبة 2.3 % ويعود سببها إلى متلازمة الاختلال العضوي المتعدّد MODS وفشل الرّئة والكلى .
إنّ هذا المرض قد أصبح الآن في الصين تحت السيطرة أكثر من قبل ويُبلَّغ حاليًا عن نسب أقلّ من حالات العدوى ولكن يجب مراقبة الفيروس أكثر الآن في البلدان الخارجية ولا داعي للهلع . فعلى أيّ حال ، تذكّروا أنّ الإنفلوينزا تفتك بعددٍ أكبر بكثير من الناس في العالم سنويًا مقارنةً مع فيروس كورونا .
وأخيرًا ، نتوقّع أن يتقلّص انتشار الفيروس قريبًا إذ إنّه يموت في ظلّ درجات حرارة تبلغ 26 درجة مئويّة وما فوق (أي في فصل الرّبيع في لبنان) .
وللذكر فقط ، ليس هناك أي دراسة تشير إلى أنّ اليانسون يساعد على محاربة الكورونا كما يُشاع .
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع
