2024- 04 - 25   |   بحث في الموقع  
logo ميقاتي بحث مع ماغرو في التحضيرات لزيارة وزير خارجية فرنسا الى لبنان.. واستقبل منصوري logo صور تغني عن ألف كلمة logo عرب المستقبل logo Disconnected لماجدة شعبان... إبراز القوّة من المضحك المبكي logo "موسوليني ابن القرن العشرين" لأنطونيو سكوراتي logo بالصور: إخلاء مواطنين من شقة في سليم سلام… ونقلهم إلى المستشفى logo شو الوضع؟ شبح الفراغ ينهي المزايدات حول البلديات والعبرة في متابعة تفعيلها... لبنان ينتظر سيجورنيه لبحث المسعى الفرنسي logo تمارين تدريبية للجيش وتفجير ذخائر في حامات
فيروس "كورونا" ظهر ليبقى!
2020-03-18 20:14:34

في الأيام القليلة الماضية، توصل معظم الأميركيين، حتى الرئيس دونالد ترمب نفسه، إلى تفاهم حول ضرورة الالتزام بالعزلة الاجتماعية. وغالبا سيطور الأميركيون أسلوب حياة منزليا يعتمد على مثل قضاء الوقت في صنع الخبز، والنهم في مشاهدة برامج تلفزيونية، ومعرفة كيفية تعليم أطفالهم عبر الإنترنت في المنزل. وبصفة عامة، استغرق الأمر وقتًا طويلاً بالنسبة للأميركيين لكي يدركوا مدى خطورة فيروس كورونا، بحسب التقرير الذي قام بإعداده كل من بروفيسور حزقيال إيمانويل، عالم متخصص بالأورام ورئيس قسم أخلاقيات وآداب المهن الطبية والسياسة الصحية في جامعة بنسلفانيا، ودكتورة سوزان إلينبرغ، المتخصصة في علم الإحصاء الحيوي، وبروفيسور مايكل ليفي، العالم في الوبائيات بجامعة بنسلفانيا.
وبعد أن اتخذ الأميركيون أخيراً التدابير اللازمة في العديد من الأماكن لإغلاق المدارس، والمكاتب، والمطاعم، ودور الأعمال الأخرى، يتساءل الكثيرون: متى سينتهي كل ذلك؟


لسوء الحظ، الوضع الطبيعي لا يزال بعيداً جدًا. نحن بحاجة إلى التفكير على أساس الشهور وليس الأسابيع. نحن بحاجة إلى التوقف عن تصور مخطط "تسطيح المنحنى"، المنتشر في كل مكان، بمعنى أن يتم إنشاء منحنى أكثر استواءً من خلال زيادة تدريجية في عدد الحالات يوميًا، وانخفاض أكثر تدريجيًا على مدى فترة طويلة من الزمن، وعندها يكون عدد من يصابون بالفيروس الجديد هو نفسه تقريبًا، ولكن الفرق يكمن في عدد الحالات التي تحدث كل يوم، وذلك لأن نظام الرعاية الصحية يتسم بسعة ثابتة لعدد الأشخاص الذين يمكن علاجهم يوميًا، وهو الوضع الذي يجسده خط مستقيم على الرسم البياني. ومن المرجح أن يتجاوز المنحنى الأعلى تلك السعة، مما يعني أن الناس سيتركون ينتظرون أيامًا حتى يفحصهم الأطباء المختصون، وعلينا البدء في تخيل وضع القطار الأفعواني، الذي يتغير فيه الموقف من طرف إلى آخر.
لقد أثبت التباعد الاجتماعي فاعليته، وفقا لتجارب الصين وكوريا الجنوبية ودول أخرى، حيث تبين أنه يمكن إبطاء انتشار الفيروس، والحد من عدد المصابين في وقت واحد. وهذا سوف يحمى المستشفيات لتكون بمنأى عن تحمل جهد إيواء المزيد من المرضى، بحيث يمكن ضمان علاجهم بكفاءة وشفقة.
كما يتيح الانعزال الاجتماعي للباحثين الوقت للعمل على تطوير اللقاحات والأدوية التي يمكن أن تقلل من شدة الفيروس، وتسهم في إنقاذ الأرواح.
ولا يعرف أحد على وجه اليقين المدة التي يجب أن يستغرقها التباعد الاجتماعي، لتقليل انتشار الفيروس إلى ما يقرب من الصفر. ولكن إذا كانت كوريا الجنوبية والصين يقدمان النموذج المناسب، فسوف نحتاج حتما إلى البقاء متباعدين، على الأقل، لمدة ثمانية أسابيع أو وربما أكثر. لقد أغلقت الصين مدينة ووهان ومدنا أخرى في مقاطعة هوبي في 23كانون الثاني. واليوم، أبلغ المسؤولون الإقليميون عن حالات قليلة، إن لم تكن منعدمة، من الإصابة بالفيروس.
ومنذ بضعة أيام فقط، أغلقت الصين 16 من مستشفيات الطوارئ المؤقتة. ونتيجة لذلك، بدأ تخفيف القيود، حيث تفتح المدارس والمكاتب ببطء، كما شرع الناس في الخروج ومقابلة الآخرين.
يشير هذا الجدول الزمني إلى أن أطفالك لن يعودوا إلى المدرسة في مطلع نيسان. كما أنك لن تعود إلى المكتب أو تشاهد فيلمًا في دار للسينما في وقت قريب. خطط لدوام التباعد الاجتماعي، على الأقل، حتى منتصف أو أواخر شهر أيار، وكن شاكراً، إذا تحقق ذلك في وقت مبكر.
ماذا يمكن أن نتوقع عندما يخرج الأميركيون ببطء من منازلهم؟ نحن لا نعرف بالتأكيد، ولكن السيناريو المحتمل هو أنه ستكون هناك موجات لاحقة من المرض. هذا ما حدث في دنفر في وباء إنفلونزا 1918-1919، وفي تورونتو خلال تفشي السارس عام 2003. وخلال الأشهر القليلة القادمة، ستقدم كوريا الجنوبية والصين ودول أخرى بعض الأدلة لإظهار كيف يمكن أن يحدث ذلك.
ويأمل الكثير من الناس بقوة أن يقلل الطقس الأكثر دفئًا ورطوبة من انتقال هذا الفيروس. ولكن الحقيقة هي أن الإنفلونزا ومعظم فيروسات البرد تتلاشى في الصيف جزئياً لأن الكثير من الناس يصابون بها في الشتاء. ولكن لم يصب البشر فيروس كورونا هذا من قبل، لذلك لا توجد مناعة مكتسبة. عند هذه النقطة لدينا القليل من الأدلة التي تشير إلى فترة توقف موسمية.
نفترض أن الأشخاص الذين يصابون ثم يتعافون، سواء ظهرت عليهم أعراض أم لا، سيصبحون على الأرجح محصنين، ولن ينقلوا الفيروس في المستقبل. (على الرغم من أنه من الممكن، كما هو الحال مع الأنواع الأخرى من فيروسات كورونا، ألا توفر العدوى الخفيفة مناعة كاملة على المدى القصير، أو مناعة مدى الحياة).
المفارقة في التباعد الاجتماعي الناجح هو أن القليل سيطور مناعة، وهذا يعني أن مراحل التباعد الاجتماعي الثانية والثالثة ومن يدري ربما الرابعة، يجب أن يحدث. سيتم تفعيل الجولة التالية من التباعد الاجتماعي بسرعة أكبر، لأن المسؤولين والجمهور سوف يكونون أكثر استعدادًا. ويجب أن تكون الفترة أقصر أيضًا، لأنه يمكننا أن نرجح أن معظم الأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى في البداية من المحتمل أن يكونوا محصنين في المرة القادمة.
ولكن تلك الفترة سوف تظل تمزق حياة الناس والاقتصاد، لأنها ستواصل إلغاء المؤتمرات، والأحداث الرياضية. لن يتردد الناس على المطاعم، ولن يسافروا. وسوف تتقلص صناعة الخدمات بشدة. وسيحدث ذلك مرارًا وتكرارًا.
وربما يكون أفضل تشبيه لتلك الحالة هو الضغط على فرامل السيارة على طريق جليدي، وهذا مما لا يؤدي إلى عدم القيام بأي شيء، أو أن الضغط على الفرامل سيؤدى إلى وقوع حادث. لذلك نقوم بضخ الفرامل- بمعنى الضغط عليها، ثم تخفيفها، ثم ضغطها مرة أخرى- وبعد ثلاث أو أربع مرات نبطئ بما يكفي للتوقف.
متى سيتم ترويض فيروس كورونا مثلما حدث مع الإنفلونزا، إذا لم تتحقق هزيمته مثلما حدث مع الجدري؟ يجب إعطاء اللقاح لما يقدر بـ 45% إلى 70% من السكان - 145 مليون نسمة، على الأقل، وذلك لوقف انتشار الفيروس. فإذا ما كنا محظوظين، وتم تطوير لقاح فعال بسرعة، فقد يحدث هذا بحلول خريف عام 2021.
قد يكون من الأسرع أن يتمكن الباحثون من التوصل إلى علاج فعال، لأن هذا، بالإضافة إلى منع الوفيات، يقلل من العدوى في كل حالة.
وقد أظهر أحد الأدوية المضادة للفيروسات، وهو remdesivir، بوادر طيبة في علاج القرود المصابة بفيروس كورونا، وتجرى حاليا دراسته في البشر.
كما سوف تبدأ تجارب الأدوية الأخرى قريبًا. ومرة أخرى، فقد تحدد هذه التجارب علاجا فعالا أو أكثر في غضون أربعة إلى خمسة أشهر إذا كنا محظوظين.
وفي حين أن الولايات المتحدة والعديد من البلدان الأخرى، مثل الدنمارك وألمانيا، قد فرضت حظرا على السفر، فإن إغلاق البلاد لأكثر من عام، حتى يتم اكتشاف لقاح لفيروس كورونا، يبدو أمرا غير قابل للتصديق. لكن من يدري. إذا أصبح الوضع سيئًا بما فيه الكفاية، فقد يصبح المستحيل سابقًا أمرًا لا مفر منه.
وفي ملاحظة إيجابية، في كل مرة يهجم فيها الفيروس بعد الاسترخاء عن بعد، فإنه سوف يفعل ذلك بشكل أبطأ. لكن المنحنى المسطح الذي نأمل فيه جميعًا - وهو الذي يمثل أهمية بالغة للبنية التحتية للرعاية الصحية لدينا - لن يكون ثابتًا في الواقع. من المرجح أن يتذبذب في سلسلة من الصعود والهبوط. لذا يتعين علينا جميعًا أن نستعد لجولة صعبة.




ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top