إنه لبنان.. هذا البلد المفلس والمديون، والموبوء حالياً. وكأن كل هذه المصائب لا تكفيه حتى تستمر السلطة الحاكمة في تصرّفاتها العشوائية المبنية على التقسيمات السياسية والطائفية. وعلى قاعدة “الشعب السايب بيعلّم الحكام ع الحرام”، حاول رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الضغط على رئيس الحكومة حسان دياب من اجل تهريب ملف التعيينات وفق ما يناسب اهواءه.
الا ان تهريبة التعيينات المالية نسفها موقف رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه، والذي اطلقه عبر سلسلة تغريدات عبر حسابه على “تويتر”، اضاء فيها على التهريبة التي تحصل وفقا لاهواء سياسية لأناس معينين، مهددا بسحب وزرائه، وقد لاقى موقفه تضامناً من الحلفاء ما دفع برئيس الحكومة الى سحب بند التعيينات من جدول الجلسة الحكومية.
خطوة دياب التي لاقت استحسانا لدى فرنجيه، رغم مقاطعة وزراء المرده للجلسة، استدعت تغريدة من الاخير شكر فيها لدياب مبادرته لافتا الى انه “لا يريد حصة من التعيينات وهو لن يتدخل فيها بل جلّ ما يريده هو اعتماد معيار مبني على اساس الكفاءة العلمية والمهنية في اختيار المرشحين للتعيينات”.
الا ان هذه الخطوة الايجابية التي قام بها رئيس الحكومة، تبخر صداها اثر موافقة الحكومة على صرف مبلغ 650 مليون دولار لمشروع سد بسري. مشروع السد المقدم من التيار الوطني الحر رغم اعتراض اهالي بسري كون اضراره على المنطقة البيئية اكثر من منافعه، لاقى هجوما من الحزب التقدمي الاشتراكي الذي بعد ان كان داعماً للمشروع اعلن مفوض الاعلام لديه رفضه لسد بسري.
اذا وفي وقت تحاول البلاد الخروج من ازمة وباء كورونا المستجد بأقل الوفيات الممكنة، عمدت السلطة السياسية الى الهاء الناس بسحب ملف التعيينات لتمرر صفقة اخرى اكثر ضررا على البيئة والاقتصاد في الوقت معاً.
غريب امر حكومتنا فبدل صرف هذه الاموال لمساعدة الاسر الاكثر فقرا والتي معظمها منذ بدء الحجر لا تستطيع تأمين ما يكفي من احتياجتها، وبدل ان تبحث عن سبل لتسريع تقديم المساعدات المادية وزيادة قيمتها لانه مع ارتفاع اسهار المواد الاستهلاكية بنسبة 60% لن تكفي ال 400000 المقترحة لاكثر من اسبوعين، تتمادى في تمرير صفقات مشبوهة وتصرف لها اموالا معظمها من جيوب اللبنانيين وحق لهم.
اذا بالامس، صرخة سليمان فرنجيه اعادت تصويب بوصلة الحكومة لناحية التعيينات المالية. فعساها تنسحب على باقي تصرفات هذه الحكومة لا سيما في الامور التي تخص حياة المواطنين وشؤونهم اليومية فتنكب على تأجيل المشاريع غير الضرورية والانتباه الى امور ناسها كما يجب، لتمرير هذه الفترة الصعبة بخير ودون اضرار فادحة.
اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع
