يبدو ان عدم وجود اصابات ب(فايروس كورونا) في المخيمات الفلسطينية بات يثير (غيرة) البعض ان لم نقل حقده وضغينته،ولعل هذا السبب الاساس في اطلاق شائعات حول اصاباتٍ بين صفوف اللاجئين الذين باتوا يعلمون ان هذه الشائعات لا اصل لها سوى بعقول اولئك الذين يطلقونها اويعمدون على نشرها واشاعتها لغايات لا يعلمها الا الله وحده وهم والراسخون في العلم…
فمن مخيم نهرالبارد شمالاً حتى مخيم الرشيديّة في الجنوب وما بينهما من مخيمات تنقّلت شائعات عن وجود اصابات،واللافت في الامر ان هذه الشائعات كانت تُسّمي بعض الاشخاص بالاسم والكنيّة ما يؤكّد على ان في الامر استهداف شخصي في بعض الاحيان وليس استهدافاً للمخيمات كتجمعات للاجئين،والغريب في الامر ان بعض ابناء المخيم الذي كانت تنطلق فيه الشائعة هم انفسهم كانوا يعملون على تعزيزها ونشرها سواءً اكان الامر بجهلٍ او عن عمد ودون التأكّد من مصادر موثوقة لنفي هذا الامر او تأكيده…
منذ بعض الوقت سرت شائعة تفيد بان خمسة اشخاصٍ من النازحين السوريين المقيمين في مخيم البداوي في شمال لبنان يعانون من اصابات ب(فايروس كورونا) وقد تم تسميتهم بالاسم،وقيل انهم عمدوا الى اغلاق هواتفهم النقّالة كي لا يتم الاتصال بهم من قبل (الجهات المعنيّة اللبنانية) وهذا ما اثر حالة من الهلع والرعب والخوف بين سكان المخيم،خاصّة وان الشائعة تقول انه جرى الاتصال بادارة (مستشفى الحريري) في بيروت وقد اكّدت فعلاً على وجود اربعة اصابات، ولدى الاستفسار من بعض المسؤولين الفلسطينيين تبين ان الامر لا يعدو عن كونه شائعة كغيرها من الشائعات التي انطلقت في مخيمات اخرى وتبيّن زيفها وكذبها وعدم صحّتها اذ انه جرى الاتصال من احد المسؤولين الفلسطينين بادارة (مستشفى الحريري) التي نفت علمها بهذا الامر،ولعل هذه الشائعة هذا الاقسى والاكثر تصديقاً وقرباً من العقل والمنطق،اذ ان (مخيم البداوي) مفتوح على مصراعيه بسبب تساهل العناصر المتواجدة على الحواجز،كما يقول ابناء المخيم،ففي وقتٍ قامت (القوى الامنيّة اللبنانيّة) باغلاق جميع (البسطات) و(المقاهي) الثابثة والمتحركة في (جبل البداوي) فقد سُمح لهؤلاء بالدخول الى المخيم وهم يسرحون فيه ويمرحون دون حسيب او رقيب،هذا بالاضافة طبعا الى (بيك ابات) الخضار والفاكهة وما شابه ذلك مما يثير الشكوك والريبة ويجعل من الشائعات (حقيقة) قابلة للتصديق،فابناء المخيم بغالبيتهم يعتقدون ان هناك استهتاراً بارواحهم نتيجة الاهمال والفلتان وعدم التشدّد باجراءات مكافحة انتشار (فايروس كورونا) من قبل الجهات المعنيّة وخاصّة على الحواجز…
خلاصة القول،على ابناء المخيمات ان لا يتساوقوا مع مثل هذه الشائعات التي تضر بهم وتثير الرعب بين اهلهم واطفالهم وان يتاكدوا من مصادر مسؤولة وموثوقة قبل ان يتداولوا مثل هكذا اخبار،وعلى الجهات المعنيّة التشدّد بالاجراءات في المخيمات عموماً وفي مخيم البداوي على وجه الخصوص واتخاذ اجراءات قانونيّة رادعة بحق مطلقي الشائعات في حال معرفتهم،ف(كورونا) ليس مزحّة،والمزاح في مثل هذه القضايا غباء مطلق و(سماجة) و(ثقل دماء)..!!!!
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع
