2024- 04 - 19   |   بحث في الموقع  
logo ميقاتي يلتقي ماكرون في قصر الإليزيه logo تجهيز منيرة الصلح في بينالي البندقية: اختطاف "أوروبا"...ونساء معاصرات logo أنسي الحاج في "بانيبال" الإسبانية: فنجان قهوة مع بودلير logo بالصوره: إندلاع حريق بشاحنتي تبريد في عكار logo "الخارجية": حان الوقت ليترجم المجتمع الدولي أقواله إلى أفعال logo أدرعي "يزعم" قصف مبنى لحزب الله! logo "خطر وجودي"... جعجع يُحذر: إذا لم ننتبه قد يصبح اللبناني لاجئاً في بلده logo بعد قليل.. ميقاتي يصل إلى قصر الإليزيه للقاء ماكرون
أكبر صفعة لثورة 17 تشرين العظيمة!.. بقلم: يحيى مولود
2020-04-11 18:02:39

يعيب البعض علينا، نحن “المعارضون الفطريون” إجمالاً، بأننا نكثر من ‏المعارضة في زمن “التضامن الوطني” وبأننا لا نعطي فرص في ظل حكومة جديدة العهد. ونحن الذين وقفنا في وجه سياسات الحكومات المتعاقبة لسنواتٍ عديدة وحذرنا مراراً وتكراراً من ‏الفساد “المقونن” وسوء الإدارة في معظم دوائر الدولة، وتوقعنا لأكثر من مرة الحالة التي وصلنا إليها، ونازلنا بالإيمان الصادق فقط هذه السلطة في الانتخابات النيابية الأخيرة وقلنا للناس حينها وبكل صراحة بأنهم يكذبون علينا جميعاً، ولكن للأسف، الأكثرية لم تصدّقنا وكنا نسمع في حينه نفس الانتقاد حول المغالاة في المعارضة وبأنه “لا يعجبنا العجب”. حتى أن البعض خوّننا و أو شيطننا، في أكثر من مناسبة، لصالح المسيطرين على القرار الوطني منذ ما بعد الحرب الأهلية، لأن معظم الناس، للأسف أيضاً، يفضلون الغني عن المكتفي تحت حجّة “عينه شبعانة”، ويؤخذون بصورة القوي وباستعراضاته وعراضاته على حساب الواضح معهم والذي يشبههم… وذلك لأننا ما زلنا نعيش في دوامة التكاذب اليومي الذي دمر كل مفاهيم الصدق والمواطنة الصحيحة.


‏ويأتينا اليوم رئيس حكومة من خارج النادي التقليدي لرؤساء الحكومات، يحاول تلميع صورة هذه السلطة على حساب الواقع الذي نعيش، فيتذرع دائماً بأخطاء السالفين “الوهميين”. نسمع منه كلاماً بكلامٍ ولا يقدم حلاً واحداً لأي مشكلة، والدليل الواضح أنه لم يؤخذ حتى الآن قرار محاسبةٍ واحد لموظّف صغير في هذه الدولة، أو قاضٍ مرتشٍ، أو أمني فاسد، أو مصرفي أرعن يقبض على ودائع الناس أو وزير “ما بيعرف شي”!


في الدول “الطبيعية”، ‏يأتي إلى الحكم من يملك خطةً، أو رؤية، أو حل، أو برنامج، أو مشروع، أو أي من هذه المسميات التي جعلوها غريبة عن حياتنا السياسية. ولكن في لبنان، للأسف، يأتي إلى الحكم من يبحث عن خطط صورية! وهذه حالتنا مع هذه الحكومة العجيبة التركيب والهوية والتوجّه. فهي ليست بحكومة تكنوقراط ولا اختصاصيين ولا مستقلين، هي حكومة على ما يبدو تعتمد على “صفقات الاستشاريين” للتداول فيما بينها بأفكارهم على ما لا يمكن أن تأخذ به من قرارات!


إذا اما استثنينا إعادة تكليف سعد الحريري (وهذا الأسوأ!)، بإمكاننا القول إن هذه الحكومة كما بات واضحاً هي أكبر صفعة لثورة 17 تشرين العظيمة! فمن الواضح أنها خليط من الانتهازيين (من الصف الفاشل) الذين لا يأبهون بالحالة الاجتماعية والاقتصادية للناس، فكلما تطرقوا لأي أمر مرتبط مباشرة بحياة المواطن، تشعر وكأنهم من كوكب آخر!


حكومة توحي للناس كأنها تعمل بكد، وهي تدّعي بأنها تحاول ‏أن تؤمن مصالحهم، لكنها لا تُقدِم على أي مبادرة تشي بأي تغيير استراتيجي في الذهنية الحاكمة، ولا تأخذ أي قرار عن سابق تخطيط وفي انسجام مع رؤية ما، وكل قراراتها، حتى الساعة، مشكوك بخلفياتها وبأبعادها. إذاً، على ما يبدو أننا أمام مجموعة تنتحل صفة حكومة تحاول التمثيل أمام الكاميرات فقط بأنها ستنقذ الواقع، إلا أنها في الواقع تسير بنا أكثر وأكثر نحو عمق المشكلة وتعقيداتها.


فحتى اللحظة، ‏ما زالت المصارف تتحكم برقاب الناس، وما زال التجار الكبار والمحتكرين “يتمقطعون” بيوميات الناس وحياتهم. فهل من قرارٍ واحدٍ واضحٍ أمام هذا التحدي؟! كلام بكلام، وتخبط يليه تخبط، وقرارات عشوائية غير مستندة لأي منهج علمي أو مدرسة فكرية…


وتأتينا مؤخراً مسودة الخطة الاقتصادية التي من المفترض أن تكون “إنقاذية” لتؤكد المؤكد. فأي حل لا يرتكز في أبعاده على الحماية الاجتماعية للناس، ومحاكمة المرتكبين في السنوات الماضية، هو حل ظالم وغير مقبول. فعلى سبيل المثال، كيف لهم تعميم “قص الشعر” على شريحة واسعة من اللبنانيين الذين جهدوا وتعبوا لتأمين هذه الأموال، وهي في أكثر الأحيان لحماية شيخوختهم من غدر المرض أو الزمن في ظل دولةٍ تغيب فيها أدنى الحقوق الصحية والاجتماعية!؟.


ألا يكفي هذه الحكومة إذلالاً جرّاء رضوخها للضغوطات الأمريكية التي أمرت بإطلاق سراح العميل عامر الفاخوري وهي حتى اليوم لم تصارح شعبها بأي معلومة ولم تنشر أي تعليق؟! فهل كان يكذب ترامب عندما شكرها؟ أو أنها كانت منشغلة في إغلاق ساحات الثورة واعتقال الناشطين مستغلةً ظروف جائحة فيروس كورونا والتعبئة العامة؟ وبالحديث عن الجائحة، فالحكومة لم تبادر أساساً منذ حوالي الشهر إلا إلى صياغة البيانات الشعبوية وإطلاق الوعود الوهمية، معلنةً أكثر من مرة الانتصار على الفيروس، بينما الأرقام الفعلية غير معلومة والعائلات المحتاجة ما زالت تنتظر الدعم الموعود.


الحكومة ما زالت تقف عاجزة أمام مافيا المصارف وحجزها لأموال المودعين، بينما تسمح للحاكم المركزي وجمعية المصارف بتمرير التعاميم التي تخدم مصالحها ويستقبلهم رئيس الحكومة بكل ترحاب من أجل التكفير عن ذنوبهم والتبرع بأموال المودعين لدعم المودعين ضمن حملة التبخير الإعلامي في زمن الوباء الذي يقررون فيه المضي في مشروع سد بسري وحرق الملايين من الدولارات على مشروع مدمر للبيئة ولن يأتي بالحل المائي!


من أي صنف هو رئيس الحكومة المشغول بنفسه وصورته والتغزل بعظمته، وكأن اللبنانيين لم تكن تكفيهم “عبادة الشخصية” عند الرئيس ميشال عون، لتكتمل المصيبة مع حسان دياب! ولكن البروفيسور محظوظ. فماذا كان ليفعل لولا أزمة فيروس كورونا؟ هل كان سيقول لنا كما يقول فريق الرئيس: “ما خلونا نشتغل؟”، وهي النغمة نفسها التي يستخدمها كل من فشل في وظيفته الوطنية! ما هذا النوع من الرؤساء؟!!


كم نحن بحاجة اليوم، بعد هذه الحكومة، لإعادة بلورة المفاهيم الأولى للمواطنة، فنحن أمام زمرة من الفاشلين الذين يحاولون إيهام الناس بحل ما، هم أعجز من التقاط طرف خيطه، وحتى ذلك الحين، سنبقى “معارضون فطريون”!





safir shamal



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top