2024- 04 - 20   |   بحث في الموقع  
logo الإعتداء ضرباً على نائب رئيس المجلس العام الماروني في الأشرفية logo الخطيب: تأكيد الالتقاء على كلمة سواء لإخراج لبنان من وضعه logo صور الأقمار الاصطناعية:إسرائيل استهدفت بطارية"أس300"في أصفهان logo الاحتلال في اليوم ال3لعدوانه على مخيم نور شمس:10 شهداء logo غزة:الشهداء تجاوزوا ال34 ألفاً..ومصر وتركيا تلحان على وقف النار logo السيد زار نقابة المهندسين في الشمال مهنئا logo المسار الحالي لن يقود إلى اتفاق... وحماس تفكر في بدائل أخرى! logo الفنيون المناوبون في "الطيران المدني" يعلنون مواصلة العمل
وليد جنبلاط الشاطر اتجه نحو المصالحة مع رئيس لبنان، ومصالحة منتظرة مع جبران باسيل (بقلم جورج عبيد)
2020-05-05 00:14:40



تطرح جهات سياسيّة عاقلة تساؤلاً بنّاءً لا علاقة له بالاصطفافات السياسيّة المتوازية في هذا الزمن المتوحّش، ماذا جنى تيار المستقبل وبالتحديد سعد الحريري من إطلاقيّة مواقفه ولماذا قبل الرضوخ لمثلبة فؤاد السنيورة وجميع الناس المعنيين عارفون بالحقد الدفين الكامن في القلب من فؤاد تجاه سعد؟


وفي إضاءة واضحة، تلوم الجهات العارفة سعد الحريري بسبب قصر نظره وعدم درايته بمتانة المثالب السياسيّة، والكمائن الفئويّة، والانسدادات البنيويّة المرسومة أمامه في سبيل سقوطه وغرقه في وحول متحرّكة. فبان أو بدا الرجل "كبالون هشّ" بإمكان ثقب إبرة أن يفخته ويمزّقه وينهيه. لم يتعلّم سعد بأنّ لا ثوابت جامدة في السياسة، وبأنّ الأقربين إليه قادرون على بيعه في سبيل مصالحهم. لقد زجّه فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي في مواقف محتدمة بوجه الحكومة ورؤيسها الدكتور حسّان دياب، وبوجه رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطنيّ الحرّ الوزير السابق جبران باسيل، وبوجه حزب الله، تغطوا جميعهم في لحاف طائفيّ مذهبيّ لإخفاء فسادهم وسرقاتهم وبناء ممالك لهم بجماجم البشر. بهروا بمواقف ديفيد شينكر وديفيد ساترفيلد والعزيز جيف (جيفري فيلتمان) وجون بولتون... وسعد عاش "الخبر اليقين" فظنّه عند "جهينة" وجهينة تلهو مع "سيدات" سعيد تقي الدين رحمه الله إنهنّ يحاضرن بالعفاف.


كان لا بدّ لدوروثي شيا أن تقف في موقف ومكان محتلفين عن التحريض الذي مارسته إدارتها غير مرّة بوجه العهد والحكومة وحزب الله. وقد رأت واكتشفت بأنّ الأذرع ليّن وغير قادرة على القبض والامتلاك وإلحاق الهزائم. حزب الله في أرضه غير ما هو عليه في أوروبا، أو أمكنة أخرى. نقل الأميركيون معركتهم مع حزب الله إلى أوروبا وإلى ألمانيا من جديد، وأقنعوا المستشارة الألمانية أنخلا ميركل بإصدار عقوبات على حزب الله، وتركت التسوية تمرّ بعض الشيء في لبنان، ونقلت المعركة من الميدان الأمنيّ والعسكريّ الذي كان محتملاَ إلى الميدان الماليّ والاقتصاديّ والاجتماعيّ بأذرع ماليّة واقتصادية مؤلّفة من الصرافين وأصحاب المصارف وأرباب القطاعات بتكثيف الضغط على المواطنين عبر المصارف بحجب الودائع عنهم وعير رفع سعر صرف الدولار بتلك الطرائق الوحشيّة ورفع أسعار المواد الغذائيّة بغية دفعهم إلى ثورة الجياع. بمعنى أنّ الأميركيين من زاوية هادنوا فأوقفوا مشروع الاحتراب ومن زاوية أخرى صعّدوا بالغلاء والقبض على الحياة الماليّة والاقتصاديّة.


أمام هذا المشهد، سلّم بعضهم بحتميّة المهادنة من ميل والمواجهة من ميل آخر، ما خلا سعد الحريري وفؤاد السنيورة وأشرف ريفي ونجيب ميقاتي... فهم مصرّون على التصعيد، وفؤاد السنيورة على وجه التحديد مصرّ على إغراق سعد الحريري في أتون التصعيد ووحوله المتحرّكة. وحده وليد جنبلاط قرأ الموقف كدأبه، وفهم الخيارات المتاحة أمامه. لم يخب بعض المراقبين من إمكانية التفافه على مواقفه المتشدّدة ليدخل نادي المهادنين، بل نادي الداعين إلى تنظيم الخلاف على وجه التحديد مع التيار الوطنيّ الحرّ. حمّس بدوره سعدًا وأوصله إلى ذروة المواجهة، أوهمه بتحالف متين بوجه العهد والحكومة، صرّح بذلك على شاشة العربيّة، وحده سمير جعجع كان متّزنًا من هذه الناحية، وتحرّر من الانفعاليات في التوجهات، ووضع احتمالاً جوهريًّا حول إمكانية التحوّل في موقف الوليد، فلم يتوغّل بالكلام على إقامة حلف ثلاثيّ بل أضاء عليه بحذر شديد. قرّر جنبلاط وجعجع المشاركة في اجتماع بعبدا برئاسة فخامة الرئيس لمناقشة الخطّة الاقتصاديّة، فيما تيار الستقبل استعار عبارة واردة في بيان رؤساء الحكومات السابقين على لسان فؤاد السنيورة وهي استبدال النظام البرلماني بنظام رئاسيّ. وتجدر الإشارة وفي هذا المجال، بانّ هذه العبارة تكرّرت في المقدمات للحرب اللبنانيّة ضمن سياق طائفيّ ضيّق ثمّ تكرّرت في قمّة عرمون ليستولدها السنيورة من جديد في عمليّة استهدافه للعهد ثمّ تبنتها كتلة المستقبل في معرض رفضها المشاركة في اللقاء الذي دعا إليه رئيس الجمهوريّة في بعبدا يوم الأربعاء.


ما يهمّ من تلك المقاربة، بأنّ الكلام في فتنة ممكنة قد بطل. قمّة الكلام جاء على لسان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، فقد أضاء على مسألة منتظرة في المناقشة، وهي، الطلب من صندوق النقد الدوليّ مساعدة لبنان ماليًّا. في الشكل ليس من مشكلة لبنانيّة بين الأطراف السياسيّة، والسيد نصرالله وافق عليها. لكن من غاص في أعماق هذا البند وفنّده كالسيّد حسن نصرالله وسواه، أيقن بأن كلام ديفيد شينكر يعدّ ببداءة تطويق الرسالة اللبنانيّة المقدّمة إلى صندوق الدعم الدوليّ وفرض شروط لكي يتمّ القبول بها، ومن هذه الشروط القاسية كيفيّة التعاطي مع حزب الله، بمعنى، أن هدف رمي لبنان في أتون مواجهة مع الحزب إحتمال وارد في عقل شينكر أي في عقل الإدارة الأميركيّة، بطرائق الضغط الماليّ الاجتماعيّ، وقد يغيب عن بال هؤلاء بأنّ هذا الضغط إن تفلّت من ضوابطه وعقاله فسيقود بدوره إلى حسم لن يكون بمقدور الأميركيين احتواء نتائجه وامتصاصها، لأنها ستخرجهم خارج الدائرة اللبنانيّة والدائرة العربيّة، فيما هم يتخبّطون بالنتائج الكارثيّة في بلادهم. فحسن نصر الله لن يكون وحيدًا في المواجهة إن حصلت، وثورة الجياع من المستحيل أن تكون اللباس لحرب تتفجّر في لبنان لتطاله كوجود وكيان تحت ستار القضاء على حزب الله، وتطرح بالتالي إنتاج نظام جديد ستكون ولادته عصيّة بالمفهوم الأميركيّ. لبنان لن يكون شوكة في الخاصرة السوريّة-الروسيّة. واتركيا بدورها التي تغازل روسيا سترى نفسها عند مفترق الطرق خارج المعادلة، لا سيّما إذا وجد الإيرانيون خطرًا عليهم من قبل الأتراك شاخصًا. اللقاء الإيرانيّ-الإماراتي مهّد لهذه الرؤية. والعلاقة الأميركيّة-الإيرانيّة وإن لم تزل في ذروة التوتر والصراع، لكنها ستبرد مع التقاء المصالح وسيجد الطرفان أن لا بد من التواصل المباشر وإن هو غير مباشر عن طريق مسقط. والإدارة الروسيّة ستجد نفسها أنها مضطرة وللمرة الأخيرة لتغيير طبيعة العلاقة مع الأتراك، لن تتمّ أية مقايضة كما يظن أردوغان بين طرابلس وإدلب، ومتى ذهب مناصروه إلى الأخير في المواجهة فسيجدون أنفسهم من جديد مطوقين سواء في إدلب أو طرابلس. لن يرسو الحلّ في سوريا بصيغ مشوّهة فإدلب ستعود للدولة، ولن يستطيع أردوغان استهلاك طرابلس في سبيل الضغط مقابل إدلب أو في سبيل بعض المقايضات. الخصر الرخوة ليست في وارد القبول بها من قبل سوريا أو من قبل روسيا وإيران، مهما كانت المصالح هامّة.


الأهداف الأساسيّة عند الأميركيين، وهذا ما حذّر السيد نصرالله منه، أخذ لبنان نحو الإفلاس التام وسيتمّ وضع اليد عليه وعلى الدولة بمؤسساتها من قبل صندوق النقد الدوليّ، أي من قبل المجتمع الدوليّ مختصرًا بأميركا، وإنهاء حزب الله، وثمّة عناصر عديدة يستخدمونها في هذا المجال، منها وجود النازحين السوريين ربما للقتال بهم في الداخل اللبنانيّ، أو لتوجيههم إلى سوريا بغية الضغط عليها من لبنان. ولعلّ إضاءة رئيس الجمهوريّة على ثقل هذا الملف عبر السبوتنيك نيوز بقوله: "إن كلفة ملف النزوح السوري الى لبنان تفوق قدرة بلدنا على التحمل. لقد صم المجتمع الدولي آذانه، ولم يأبه بالانهيار الذي يمكن ان يطال بلدنا، لا بل كان يضغط علينا، ولا يزال، لنتحمل أعباء أكبر من قدرة لبنان على التحمل"، وفي المقابلة عينها أعلن: "المجتمع الدولي يتعامل بخبث مع هذا الموضوع. يريد إبقاء قنبلة النازحين في البلدان المجاورة لسوريا، حتى لو أدى ذلك إلى انفجار اجتماعي، وأمني، واقتصادي في بلد كلبنان، ولا يريد أن يتقاسم أعباء النزوح مع هذه الدول، برغم الامكانات الضحمة التي يتمتع بها الكثير من دول أوروبا والولايات المتحدة." وأخيرًا النفط، وهم من أقنعوا شركة توتال الفرنسيّة بتزوير الحقيقة حول أن نتائج التنقيب عن الغاز ليست متطابقة في البلوك 4 وأعينهم شاخصة على البلوك 9 لحماية إسرائيل ولمصلحتها أيضًا.


في الختام لقد تمّ بيع هؤلاء والشاطر كوليد جنبلاط وجد خلاصه بضرورة إرساء قيم المصالحة مع صخرة الجبل العماد عون، والتيار الوطنيّ الحرّ برئاسة جبران باسيل وستمهّد لمصالحة بينه وبين حزب الله، والجبل سيتنعّم بقيمها. أمام هذا المشهد يتبيّن بأنّ لبنان أمام تبريد أمنيّ وبداءة حوار سياسيّ وتسخين ماليّ واقتصاديّ مترافق مع تشدّد كبير في الضغوطات، نحن نعيش في الحلقة الأخيرة من الأزمة اللبنانيّة، قد تقصر المدّة أو تطول، ولكن في المحصّلة بوجود رئيس للجمهوريّة كميشال عون ورئيس للحكومة كحسان دياب سيتجه لبنان نحو خلاص وشيك يحتمه خطاب العقل وترفده مبادئ الإخلاص لوطن الأرز بمسلّمات تحافظ عليه وتقوده نحو فجر مطلّ.


   



التيار الوطني الحر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top