2024- 04 - 26   |   بحث في الموقع  
logo أسلحة ومخدرات.. الجيش يوقف 4 أشخاص logo مطر التقى لجنة المستأجرين في الشمال: سأحارب لنصل إلى حلّ عادل logo تدخلات الشرطة تشعل الجامعات الاميركية..وبلينكن يعتبرها من سمات الديموقراطية logo غزة:زخم جديد في المفاوضات..هل يحبطه نتنياهو؟ logo الأمم المتحدة تصدر تحديثا بشأن مشاركة موظفين بالأونروا في هجوم حماس logo "6 مليارات دولار"... أميركا تخطط لإنتاج أسلحة جديدة لأوكرانيا! logo "بحوزتهم كمية من الذخائر"... الجيش يوقف 4 أشخاص! logo “الحزب” يستهدف مواقع إسرائيليّة
هل سلك باسيل طريقه مع السياسة الأميركية أم أن حزب الله تصدى له ليسجلون نقطة في مرماه و كسبوا عليه التمريرة؟.نصرﷲ في إطلالة "ناریة: هل سيردّ بالسلاح؟.. (داني الأسمر)
2020-06-10 15:22:31

لم تُتح للوزیر جبران باسیل عندما كان وزیرا للخارجیة فرصة القیام بزیارة رسمیة الى الولایات المتحدة، ولا عقد
لقاءات مع مسؤولین كبار في الإدارة الأمیركیة على ھامش زیاراته الخاصة الى الولایات المتحدة... كان ذلك تعبیرا عن
إستیاء أمیركي من سیاسة التحالف الوثیق بین الرئیس میشال عون وحزب الله وانخراط السیاسة الخارجیة للبنان في
مواقف منحازة الى المحور الإیراني ـ السوري ومتماھیة معه... وھكذا فضلت إدارة ترامب ومنذ العام ٢٠١٦ حصر
علاقتھا الرسمیة مع رئیس الحكومة سعد الحریري الذي نجح في نسج علاقة خاصة مع وزیر الخارجیة مایك بومبیو،
وفي حصر الدعم الأمیركي المعنوي والمالي لمؤسستي الجیش ومصرف لبنان باعتبارھما الركیزتین الأساسیتین
للسیاسة الأمیركیة في لبنان. 

ما لم یستطع باسیل القیام به عندما كان وزیرا للخارجیة یخطط لتحقیقه وھو خارج الحكومة، أي بناء علاقة مع
الأمیركیین تبدأ بفتح خطوط إتصال وتواصل وتتطور الى عملیة إنفتاح وتقارب وتتوج بزیارة الى واشنطن بصفته
السیاسیة ھذه المرة كرئیس لحزب أساسي، وأیضا بصفته شبه الرسمیة كـ"موفد رئاسي" وممثل للرئیس عون، إضافة
الى صفته الثابتة "كمرشح رئاسي"... ومما لا شك فیه أن وجود باسیل خارج الحكومة یوفر له ھامشاً أوسع للحركة
والمناورة و"التفاوض". ومما لا شك فیه أیضا أن باسیل الذي یسعى الى إكتساب ثقة الأمیركیین موضوع من جانبھم
تحت المراقبة السیاسیة وقید الإختبار لتبیان حقیقة توجھاته والمدى الذي یمكن أن یصل إلیه، وتحدیدا لجھة قدرته على
تمییز نفسه عن حزب الله وأخذ مسافة عنه، لأن مسافة الإبتعاد عن الحزب تحدد مسافة الإقتراب أو التقرب من
الأمیركیین. 

سلك باسیل الطریق الى خیاره الأمیركي الجدید فور سقوط حكومة الحریري ومعھا التسویة السیاسیة ـ الرئاسیة... 
المؤشرات الأولى ظھرت في اللقاء الشھیر بین باسیل ومساعد وزیر الخارجیة الأمیركي دیفید ھیل ودام ثلاث ساعات
في منزله وتخلله غذاء ونقاش في كل المسائل والملفات، بدءاً من ملف الحكومة الجدیدة وفق المواصفات الأمیركیة،
مرورا بالموقف الأمیركي من حزب الله، وصولا الى ملف ترسیم الحدود البحریة بین لبنان وإسرائیل، حیث یحتفظ باسیل
بورقة أعدھا تتناول مسألة الترسیم ویراھن على النجاح في ھذا المجال الحیوي الذي یھم لبنان لأسباب اقتصادیة
وسیادیة، كما یھم حزب الله نظرا للترابط الموجود بین الترسیم ووجود الغاز بكمیات كبیرة في البلوك الحدودي رقم ٩.
وبعد لقائه مع ھیل، بدأت سلسلة لقاءات في لبنان مع السفیر السابقة إلیزابیت ریتشارد واستمرت بزخم أقوى مع
السفیرة الجدیدة دوروثي شیا التي استضافھا في منزله في اللقلوق وقال لھا: "نحن لسنا بعیدین عن أفكارك وھدفنا ھو
تأمین مساعدات للبنان وصندوق النقد الدولي لن یساعدنا إلا إذا أرادت دولتكم". 

سیاسة الإنفتاح والتقّرب التي یعتمدھا باسیل باتجاه واشنطن ھي نتاج مراجعة للمرحلة السابقة بعد التطورات
الدراماتیكیة المتسارعة التي حدثت منذ تشرین الماضي ودلت الى أنه لا یمكن الإستمرار والإكمال في مسیرة العھد من
دون تعدیلات في السیاسات المتبعة داخلیا وخارجیا. ولكن سیاسة الإنفتاح ترتبط أكثر بحسابات المرحلة المقبلة مع
إقتراب موعد انتخابات رئاسة الجمھوریة، وسط ظروف وتوازنات داخلیة معقدة، وحیث لا یخفي أنه مرشح للرئاسة
ویعتبر أن التبدل الذي طرأ على المعطیات اللبنانیة والإقلیمیة یفرض تعدیلاً في طریقة خوض معركة الرئاسة. 

یمكن لھذه الحركة "الباسیلیة" الأمیركیة أن تنم عن واقعیة وبراغماتیة، ولكن الأمر لا یخلو من مغامرة ومخاطرة،
وسط تساؤلین ملحین: الأول ھو ھل ینجح باسیل في إختراق الجدار الأمیركي وفي إقناع الأمیركیین بأفكاره ومشروعه؟
الثاني ھل ینجح باسیل في تذلیل عقبة حزب الله وفي إقناع قیادة الحزب بصوابیة وجدوى توجھه الجدید؟! 
لدى حزب الله مآخذ كثیرة ومتراكمة على أداء وممارسات باسیل، كان السید حسن نصرالله ألمح الى بعضھا بمفعول
رجعي طال الانتخابات النیابیة عام ٢٠١٨) في جبیل والبقاع الشمالي)، وتشمل خصوصا رغبة باسیل في استثمار
واحتكار العلاقة مع الحزب من دون مراعاة لعلاقات والتزامات الحزب مع حلفائه (بري وفرنجیة والقومي). وحزب الله
الحریص على التحالف الاستراتیجي مع التیار الوطني الحر الذي أرساه مع الرئیس عون، ممتنع عن إعطاء باسیل
تعھداً والتزاماً بشأن الإستحقاق الرئاسي، وفي الوقت نفسه یدعه وشأنه في أن "یشتغل معركته" وأن یوظف ما
اكتسبه من خبرة وتجربة. ولكن "اللعب في الداخل" شيء و"اللعب مع الأمیركیین" شيء آخر، حتى لو أبدى
باسیل حرصا على وضع الحزب في صورة وأجواء تحركه واتصالاته، وأنه لا یلعب من وراء ظھره، وعلى تقدیم سیاسة
الإنفتاح على واشنطن من خلفیة أن الحزب بحاجة الى قناة إتصال مع الأمیركیین ومن یتحدث معھم. الإشارات الأولیة
من جھة الحزب تدل الى أنه متفھم لمصالح باسیل وحساباته ورھاناته في الوقوف عند نقطة التقاطع الأمیركي ـ الإیراني
بعد الانتخابات الرئاسیة الأمیركیة... ولكن الحزب الواقع تحت الضغوط والعقوبات الأمیركیة، لا یرحب بھذا التوجه ولا
یرتاح له، وینصح باسیل بالتزام الحذر وتفادي الوقوع في "الفخ الأمیركي"...




ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top