2024- 04 - 28   |   بحث في الموقع  
logo لماذا غاب “الإشتراكي” عن لقاء معراب؟ logo هذه آخر المعلومات عن “الورقة الفرنسية” الخاصة بوضع جنوب لبنان logo إصابة 14 مدنياً بصربين الجنوبية..وجيروزاليم بوست:الحزب اكبر من الفشل logo الصليب الأحمر يحيي الذكرى الـ39 لشهدائه logo جريح في حادث سير في الضنية logo هزة أرضية ضربت لبنان كم بلغت قوتها؟ logo الفصائل الفلسطينية: ضرورة التوصل لصفقة تبادل "جادة" logo بعد تنبيه فرانك... 3 زلازل تضرب دول في يوم واحد!
تمھید لحكومة جدیدة.. من سيتحمل إمساك كرة النار هذه المرة؟!
2020-06-18 00:13:26

ھذه ثالث "طاولة حوار وطني" منذ العام ٢٠٠٦: الأولى إنعقدت عام ٢٠٠٦ في عھد الرئیس إمیل لحود ولكن في مجلس النواب برعایة وإدارة الرئیس نبیه بري. والثانیة إنعقدت في عھد الرئیس میشال سلیمان عام ٢٠١٢ برئاسته في بعبدا. والثالثة ھي التي دعا إلى عقدھا الرئیس میشال عون الأسبوع المقبل (٢٥ حزیران).  
  
    وھذه ثالث طاولة حوار تلتئم في قصر بعبدا بدعوة من الرئیس عون، وفي فترة أقل من سنة. في أیلول ٢٠١٩ إنعقدت "طاولة حوار" خُصصت لمناقشة الأزمة الاقتصادیة المالیة وكیفیة مواجھتھا، وكانت ھذه أول مرة ینحصر الحوار في الملف الاقتصادي والمالي، بعدما كانت السیاسة مھیمنة وكانت الاستراتیجیة الدفاعیة بندا رئیسیا. وأطلق حوار أیلول أول مؤشر الى تفاقم الأزمة الاقتصادیة وبلوغھا مستویات متقدمة، والى قابلیة الوضع الداخلي للإنفجار، وھذا بالفعل ما حدث في ثورة ١٧ تشرین الشعبیة... وفي أیار ٢٠٢٠ (الشھر الماضي) إنعقدت طاولة حوار في قصر بعبدا تحت عنوان اقتصادي بحت، وھدف حصرا الى تأمین الدعم والغطاء السیاسي لخطة الحكومة الاقتصادیة التي على أساسھا سیجري التفاوض مع صندوق النقد الدولي، ولقرارات غیر شعبیة وموجعة یجب أن تتُخذ... وشكل ھذا الإجتماع مؤشرا الى إرادة ورغبة لدى الرئیس عون للتدخل في الملف الاقتصادي المالي ومتابعته شخصیا عبر إجتماعات مالیة واقتصادیة متكررة.  
  
     ما یختلف في الدعوة الرئاسیة الثالثة أنھا تتم تحت عنوان "طاولة حوار وطني" لن یكون محصورا بالأزمة والخطط الاقتصادیة والمالیة، وإنما یتجاوزھا الى البحث السیاسي في مجمل الظروف والتطورات، وفي أزمة متشعبة و"سیاسیة" في العمق... ما یختلف أیضا ھذه المرة أن الطاولة توسعت ودُعي إلیھا رؤساء الجمھوریات والحكومات السابقین، وھو ما یحصل للمرة الأولى وسط توقعات بأن یغیب الرئیس إمیل لحود ویحضر الرئیسان أمین الجمیل ومیشال سلیمان، وبأن یشارك الرئیس سعد الحریري لتصحیح خطأ إرتكبھ في المرة السابقة واستجابة لنصیحة الرئیس نبیه بري.  
  
     إذا كان الرئیس عون ھو صاحب الفكرة والدعوة وتشاور بھا مع رئیسي المجلس والحكومة قبل لقاء بعبدا الثلاثي وفي خلاله... فإن الرئیس نبیه بري ھو "عرّاب" الحوار المستجد ویلعب دورا سیاسیا محوریا في تأمین ظروف ومقوّمات نجاح ھذا الحوار الوطني وتذلیل العقبات التي یمكن أن تعترض إنعقادھا، لا سیما لجھة المشاركة والحضور وتفادي الوقوع في "ثغرة" لقاء الشھر الماضي الذي افتقد الى "المیثاقیة السنیةّ"، وكاد أن یقتصر على لون سیاسي واحد لولا مشاركة الدكتور سمیر جعجع... بري ھو نجم المرحلة ومن یتقن إدارة التناقضات والتوازنات ویبرع فیھا: 
ینسق مع حزب ﷲ، یتفاھم مع باسیل، یستفز دیاب، "یستوعب" الحریري، یصالح الدروز... ویحمي ریاض سلامة.  
  
     أن یدعو رئیس الجمھوریة الى حوار وطني ھذا یعني أنه یستشعر خطرا محدقا بلبنان وتطورات مقلقة آتیة تدعو الى إقفال النوافذ والفجوات، والى عملیة تحصین داخلیة إستباقیة... ویعني أیضا أن حكومة حسان دیاب لیست قادرة على حمل أعباء المرحلة ومواجھة الأزمة الخطیرة، خصوصا بعدما أخفقت في الإمتحان وأضاعت الفرصة وفترة السماح بعدما طوّقتھا وصادرتھا الإنقسامات والتجاذبات السیاسیة، ومن الحلفاء والشركاء أكثر من الخصوم والمعارضین. وبالتالي صار لزاما تعویم ھذه الحكومة ومدّھا بجرعة دعم إضافیة وإحاطتھا بشبكة أمان سیاسیة إذا كان متعذرا فتح الملف الحكومي في ھذه المرحلة... ولكن الحوار الوطني الذي یعكس إقرارا ضمنیا بفشل الحكومة ووصولھا الى حائط مسدود یعكس أیضا إقرارا ضمنیا بالحاجة الى حكومة جدیدة، حكومة وحدة وطنیة یمكن أن تكون "حكومة أقطاب"، ومن دونھا لا إمكانیة لمواجھة الأزمة ولا قدرة على إتخاذ قرارات سیاسیة صعبة وسریعة، ولا إمكانیة لاستمرار العھد الى نھایتھ... القرار في شأن حكومة جدیدة متخذ... والمسألة مسألة وقت وإخراج وظروف ملائمة


داني الأسمر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top