ولفت الى انه “إنطلاقا من هذا الملف الحقوقي والإنساني الذي نعنى به سويا في البلدين الشقيقين، أود أن أؤكد على عمق العلاقات الراسخة بين ايران ولبنان. من هنا، لا بد من التوقف أمام الظروف الحساسة التي يمر بها لبنان والمنطقة حاليا، حيث أن الأميركيين، ومن خلال سياساتهم وممارستهم، يدفعون بدول المنطقة ومنها لبنان نحو الإنهيار الإجتماعي والإقتصادي والسياسي. كما أن التدخل في الشؤون الداخلية كافة لبلدان المنطقة والشؤون الاقليمية، والحيلولة دون السير الطبيعي للنشاطات الإقتصادية، والتعاون الاقتصادي بين بلدان المنطقة، وتشديد العقوبات، وسياسة التهديد والابتزاز، ما هي إلا خطوات تستند الى مشروع اميركي للمنطقة من أجل خدمة مصالح الكيان الصهيوني وصفقة القرن المشؤومة . هذه السياسات والممارسات الأميركية هي جريمة ترتكب بحق بلدان المنطقة وشعوبها. والاميركيون يتحملون المسؤولية الكاملة لكافة التداعيات والآثار المترتبة على هذا التوجه المدان. الادارة الاميركية ترفع بشكل مضطرد وتيرة ارهابها الاقتصادي ضد شعوب المنطقة ودولها. ولا شك أن النتيجة الطبيعية لمثل هذه السياسات والتحركات الأميركية هي إستعداء شعوب هذه المنطقة أكثر فأكثر. فهذه الشعوب لن تسمح بحال من الأحوال بتحقق الأهداف الاميركية والصهيونية الكامنة في هذا السلوك المتمادي. الاميركيون يدعون كذبا أنهم يحاربون الفساد. فهم وسياساتهم وحلفاؤهم علة الفساد في بلدان هذه المنطقة. فهم أينما حلوا حل معهم الفساد. انهم اذا دخلوا قرية أفسدوها. إن الولايات المتحدة الاميركية هي اكبر راع للفساد في العالم أجمع. فكل الانظمة الفاسدة هي حليفة وربيبة الأميركيين. إذ أن التواجد الأميركي في بعض بلدان المنطقة يعتبر من اهم عوامل الفساد والافساد. اي ان كف اليد الاميركية عن شؤون المنطقة وشجونها هو المدخل الطبيعي لمكافحة الفساد. الأميركيون يدعون كذبا أنهم يدافعون عن حقوق الإنسان وأنهم حريصون على الشعب السوري والشعب اللبناني وسواهما من شعوب العالم. وحقيقة الأمر أنهم لا يكترثون ولا يعيرون أدنى إهتمام لشعوب المنطقة وحقوقها ومصالحها. ومن الامثلة التي تعبر بشكل صارخ عن استهتار الاميركيين بحياة شعوبنا هي الذكرى السنوية التي تصادف في مثل هذه الايام للجريمة النكراء التي ارتكبتها البوارج الحربية الاميركية في مياه الخليج الفارسي عندما اسقطت ظلما وعدوانا طائرة مدنية ايرانية فقتلت أكثر من 290 انسانا بريئا، لتضيف بذلك وصمة عار جديدة الى سجلها الحافل بمثل هذه الارتكابات”.