2024- 04 - 25   |   بحث في الموقع  
logo وزير الإعلام استقبل مديرة مكتب “اليونيسكو” logo انقطاع في خدمات الانترنت… أوجيرو توضح! logo سحل محامية في بيروت...الاعتداء على المدافعات عن النساء أيضاً! logo امتحان البروفيه "الوطني" هدايا للطلاب للموظفين.. و"الثانوي" مجهول المصير logo انقطاع في خدمات الانترنت... أوجيرو توضح! logo الجميل التقى فرونتسكا: تأجيل الانتخابات البلدية استكمالٌ لشلّ مؤسسات الدولة logo الراعي استقبل رئيس الجامعة اللبنانية وعرض مع زواره الأوضاع logo بالفيديو.. محامية تتعرّض للضرب في بيروت!
شلّ لبنان بقدراته هدف أميركيّ والحكومة مدعوّة للمواجهة الخارجيّة والداخليّة قبل فوات الأوان (جورج عبيد)
2020-07-07 11:15:27



يشبه وضع لبنان الشاب الزنجيّ جورج فلويد. كان الرجل طريحًا على الأرض يختنق ويستغيث فيما الشرطيّ الأبيض يضع ركبته على عنقه ويقطع نفسه حتى الموت.



يسوغ لنا في هذا التشبيه، أن نعرب عن وجعنا وركب عديدة تضغط على عنق البلد لإنهائه بقتله. هوية الركب واضحة من الداخل إلى الخارج. جميعهم ضالعون في جريمة خنق البلد وشلّه ومنعه من الحراك. وقد بدا ذلك منذ أكثر من عشرة أشهر حين ظهرت أمام كاتب هذه السطور علامات تلك الأزمنة بتحليل مسهب تلقّاه تباعًا من صديق كبير له قريب بحدود واضحة بسبب أعماله من مراكز القرار العليا الدوليّة، يعلمه بالخطر الداهم على لبنان، ويكشف له بأنّ عنوان الحرب ماليّ في مرحلته الأولى وتجويعيّ في مرحلته الثانية وتفتيتيّ أو تدميري في مرحلته الثالثة، بأهداف باتت واضحة للغاية ومنها:



• إنهاء الطبقة السياسيّة اللبنانيّة برمتها ومن دون تردّد.
• تهيئة لبنان لطبقة سياسيّة بديلة تحكمه وتعمل على وضع مضمون سياسيّ واقتصاديّ جديد للحكم.
• معاقبة حزب الله في لبنان وسوريا، وإلهاؤه بحرب التجويع على لبنان، بغية إثارة الناس بوجهه وتأليبها عليه والبلوغ بعمليّة التأليب نحو الشغب أو الفتنة.
• العمل على ضرب التسوية في سوريا من لبنان بخنق لبنان وسوريا معًا، وهذا هدف أميركيّ-استراتيجيّ بامتياز.
• الفتنة اللبنانيّة وهو مخطّط أميركيّ معدَّة لخلط الأوراق في سوريا، بدءًا من تأليب الرأي العام السوريّ على الرئيس بشار الأسد.
• ربط قانون قيصر مؤخّرًا بالعقوبات المفروضة على لبنان والشروط بإغلاق المعابر غير الشرعية بين سوريا ولبنان تمهيدًا لتفعيل القرار 1559 ودمجه بالقرار 1701 لتصبح الحدود تحت قبضة القوات الدوليّة ومراقبتها. وهذا الربط غير منفصل عن مسألة صفقة العصر التي يصرّ الأميركيون على تطبيقها.
• إسقاط عهد ميشال عون بصورة مباشرة بالحرب الضروس المعلنة على الحكومة برئاسة الدكتور حسّان دياب، ولا بدّ من القول بأنها حرب شخصيّة وشرسة تخوضها أميركا، وقد ظهر ذلك من مجموعة تهديدات تلقاها دياب من السفيرة دوروثي شيا، ولم تنف شيا ما نشر إلى الآن في جريدة الأخبار على وجه التحديد.



مجموعة الأهداف الأميركيّة، ليست خافية على أحد. بل هي معلنة بصورة أو بأخرى. هذا مقول من قبل الصقور الأميركيين الممسكين بالملفّ اللبنانيّ من بومبيو إلى شينكر إلى جيفري إلى شيا. إنهم يتكلمون علنًا، ويكشفون شروطهم الأساسيّ لوقف الحرب ووضع حدّ لهذا التدحرج ودفع دينه العام البالغ 100 مليار دولار أميركيّ كما كتب جاريد كوشنير لملك الأردن عبدالله بن الحسين وهي على النحو التالي:



1. حياد لبنان عن صراع المحاور، وهذا شرط عاد لينساب من جديد على الأرض اللبنانيّة.
2. سحب سلاح حزب الله من لبنان وسوريا معًا.
3. القبول بتوطين الفلسطينيين نهائيًّا ودمج النازحين السوريين
4. عدم التنقيب في البلوكين 9 و10 على الحدود مع إسرائيل.
5. القبول بأن يكون لبنان قاعدة أميركيّة بوجه سوريا، أي أن يكون لبنان وطن عبور وليس وطنًا له كيانه الفريد والخاصّ به.
6. تحديد علاقات لبنان بالخارج، وحصرها بأطر خاصّة.
7. أن يكون لأميركا دور في الاستثمار بالنفط وفي الإعمار في سوريا.



يحاول الأميركيون الإيحاء بأنّ تلك الشروط تملك على المستوى الأميركيّ-الخليجيّ قوّة الفرض بالاستناد إلى عدد من الأذرع المتحرّكة بالعقل الأميركيّ والمال الخليجيّ. وقد رأت أوساط عديدة بأنّ المملكة العربيّة السعوديّة لا تزال تعمل على الأرض اللبنانيّة بتكليف أميركيّ. والسفير وليد البخاريّ دائم التنسيق مع السفيرة الأميركيّة دوروثي شيا. وفي آخر حراك سعوديّ في لبنان، استقبال البخاريّ لأحمد البعاصيري وقد تمّ التلويح به كمرشّح بديل لتأليف الحكومة بحال "أجبر" الدكتور حسّان دياب على الاستقالة، وهو حتمًا لن يفعل ذلك، ثم استقباله حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلى جانب البعاصيري نفسه على مأدبة غداء، وقيل آنذاك بأنّ الغداء كان لتدعيم موقف سلامة والاستبقاء على البعاصيري كوديعة، او كلغم معدّ للانفجار عالمين بأنّ حزب الله حتمًا لن يقبل بترشيحه، وبعد ذلك استقبل شيا بدافع التنسيق.



أمام هذا المعطى الواضح تمام الوضوح، كان لرئيس الحكومة موقف صارم خلال جلسة مجلس الوزراء الأخيرة. وقد اعتبر مشرّفًا للغاية وبحجم وطن. الأميركيون يريدون أن ينأى لبنان بنفسه عن صراعات المحاور، ليس بهدف ان يتحرّر من التبعيات، وليس أيضًا بهدف ان تبقى أرضه ساحة. يفترض هنا بالتذكير، بأنّه تحت ستار النأي بالنفس، استهلك لبنان كأرض لتهريب التكفيريين من لبنان إلى سوريا خلال عهد الرئيس ميشال سليمان، وكان هذا الأمر يتمّ برعاية أميركيّة وتنفيذ سعوديّ، هل نسي اللبنانيون بأنّه تحت ستار النأي بالتفس وتحييد لبنان كان نجل الأمير بندر بن سلطان متواجدًا في عرسال، وحين اعتقل على عهد قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي، دغدغ السعوديون (مملكة الخير) الجيش اللبنانيّ بمليار دولار اميركيّ وجاء الرئيس رفيق الحريري على وجه السرعة وبطائرته الخاصّة لنقل نجل بندر إلى الرياض، والنأي بالنفس والحياد يعني خطف لبنان من ذاتيته المندمجة بالمحيط المشرقيّ ليبقى ساحة للانقضاض على سوريا من لبنان وبواسطة النازحين السوريين وهم يصرّون على دمجهم في المجتمع اللبنانيّ، وهذا يناقض الدور اللبنانيّ المنفتح على الجميع، وحقّ عودة السوريين إلى وطنهم.



ميزة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون أنّه كاشف لهذه الرؤى وعارف بالشروط، وعنده بان لبنان ليس وطن نزوح أو لجوء أو عبور، وليس ساحة لتسويات الغير أو حروبهم، وليس مقرًّا ومستقرًّا. تلك هي رؤيته السياديّة وهو قد وضعها في سلم أولوياته وقراءته. الحرب الماليّة والاقتصاديّة تحوي تلك المنطلقات، وموقف رئيس الحكومة حسان دياب بهذا الخصوص منسجم مع رؤية فخامته.



ما يبدو ظاهرًا بأنّ آلية المواجهة غير ناضجة بعد في ذهن الحكومة. فقد بلغ التأليب الشعبيّ عبر الإعلام التابع لهذا الخطّ ووسائل التواصل الاجتماعيّ ذروته القصوى والتي تنذر من جديد بحراك تحت ستار بلوغ سعر صرف الدولار العشرة آلاف ليرة لبنانيّة، وبعد نزول يسير وصل بحدود 6000 ليرة وصل اليوم نحو 9000 ليرة لبنانيّة، فدخلت الحكومة بسبب من ذلك قفص الاتهام، بدلاً من أن تدخِل من نهب خزينة الدولة واللبنانيين قفص الاتهام وتواجههم وتطالبهم بإعادة ما نهبوه، ويفوق المئة مليار دولار، وتدخِل أصحاب المصارف وعلى رأسهم سليم صفير قفص الاتهام وهم من هرّبوا أموال المودعين إلى الخارج من لبنانيين وسوريين وعراقيين، والبالغة أكثر من 340 مليار دولار اميركيّ، وتطالب شركة سوليدير بدفع الضرائب المتوجّبة عليها منذ سنة 1996، ثم تطالب أصحاب الأملاك البحريّة بالفعل عينه. هل تعلم الحكومة بأن مجلس الإنماء والإعمار ساهم بأعمال خاصّة بسوليدير على حساب خزينة الدولة وبتغطية من الرئيس فؤاد السنيورة؟؟؟



ليس حميدًا أن لا تكون لدى الحكومة خطّة واضحة للمواجهة، ويبدو الانقسام على اشدّه في مسالة التدقيق بحسابات مصرف لبنان بالنسبة لشركة سكرول Scroll. وتقول مصادر عالية المستوى بأنّ تلك الشركة تعاونت مع إيران والسعوديّة والكويت ومصر والإمارات، وهي من أشرف على تصفية حسابات بنك الجمال بعد التدقيق بها، فكيف يقول بعضهم بأنّها إسرائيليّة.



وفي سياق مرتبط، اعتبرت المصادر عينها بأنّ وزير المال قد خرج عن صدقيته بالتحافه بمرجعيته السياسيّة ومخالفته بهذا التقويم المقدّم منه للواقع التاريخيّ-العلميّ. ثمّ أظهرت بأن وزير الاقتصاد لم يقم إلى الآن بأي عمل جديّ ضابط للأسعار لا سيّما أسعار المواد الغذائيّة، هل يسوغ أن يبلغ سعر كيلو الحمص على سبيل المثال 12000 ليرة لبنانيّة؟ هل يعقل أن يلامس كيلو اللحم ال 100000 ليرة لبنانيّة لا سيما الغنم، هل يعقل أن يبلغ سعر قالب الجبنة 12000 ليرة لبنانيّة؟ أين أنت يا معالي الوزير من وحشيّة التجار بربّك قل لنا ماذا فعلت حتى لا يجوع المواطنون؟ الجوع يتخطّى المصنفات السياسيّة، قم وواجه واضرب بيد من حديد، ماذا سيأكل اللبنانيون في لحظات الغلاء الفاحش، ألست من المواطنين المألومين؟
يفترض أيضًا أن يفهم الجميع بأنّ مفتاح الحلول وقد أظهر دولة الرئيس هذا الأمر غير مرّة عدم تجاوب حاكم مصرف لبنان بتحديد سعر صرف الدولار، وقد وعد اللبنانيين بتحويل الصرف إلى المصارف بدلاً من الصرّافين، والوعود عنده عرقوبيّة كالعادة. ولكون رياض سلامة غير متجاوب فقد آن الوقت للعمل على إقالته من الحاكمية ودفعه نحو المحاكمة. رياض سلامة أحد أكبر الأذرع الأميركيّة المعطلّة للحلول، فلماذا لا تتصرّف الحكومة جذرًا بهذا الشأن، وتحيل الرجل إلى المحاكمة. هذا الرجل يساهم بخراب لبنان وخراب بيوت العالم، ويؤلّب الناس على العهد، والحكومة جزء من العهد. متى أقيل حاكم مصرف لبنان وأحيل إلى المحاكمة تبدأ الحجارة تدريجيًّا بالتدحرج. لن يرتاح العهد والحكومة ما دام رياض سلامة على رأس الحاكميّة، وسيبقى سعر صرف الدولار يتصاعد حتى الانفجار.



نيّة أميركا إثارة الناس بوجوهكم تحت ستار التجويع، وأنتم لاهون عنها. فإمّا أن تواجهوا وتثبتوا بأن لبنان له سيادته، أو أعلنوا فشلكم ولا تكونوا أخيلة الصحراء. كلام دولة الرئيس في آخر جلسة مجلس الوزراء تاريخيّ فجسدوه على الأرض. تفضل يا معالي وزير المالية واشرح لنا ما هي استراتيجيتك المالية الإنقاذيّة، وتفضّل يا معالي وزير الاقتصاد وحدّد المعايير التي تضع حدًّا لارتفاع الأسعار، وافرض مبالغ كبرى على كلّ من يخالف بل أحله إلى السجن، ويا معالي وزيرة العدل لقد أدهشتِ اللبنانيين بمواجهتك لحاكم مصرف لبنان وأنت على حقّ فتفضّلي بدورك وفعّلي القضاء ونزّهيه عن المآرب والأهواء لكي يستطيع أن يقوم بواجباته خلال هذه الأزمة الوجوديّة الخطيرة، ويا معالي وزير الداخليّة حسنًا فعلت أنك فضحت هوية المشاغبين، ولكنّ الأهم أن يحاكموا مع محركيهم وموجهيهم بقوة الحق والقانون... مهمتكم ليّ الأذرع ووضع حدّ لتلك الفوض وإنقاذ لبنان.
الحرب على لبنان خطيرة وكيانيّة. جميعنا نعلم بأنّه في واقع مأساوي وتراجيديّ. الجوع لا يرحم. قوموا وواجهوا فتروا أنّ اللبنانيين سيقفون إلى جانبكم وسيرفعونكم على الراحات، وهم يرنون إلى فجر الخلاص... خلاصهم وخلاص وطنهم.



التيار الوطني الحر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top