لقد شكّل إنفجار بيروت رابع أقوى إنفجار في العالم نظرًا للمتفجرات التي ينتج عنها تفجير تفاعلي سريعhigh order explosives ، الأمر الذي يستوجب خطة لإنشاء نظام يُعنى بالكوارث على الصعيد الإقليمي regional disaster system plan . وتستلزم هذه الحادثة التي نجم عنها إصابات متعددة multiple casualty incident فريقًا لديه معلومات وفيرة وإمكانية تواصل وتقييم لنوع الأضرار وسببها وحجمها على الأرض من أجل التحرّك بسرعة وبشكلٍ صحيح .
في هذا الإطار ، يُمكِن لوحدة إدارة الكوارث Disaster Management Unit أن تصنّف الإصابات بواسطة الألوان مثلاً : اللّون الأسود (متوفي) ، واللّون الأحمر (يُعاني من نزيف) ، واللّون الأصفر (مُصابٌ بكسور) ، واللّون الأخضر لمن لا يزال بإمكانه المشي على سبيل المثال . يجب نقل الأشخاص الذين يُعانون من إصاباتٍ خطيرة إلى أقرب مستشفى متوفّر لهم . وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ بعض البلدان لديها فريق بحث وإنقاذ search and rescue team أكثر تطوّرًا .
ولا تكون الإصابةُ إصابةً جسدية وحسب ، بل يُمكِن أن تكون نفسية أيضًا . فغالبًا ما نلاحظ حدوث التّفاعُل الحادّ للكَرْب acute stress reaction الذي قد يتحوّل في غضون أيامٍ قليلة ليصبح اضطرابًا . ويُظهِر البعض ، بعد مدة شهرٍ واحد ، اضطرابَ الكَرْب التالي للصدمة النفسية PTSD . أما الأعراض الشائعة فهي الإصابة بالذهول ، واليقظة المفرطة ، وتجنّب الحديث عن الحادثة أو الصور ذات الصلة ، والكوابيس ، والشعور بالأسر ، والمشاعر السلبية ، واسترجاع لمحات من الحادثة، وعدم القدرة على التذكّر ، والشعور بانقطاع الوقت وبالانفعال (إرتجاف وتعرّق وتهيّج) . وهناك فريقٌ معني بالأمراض النفسية على استعدادٍ للاستماع إلى المرضى ومساعدتهم بالإضافة إلى متابعة حالتهم النفسية . كما أنّني سأتطرّق إلى تأثير الغازات علينا في الموضوع الذي سأنشره في الأسبوع المقبل .