2024- 03 - 29   |   بحث في الموقع  
logo وزير إسرائيلي يُهدّد “الحزب”: سنصل إليكم في بيروت ودمشق وأي مكان آخر logo السياحة اللبنانية "تحقّق" أسوأ المخاوف الدولية logo صحافة إسرائيلية: استعدادات متسارعة للحرب شمالاً logo في محيط الشفاء... استهداف جنود إسرائليين بحمم الهاون (فيديو) logo بـ 6 قذائف... إستهداف منزل في كفركلا! logo غالانت لحزب الله: سنصل إليكم في بيروت! logo "بصواريخ فلق"... هكذا ردّ حزب الله ‏على استهداف دمشق وحلب! logo كمال الخير: قوى المقاومة ستحقق النصر على المشروع الصهيوني والتكفيري
قرار المحكمة الدوليّة إبطال للفتنة واندراج في تسوية تحمي لبنان من التمدّد النيوعثمانيّ المقيت (بقلم جورج عبيد)
2020-08-20 21:16:32



لقد تقيّأ اللبنانيون قرار المحكمة الدوليّة الفاترعلى قاعدة "كن باردًا أو ساخنًا ولا تكن فاترًا لأن الفاتر أتقيّأه من فمي"، كما جاء في سفر الرؤيا. بغضّ النظر عن فتورته وضبابية جوّه، فإنّ الشيء الجوهريّ الكامن فيه عدم تحميل سوريا وحزب الله مسؤوليّة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. لقد ثبّتت المحكمة وهنا تكمن أهميّة القرار أمرين أساسيين لمن قرأ وتابع المسارات كلّها:


1-الأمر الأول: لقد ثبّتت نظرية المحامي المصريّ ياسر الحسن بأنّ اتهام وليد جنبلاط ومعه استطرادًا سمير جعجع وسعد الحريري ومعظم قوى فريق 14 آذار سياسيّ خال من الأدلّة والقرائن والوثائق. والاتهام السياسيّ بحدّ ذاته، وكما برهن الأستاذ ياسر حسن، يؤول إلى تحرير سفك دم الرئيس بشار الأسد، وقد تعمّد الحسن الإضاءة على تلك الناحية ليس بمرور عابر، بل بالتوكيد والتأكيد، على أنّ ثمّة تهديدًا بالقتل واضحًا من قبل من اتهم سوريا وبخاصّة الرئيس بشار الأسد وحزب الله بالقتل، وعلى هذا فإنّ الاتهام السياسيّ، والردّ الشعبويّ، بإمكانه أن يتحوّل إلى اتهام معاكِس من قبل المتضرِرين للمتهِمين والمحرِضين. وقد تبيّن من حيث المعلومات بأن الدولة السوريّة بدأت تعدّ ملفًّا بهذا الخصوص من أجل المقاضاة القانونيّة والحقوقيّة المحقّة بعدما أثبتت المحكمة براءة سوريا وحزب الله، من دم رفيق الحريري.


2-الأمر الثاني: تبيّن بأنّ المحكمة تعاطت مع تلك الجريمة بعدم شموليّة في التقييم والقراءة. وقد بدأت الأسئلة تطرح عن هسام هسام وزهير الصديق، وأين هما من هذا القرار ولم تمّ إخفاؤهما ولم يؤتَ بهما للشهادة وإن ظهرا بالنسبة لكثيرين كشاهدي زور؟ وبعيدًا عن هذا التفصيل، لقد أضأنا غير مرّة على كتاب عمران أدهم تحت عنوان: "النفاق الأميركيّ"، وفيه فصل كامل وخطير تحت عنوان: كوندوليزا رايس قتلت رفيق الحريري، والمعلومات فيه جاءت على لسان جون بيركنز وديفيد نيومن، والثلاثة لا يزالون على قيد الحياة، فلماذا لم تقم المحكمة الدوليّة باستدعائهم كشاهدين على الرواية قولاً وتأليفًا للإدلاء بمعلوماتهم وضمّها إلى سياق الدعوى، فتظهر المحكمة الدوليّة متزنة وشموليّة بقراءتها وبحثها للوصول نحو الحكم العادل، فبدا سليم عياش من هذه الناحية لا طعم ولا لون له،  وقد يكون مزروعًا في الكيان الذي شيئ له أن يكون في موقع المتهم، فظهرت الأمور على غير ما تمناه كثيرون، وسليم عياش ليس لغزًا مغلّفًا بل هو لغم زرع حتى يتفجّر في كيان جوهريّ ويتمّ الاتجاه نحو حالة فتنويّة ليتبيّن بأنّ هذا الكيان لا يعرفه وهو منتم إلى كيان آخر غير منكشف.


يتبيّن من ذلك، بأن قرار المحكمة الدوليّة بنصّه ظهر بلبوس حقوقيّ، ولكنّه سياسيّ بامتياز، فلماذا هو سياسيّ بامتياز؟


1-لأنّ سياقه كما بيّنا ضبابيّ وفاتر. والضبابيّة والفتور يخدمان المنطلقات السياسيّة بالتجسيد وليس بالتنطير البحت. 


2-لأنّه تماشى، وبقراءة دقيقة، مع المعنى المراد من انفجار مرفأ بيروت. كما أنّ قرار المحكمة ولد من المعنى الكامن خلف اغتيال الرئيس رفيق الحريري، أي تزخيم الفتنة المترجّحة بين قرارين دوليين هما 1559 و1595، فانفجرت الفتنة، وشهدنا امتداداتها طويلاً من العراق إلى سوريا. بمعنى أن قتل رفيق الحريري أباح وبوضوح الفوضى الخلاّقة، في المثلّث اللبنانيّ-السوريّ-العراقيّ. والمحكمة الدوليّة حاولت السير بمضمون القرار 1559 الذي نفّذ بمعمودية دم الرفيق، فلم تفلح البتّة، ليس لأنّ ثمّة من أخفى الأدلّة بل لأن المحكمة لم تكتشفها وتظهرها على ما هي عليه.


3-لأنّ المعنى المراد من انفجار المرفأ في بيروت أخذ لبنان نحو التدويل. في السياق عينه يجدر القول وبحسب الترجيحات الظاهرة، بأن المحكمة الدوليّة في المرحلة السابقة أريد لها بالقرار 1595 أخذ لبنان نحو التدويل بربط هذا القرار بالقرار 1559 الذي تم تطبيقه بقرار طوعيّ من القيادة السوريّة. مصدر مطلّع طرح سؤالاً دقيقًا لا بدّ من الإطلالة والإضاءة والإجابة عليه، هل كان ثمة سباق بين قرار المحكمة وبين الانفجار في بيروت؟ ويرجّح المصدر بأن الانفجار المتعمّد وبقوّة، هو اعتداء واضح جاء باتفاق ما بين أميركا وإسرائيل. (هنا لا بدّ من الإشارة إلى أن كاتب هذه السطور بالإضافة إلى سكان منطقة عاليه وصوفر وبحمدون وسوق الغرب، بالإضافة إلى الشهيدة الحيّة الإعلاميّة هلا حداد سمعنا صوت طيران إسرائيل في الأجواء اللبنانيّة وفوق بيروت قبل الانفجار وبعده، ولقد شاهد أهل عاليه وسوق الغرب وبيت مري وبعض من أهل بيروت طائرة إسرائيليّة تطلق قازانًا على المرفأ ثم استتبعته بصاروخ... هذا مطروح على ذمة التحقيق).    


4-لأنّ قرار المحكمة الدوليّة في متنه يجافي مبدأ التدويل المطلق للقضيّة اللبنانيّة، ويمنع القدرة على الفتنة ونزع فتيلها، وقد تلقفه الرئيس سعد الحريري بالمعنى السياسيّ، وليس بالمعنى الحقوقيّ البحت، جاراه فيه الأفرقاء السياسيون الآخرون. ما يهمّ هنا، وفي هذا السياق، بأنّ القرار أعاد الحقّ بالتحديد لسوريا سياسيًّا وحقوقيًّا ممّا يجعل المراقبين يطرحون السؤال التالي: لماذا إذًا كانت الحرب على سوريا، سيّما بأنّ بعضًا من جوانبها ارتبط "بالاتهام السياسيّ اللبنانيّ-الخليجيّ-الدوليّ لسوريا وبخاصّة للرئيس بشار الأسد باغنيال الرئيس رفيق الحريري، وباتهام الجهات عينها حزب الله بتنفيذ عمليّة الاغتيال. والاندراج اللبنانيّ في الحرب على سوريا، أي على الرئيس بشار الأسد منتم حتمًا إلى طبيعة الاغتيال كما إلى الربط المذهبيّ وبخاصّة السنيّ بين لبنان وسوريا، معيدين الاعتبار إلى مبدأ مؤتمريّ الساحل خلال سنتي 1932 و1936 وليس إلى مبدأ "لبنان أوّلاً" الذي أطلقه الرئيس سعد الحريريّ، ولبنان أوّلاً غلاف لطبيعة حركة الانقضاض على هوية الحكم المذهبيّة في سوريا. وبهذا المعنى، قرار المحكمة في معناه السياسيّ، وكما استنتج صديقي عماد جوديّة أعاد سوريا وحزب الله إلى طاولة المفاوضات.


ماذا يمكن أن نترقّب من القرار والانفجار معًا بالنتائج؟


النتيجة الكبرى تتجلّى بربط التسوية في العراق بالتسوية في لبنان المنتظر ظهورها في الحكومة المقبلة. هذا يفترض أن لا نهمله البتّة في التقييم الواقعيّ. إنفجار بيروت الرهيب والمخيف، أطلق العنان بمعان خطيرة أريد لها أن تنفجر. أتى الرئيس إيمانويل ماكرون برسالة سياسيّة جديدة لم يألفها اللبنانيون من بعد تقوم على سياق تغييري، وفي الوقت عينه على سياق آخر توفيقي مع حزب الله. وقد أكّد الفرنسيون ومن دون التباس بأنّ لا حلّ في لبنان من دون شراكة مع حزب الله وإيران. بمعنى أن ماكرون نقض المنطق الشينكريّ (سنرى ما سيأتي به ديفيد شينكر بعد زيارة ديفيد هيل إلى لبنان بحال تمت زيارته كما قيل)، ومنطق الإدارة العميقة تجاه لبنان، فيما الانفجار هدف لتعزيز التطرّف بالتحريض على الفتنة، كخلاصة لعملية التطويق والتجويف الممارَسين اميركيًّا بوجه العهد ولبنان. ثمّ أتى قرار المحكمة الدوليّة ليعزّز نظريّة الفتنة، ويوسّع مهمة ماكرون ويعيد حزب الله وسوريا بفعل تبرئتهما إلى الطاولة السياسيّة، لتفتح من جديد آفاق ماكرون واللاعبين الدوليين باتجاه سوريا كلاعب أساسيّ في المدى المشرقيّ، وللأيام الآتية أن تثبت ذلك.


ختامًا، نحن مرحلة جديدة ستؤثر على تركيبة الحكومة الجديدة، وهي غالبًا تركيبة تسووية، منطلقة من تلاق جديد بين سعد الحريري وحزب الله والرئيس ميشال عون، وسينضمّ وليد جنبلاط بتموضع جديد لهذا التلاقي، ولن يكون محصورًا في التركيبة الحكوميّة، بل سيتوسّع نحو دمشق وبغداد والشرق، مع إمكانية ترقب حوار سعوديّ-إيرانيّ، وستجدّد الحوار السعوديّ-السوريّ-المصريّ، في مواجهة التمدد النيو-عثمانيّ الذي وجد لبنان إحدى قواعده السوداء فيما فرنسا وضعت بوراجها على شواكئنا وفي المتوسط لمواجهة تمدده المقيت.


العنوان الجديد المنتظر، لبنان إلى تسوية جديدة هادئة في ظلّ تسوية واضحة لمواجهة المدّ النيو-عثمانيّ الرهيب. وقبول سعد الحريري بقرار المحكمة اندراج واضح في آفاق المواجهة ومعانيها.



التيار الوطني الحر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top