2024- 04 - 26   |   بحث في الموقع  
logo بري استقبل عكر والمنصوري والعلية logo ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة logo التحضير لموازنة 2025: المعطيات غير مطمئنة والحرب تعقِّد الأمور logo في خان يونس... سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية! logo إسرائيل تجهّز قواتها لـ"حرب شاملة" مع حزب الله! logo بو عاصي للنازحين: أمامكم خياران! logo بلينكن: يمكن للصين المساعدة في “تهدئة التوترات” في الشرق الأوسط logo وزير الزراعة التقى السفيرة الكندية.. وهذا ما بحثاه!
ما تبقّى من شرفة تطلّ على المدينة المنكوبة
2020-08-24 06:55:28

الموسيقى تصدح من الطبقة السادسة وبيار يُريد أنغامه هذا الصباح صاخبة، غاضبة. يغنّي بصوت عالٍ ومنى في الطبقة الرابعة تنزعج من هذه “الطرطقة عند هالصبح. شو مفكر حالو مغني أوبرا؟”. يُجيبها بيار بين جملة موسيقيّة وأخرى، “هارد روك، تانت، هارد روك”. وهي “تُبربر” وتشكي أمرها لصونا في الطبقة الثانية، “كأنّو عايشين عند بعضنا يا صونا. شي بيهري الاعصاب”. وميمو في الطبقة الثانية تتصل بشقيقتها قائلة بصوت عال، “ولك يا أختي، بلاها هالتظبيطات. تعي نطلع نسكن ببحمدون”. وجوسلين في الطبقة الثالثة تستمع إلى الصلوات بصوت عال وتُحاول أن “تُغطّي” على أنغام الهارد روك المُترنّحة، وبين ترنيمة وأخرى تتشاجر مع كوليت في الطبقة الأولى وتشمت فيها، “شفتك كل النهار طالعة نازلة عم تاخدي ساندويشات من الجمعيّات. أنا قنينة ميّ ما أخدت”. وهاكوب يلتقط الصور للستارة التي طارت من الطبقة السابعة واستقرّت على مسمار جدار المبنى المقابل، ويُلقي قصيدة باللغة الأرمنيّة ويقول لفريدة في الطبقة الخامسة: “مدام فريدة أنا بدّي هاجر ع أرمينيا وصير شاعر”. وهادي يتشاجر مع مارسيل، صاحبة المحل على الرصيف، “ولك يا ميمو حطّيلي الجبنة بالسلّة جوعان”. والعمّال في المباني المجاورة ينفضون الغبار عن الرعب الذي التهم المدينة واستقرّ في روحها، “مشكورة ستنا بعدنا شاربين ركوة قهوة”. وجانيت في المبنى المُطل على الشارع الرئيسي تتواجه بعنف مع مارسيل لأنها تضع الموسيقى الثائرة، “لا يا حبيبتي مش لأني عونيّة ما بدي الموسيقى، بس لأنك قرعتيلي راسي. يا ما أحلى الإنفجار”. وسليمى تقف على الشرفة التي طار منها الشباك وتحاول أن تجد طريقة لتهاجر إلى كندا، “ولك يا مي، يا بومة، ما تسكّريها بوجّي. أي حرب بعد بدّها تجي؟ ما نزلت علينا قنبلة نووية يا حبيبتي”. وسمران العجوز قرر أن يعيش في الماضي، و”بيناتنا يا كوكو، ما حدن بيلومو”. وشخير جان في ساعات الليل المتأخرة يتسلّل برفق الى كل الطبقات، وجهاد يتوسّل تيريزا، “ولك تعي نطلع على عاليه ونخلص من هالشخير”. وسوسن السبعينيّة تبدّل الملابس أمام المرآة في غرفة نومها الخالية من الشبابيك، “كل شي خمس دقائق”، ولا مانع لديها في التغندر نصف عارية أمام الجيران المفجوعين، “ولك، سكتي كنّا متنا تركيني مبسوطة بتضاريسي”. بيروت اليوم، رواية “كارامازوفيّة” (تيمناً برواية الاخوة كارامازوف التاريخيّة) يليق بها فنجان القهوة الذي نتناوله ببطء ونحن نضحك ونبكي لأننا متنا وعشنا و”بقي مين يخبّر”ّ.



Saada Nehme



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top