2024- 04 - 27   |   بحث في الموقع  
logo استقالة متحدثة باسم الخارجية الاميركية..احتجاجاً على حرب غزة logo بصواريخ الكاتيوشا.. “حزب الله” يستهدف موقعا للعدو logo حصاد ″″: أهم وأبرز الاحداث ليوم الجمعة logo بعد هجومها "الفاشل"... أوستن يسخر من أسلحة إيران! logo "حول تأجيل زيارة أردوغان"... تعليقٌ من البيت الأبيض logo جثةُ شاب داخل "شاليه" في الكسليك! logo أسلحة ومخدرات.. الجيش يوقف 4 أشخاص logo تدخلات الشرطة تشعل الجامعات الاميركية..وبلينكن يعتبرها من سمات الديموقراطية
لبنان الكيان على طريق التغيير( د. جيرار ديب)
2020-09-21 13:07:16



غرّد النائب السابق، وليد جنبلاط، على التويتر قائلًا: "غدًا وعند صياح الديك سيكتشف أهل الميثاق القديم، وأهل العرف الجديد أن لا أمل في بيت المال وأنّ مرفأ بيروت مات وانتقل إلى أشدود وعسقلان، وأنّ كل صواريخ وراجمات المذهبية من أية جهة، لن تحمي لبنان. أخشى أن أقول رحمة الله على لبنان الكبير".
 
لبنان الكبير، هذا الذي كوّنته السياسة الفرنسية، منذ مئة عام من اليوم، عندما أعلن الجنرال الفرنسي غورو، ضمّ الأقضية الأربعة لتصبح مساحته ١٠٤٥٢ كلم مربع، هو الذي ذكره وليد جنبلاط في تغريدته، والذي يخاف على ضياع هويته. يتلاقى خوف جنبلاط مع التخوّف الفرنسي، المتسارع لحجز مكان له في لبنان. فقد ذكر وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، بأنّ لبنان مهدّد بضياع كيانه، إن لم يقدم المسؤولون فيه على اعتماد سياسات إصلاحية جدية.
 
مرّ لبنان منذ تأسيسه بأزمات مصيرية، كادت تطيح بوجوده. فمن التعارض في المعنى، بين عبارتي:"لبنان ذو وجه عربي"، التي أصرّ الشريك المسيحي على ذكرها، و"لبنان دولة عربية"، التي وضعها الشريك المسلم في إتفاق الطائف، يقع الخلاف الكبير. هذا الخلاف بين مكونين، يظهر عمق التفكير الأيديولوجي. فالأول يطلب الحماية الغربية، والثاني ينادي بالإندماج بالمحيط العربي. لبنان الذي خاض حربًا مذهبية خرج منها بإتفاق الطائف، وأعاد الأفرقاء الكرة ليذهبوا إلى الدوحة في ٢٠٠٧، ويأتوا بعبارة "المثالثة في الحكم". 
 
أمّا اليوم، فبعد طرح مفهومي "حياد لبنان عن الصراعات الإقليمية"، و"المداورة في الوزارات"، يواجه لبنان جديًا خطر الوجود الكياني. لا سيما وأنّ الطرح الأول، يواجه معارضة من قبل الثنائي الشيعي والبعض من حلفائهما، لأنّ الموضوع عندهما يرتبط بمحور الممانعة المدعوم من إيران. أما المفهوم الثاني، فيعارضه أيضًا هذا الثنائي، الذي يعتبر توقيع وزير المالية، تجسيدًا للمثالثة في القرار والحكم. اللافت أنّ مؤيد المداورة هو التيار الوطني الحرّ الذي يعتبر الشريك الأساسي لحزب الله، وتيار المستقبل الذي يعتبر الحليف التاريخي للرئيس نبيه بري.
 
بالعودة إلى تغريدة جنبلاط، فقد ذكر أن لا أمل في لبنان، لا من الناحية الميثاقية ولا حتى العرفية، ولا حتى في مؤسساته لا سيما المصرفية. لم تظهر بعد، نتائج زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. فزيارة هنية هذه، أتت بعد زيارته لتركيا العرابة الرئيسية لحركة حماس. لذا، قد تندرج تلك الزيارة في توحيد الصفّ، لترسيخ مشروع المقاومة، الذي يطيح حكمًا بمشروع الحياد، الذي يحرص البطريرك الراعي على تنفيذه. 
 
رغم التباين في المواقف التي برزت بين الحزب وحماس من الصراع في سوريا، إلّا أنّ تقاطع المصالح بينهما أعاد اللحمة بين أخصام الأمس. وبات السؤال المصيري: "هل يصبح الجنوب اللبناني، معركة الصواريخ والراجمات المذهبية، التي ذكرها جنبلاط، في تغيير خارطة لبنان الجغرافية والديمغرافية"؟
 
في ظلّ هذا الإختلاف على المشاريع، وفي المفاهيم، يعيش لبنان ما يعرف ب "صدام الشوارع". هذا الصدام الذي زعزع كيانات دول، وغيّر في هويتها. ففي ١٧ تشرين الأول، شهد لبنان تحركات واحتجاجات اللبنانيين المطالِبة بتغيير النظام، وقلب الطاولة على كل المسؤولين، تحت شعار "كلن يعني كلن". هذا ما أربك المسؤولين، ودفع بالرئيس سعد الحريري لتقديم استقالته، وتأجج الشارع أكثر نحو التغيير. صحيح أنّ البعض اعتبرها ثورة، لكنّ البعض الآخر وجد فيها انقلاب سفارات لدفع لبنان لتقديم تنازلات ونحن على عتبة "صفقة القرن"، صناعة جارييد كوشنير صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي من أبرز بنودها التوطين.
 
لبنان، يخضع اليوم لضغوطات اقتصادية، أميركية-أوروبية-عربية، دمرت اقتصاده، وأدّت الى انهيار عملته، وزادت من فقره وضاعفت نسبة البطالة فيه. لبنان اليوم، يعيش تفكك الهوية، وتشرذم الكيان، رغم المقاومة التي يبديها للحفاظ على وجوده. فرغم هول مأساة كارثة المرفأ، إلّا أنّنا لم نلمس بعد فداحة الخسارة الإقتصادية، كما وأنّ المرفأ لن يعود إلى دوره الرئيسي على البحر المتوسط، كبوابة الشرق والغرب. فمع كارثة المرفأ، تسارعت وتيرة التطبيع العربي مع العدو الإسرائيلي، هذا يعني أنّ المرفأ سيخسر زائره وتاجره العربي، لإستبداله بمرفأ عسقلان، وحيفا. 
 
المبادرة الفرنسية الإنقاذية للبنان، والتي اعتبرها الرئيس الفرنسي ماكرون، حبل النجاة الأخير قبل الضياع، يبدو أنّها عُرقلت بين رفض المداورة وتعيين الثنائي الشيعي لوزرائه، ومطالبته بالثلث المعطّل، وبين عدم قدرة الرئيس المكلّف مصطفى أديب، حسم خيار التشكيل دون التوافق السياسي على تشكيلته.
 
لم تعد الخيارات كثيرة عند اللبنانيين، فعامل الوقت يضيق، والمطلوب واحد، هو الإصلاح ومكافحة الفساد. تسارعت الأحداث، ولبنان يسير بطريقة انحدارية نحو المجهول. لذا، بات من الضروري العمل لإنقاذ ما تبقى من وطن.
 
الصراعات الإقليمية، ومرحلة الإنتظار للإنتخابات الأميركية وما ستفرز من رابح، ووتيرة التطبيع مع العدو المتسارعة، من شأنها أن تزيد الضغط على لبنان. فاعتماد لبنان مسار التوجه شرقًا بات ضعيفًا، لأنّ الشرق لم يعد على استعداد لدعم بلد على شفير الهاوية. وخيار الدخول في حلف الممانعة ضاق أيضًا، فها هو حزب الله يسحب حوالي ٢٥٠٠ مقاتل من سوريا، بقرار من الروسي المصرّ على اللعب وحيدًا هناك. إضافة إلى ذلك، تشهد الساحة اللبنانية زحمة تدخلات دولية، حيث ترسو في مياه لبنان الإقليمية، حاملات الطائرات ما ينذر بحرب باتت قاب قوسين.
 
إنّ مطالبة الرئيس ميشال عون، المؤسسات الدولية للعمل على مساعدة لبنان، يعيد وضع لبنان في حضن المجتمع الدولي، وتعتبر هذه الفرصة الأخيرة لإنقاذ البلد. في حين، أنّ التوجه الآخر، لم يبد أي استعداد جدّي لمساعدة لبنان، وتقديم العون له. هذا ما يزيد الشرخ بين الأفرقاء، الأمر الذي ينعكس سلبًا على تشكيل حكومة مصطفى أديب، حيث تسرّب أوساط مقرّبة منه إمكانية تقديم استقالته، ما يدخل البلد في نفق التغيير الحتمي.
 
                                                                              


التيار الوطني الحر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top