بقلم رزقالله حايك - 

توقفت مصادر متابعة عند حجم التعاطف الذي يلقاه رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في الشارع اللبناني نتيجة فرض العقوبات الاميركية عليه.
واشارت المصادر الى ان العقوبات منحت الوزير باسيل فرصة استثنائية ليستمع اليه جميع الداخل والخارج. فكانت كلمة باسيل بالأمس محط انظار اللبنانيين وحديث الناس الذين تسمّروا امام الشاشات واستمعوا بتأنٍ استثنائيٍ الى كامل كلمة باسيل التي حاكها ببراعةٍ وحنكةٍ واستطاع بفضلها خلق حالة تعاطف واعجاب حتى لدى من تشرّب طوال السنة الماضية الكره الاعمى لهذا الرجل.
وبالإضافة الى تمكنه من ردّ تهمة الفساد عنه بشكل حاسمٍ لا لبس فيه، الا ان المفاجئ في كلام الوزير باسيل انه استعمل نبرة تحدٍ عالية تدل على مدى مساهمة العقوبات المفروضة عليه في تحرّره من الضغوط الاميركية التي كان يحاول تجنبها من دون ان يتخلى عن الثوابت الوطنية.
وردًا على امكانية ابتعاد الشارع المسيحي عن باسيل نتيجة هذه العقوبات، فتؤكد المصادر عكس ذلك كليًا لان الوعي الجماعي المسيحي رغم تقاربه الثقافي وتعاطفه الفطري مع الغرب الا انه لا يمكنه ان ينسى الاثر المدمّر للغرب عمومًا والاميركي خصوصًا على مسيحيي الشرق منذ العام ١٩٧٦ على الاقل وصولاً الى تهجير مسيحيي سوريا والعراق. واليوم يدرك المسيحيون ان جبران باسيل يدفع ثمن وقوفه في وجه محاولة الولايات المتحدة فرض صفقة القرن وتوطين اللاجئين والنازحين في لبنان الامر الذي يشكل خطراً وجودياً على مسيحيي لبنان الذين سبق ان دفعوا دم آلاف الشهداء بوجه محاولات تهجيرهم وتحويل لبنانهم الى وطنٍ بديل.
كذلك لفتت المصادر الى عودة التعاطف الشيعي مع الوزير باسيل، وتفهمهم افكار التيار الوطني الحر بما يخص الصراع العربي الاسرائيلي من دون تخوين. فلو كان موقف التيار نابع من صفقة او مصلحة معادية للمقاومة لكان لقي الاحتضان الاميركي بدل العقوبات.
واخيراً اعتبرت المصادر ان العقوبات الاميركية على الوزير باسيل شكّلت بالنسبة إلى الكثير من اللبنانيين محطة لإعادة النظر برأيهم بالوزير باسيل خاصةً مع ربطهم هذه العقوبات بالهجوم الاعلامي غير المسبوق عليه طوال الفترة الماضية وهجمات الشتائم التي يتعرض لها من قبل المنظمات غير الحكومية الممولة من الخارج التي تسيطر على مساحة اعلامية كبيرة نتيجة قدراتها المالية الضخمة.
فعلى قاعدة "كل شي زاد عن حده نقص"، أتت نتيجة هذه الحملات الاعلامية الضخمة والشائعات المتتالية والعقوبات المستجدة، معاكسةً للرياح الاميركية وخلقت علامات استفهام كبيرة عند الرأي العام مما ادى الى شد العصب العوني والمسيحي والوطني حول جبران باسيل.