وفي مذكرة بحثية نُشرت الأسبوع الماضي، وضع اقتصاديو المصرف ذائع الصيت جدولا زمنيا للقاح باستخدام مجموعة من أساليب تقدير التوريد (باستخدام بيانات من مطوري اللقاحات الرائدين مثل فايزر وبيو إن تك، مودرنا، أسترازينيكا، نوفاكس، جونسون آند جونسون) وطلب الجمهور، باستخدام بيانات دراسات متعلقة بسلوك المستهلك.

وتوقع الخبراء وصول الجرعات الأولى من لقاحات فيروس كورونا إلى الفئات الأكثر خطورة من الناس في الولايات المتحدة اعتبارا من منتصف ديسمبر/ كانون الأول فصاعدا، حسبما نقلت شبكة “سي إن بي سي”.

وأضاف الاقتصاديون أن الموافقة على اللقاح وطرحه سيؤديان إلى “فوائد صحية عامة كبيرة” من الربع الأول من العام المقبل، مع احتمال تطعيم نصف سكان الولايات المتحدة وكندا بحلول أبريل/ نيسان.

يتوقع “غولدمان” أن توافق إدارة الغذاء والدواء الأميركية على لقاحي “فايزر- بيو إن تك” و”مودرنا” في الأسابيع المقبلة، عندما تجتمع اللجنة الاستشارية لهيئة الغذاء والدواء في 10 ديسمبر/ كانون الأول أو ربما في الـ17 من الشهر ذاته.

قالت شركة “مودرنا”، امس، إنها ستطلب موافقة طارئة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية في وقت لاحق من أمس بعد أن أكدت بيانات جديدة أن لقاحها كان فعالا بنسبة 94.1% في الوقاية من فيروس كورونا وأنه آمن.

في الولايات المتحدة، قال المستشار الخاص بعملية “تسريع إنتاج اللقاح” التي أطلقتها الحكومة​، الدكتور منصف السلاوي ، لشبكة “سي إن بي سي” في وقت سابق من هذا الشهر، إن الحكومة مستعدة لبدء تطعيم الأشخاص في غضون 24 ساعة من منح إدارة الغذاء والدواء موافقات طارئة للقاحات.

وقال أيضا إن الولايات المتحدة ستحصل على 35 إلى 40 مليون جرعة من اللقاح لتوزيعها في ديسمبر/ كانون الأول. يوم الجمعة، قال الدكتور السلاوي إن الأميركيين يمكن أن يتوقعوا “عودة الحياة إلى طبيعتها بشكل كبير” بحلول صيف 2021.

أوروبا واليابان

عندما يتعلق الأمر بأوروبا، قال “غولدمان”، إنه بناء على تعليقات رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، من المرجح أن تصرح وكالة الأدوية الأوروبية اللقاحات الرائدة بحلول نهاية العام.

توقع الاقتصاديون أن تقوم المملكة المتحدة بتلقيح نصف سكانها في مارس/ آذار. في غضون ذلك، توقعوا أن يصل الاتحاد الأوروبي واليابان وأستراليا إلى هذا المستوى من التحصين في مايو/ أيار.

عند وضع توقعاتهم، يفترض الخبراء أن إنتاج اللقاح سيزداد ببطء في بداية العام المقبل، وأن المطورين سيحققون أهدافهم الإنتاجية. استخدم الخبراء أيضا اتفاقيات الشراء من دول مختلفة للتنبؤ بالعرض المتوقع، ونتائج استطلاعات الرأي العالمية، لتقييم الطلب.

في جميع الأسواق المتقدمة، قالوا إنهم يتوقعون بدء تلقيح الأطفال دون سن 12 عاما في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2021، بعد أن يصبح إنتاج اللقاح “وفيرا” في منتصف الربع الثاني.

السيناريو السيئ

في هذا السيناريو، ربما لا ينجح لقاحي “أسترازينيكا” و”جونسون آند جونسون”، ويتراجع الطلب على التحصين ضد الفيروس. على عكس “فايزر” و”مودرنا” فإن هذين اللقاحين يعملان بشكل مختلف “ناقلات فيروسية”، والتي تستخدم نسخة ضعيفة من الفيروس.

قال علماء من جامعة أكسفورد ومنظمة الصحة العالمية، يوم الجمعة، إن هناك حاجة لمزيد من البيانات من تجارب لقاح “أسترازينيكا” لتحديد سلامته وفعاليته، بعد بعض مخاوف الخبراء الأميركيين.

كما أخذ سيناريو “غولدمان” بعين الاعتبار الطلب الأقل من المتوقع على اللقاحات. وكتب الخبراء: “يُظهر هذا السيناريو تطعيمات أبطأ في أوروبا، والتي تعتمد بشكل أكبر على مطوري (أسترازينيكا وجونسون آند جونسون)، وأيضا لقاحات أقل في أماكن أخرى بسبب ضعف الطلب، والذي يبدو أكثر هشاشة في الولايات المتحدة واليابان.

قال الخبراء إن أستراليا وكندا ستكونان الأكثر قدرة على الصمود في مواجهة هذا السيناريو، حيث أن لديهما تنوعا أكبر في عقود توريد اللقاحات ويظهران طلبا أقوى على التحصين الفوري، وفقا لبيانات الاستطلاعات.

ومع ذلك، فإن التوقعات الأساسية “لغولدمان” هي أن التحصين على نطاق واسع ضد فيروس كورونا من شأنه أن “يؤدي إلى انتعاش في النمو العالمي” ابتداء من الربع الثاني من العام المقبل.

أماكن أخرى

دعا المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أحمد المنظري، في مقابلة مع “سبوتنيك” البلدان إلى الاكتفاء بشراء 20% من احتياجاتها من اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في المرحلة الأولى، حتى تتاح الفرصة لكل البلدان للاستفادة من اللقاح، مؤكدا أن التوزيع العادل للقاح يمثل ضمانة للبلدان الغنية للحفاظ على أمنها الصحي.

من جانبه أعلن وزير الصحة الهندي، هارش فاردان، أمس الاثنين، أن سلطات البلاد تخطط لتقديم لقاحات إلى 300 مليون شخص بحلول تموز/ يوليو – آب/ أغسطس 2021.

في مصر، وخلال كلمة وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الشعب المصري بشأن مواجهة فيروس كورونا، تزامنا مع زيادة عدد إصابات كورونا، قال إن اللقاح لن يتوفر قبل منتصف العام المقبل.

قال كبير خبراء الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، مساء الخميس، إن طرح لقاحات الوقاية من “كوفيد-19” سيسمح للعالم بالسيطرة التدريجية على المرض العام المقبل.

وأضاف مايك رايان: “الحياة كما اعتدنا أن نعرفها.. أعتقد أن هذا ممكن جدا جدا ولكن سيتعين علينا الاستمرار في الحفاظ على النظافة الشخصية والتباعد الجسدي”.

وأردف: “اللقاحات لا تعني انتهاء كوفيد. إضافة اللقاحات سيسمح لنا مع إجراءاتنا الحالية بسحق المنحنى (منحنى الإصابات) حقا وتجنب العزل العام وتحقيق السيطرة التدريجية على المرض”.