أصيب مواطنون سوريون في الجولان المحتل أمس، خلال محاولة قوات الاحتلال الإسرائيلي تفريق احتجاجات نظموها ضد مشروع «المراوح العملاقة» الإسرائيلي.
وقالت مواقع محلية إن الاحتجاجات انطلقت بعد دعوات وجهها ناشطون لإضراب عام أمس، رفضا لمشروع «المراوح» الذي تنفذه إسرائيل في الجولان المحتل.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، إن 20 شخصا أصيبوا في المظاهرات.
وأظهرت تسجيلات مصورة تناقلها ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إصابات في صفوف المتظاهرين، وجنود لقوات الاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت «سانا» أن قوات الاحتلال أغلقت مداخل قرى الجولان لمنع وصول الأهالي إلى أراضيهم الزراعية، وهي الأراضي التي تحاول إسرائيل إقامة مراوح عملاقة فيها.
وهذه المظاهرة الاحتجاجية هي الثانية خلال أسبوع، إذ سبق لأهالي قرية مجدل شمس أن تظاهروا الاثنين الماضي للغرض ذاته.
ويتمركز المشروع على الأراضي الخاصة بالسكان السوريين في بلدات مجدل شمس، مسعدة، بقعاثا، ويبعد كيلومترا ونصف عن بلدة عين قنية، وتسعى إسرائيل من خلاله إقامة 25 مروحة، لإنتاج الطاقة الكهربائية.
وأقرت الحكومة الإسرائيلية المشروع في 19 من يناير الماضي، ووفقا للمخطط، سيقام المشروع على مساحة كلية تعادل 3674 دونما من أراضي أهالي الجولان.
وحذرت 17 منظمة حقوقية من تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي 25 مروحة لإنتاج الطاقة الكهربائية في الجولان السوري المحتل، مع ما سيشكله من آثار خطيرة على السوريين هناك، داعية المجتمع الدولي لثنيه عن فعلته.
وجاء في بيان وقعت عليه المنظمات، في أبريل الماضي، أن سلطات الاحتلال أقرت المشروع رغم مئات الاعتراضات التي تقدمت بها مؤسسات زراعية وأهالي المنطقة، الذين طالبوا بإلغائه بأغلبية ساحقة.
وأوضح البيان أن المشروع سيفضي، في حال تنفيذه، إلى تدمير جزء مهم من الاقتصاد الزراعي التقليدي المتمثل بزراعة الأشجار المثمرة، وخاصة الكرز.
وأدانت جامعة الدول العربية، بأشد العبارات هجمة الجيش الإسرائيلي «المسعورة» على أبناء الجولان السوري العربي المحتل، وما تعرضوا له أمس من قمع وتنكيل بالغ القسوة، وهم يتصدون لإجراءات جيش الاحتلال في مصادرة أراضيهم، وزرع المستوطنات والتوربينات الهوائية في أراضيهم الزراعية، ما أدى إلى سقوط عشرات الإصابات والاعتقالات في صفوفهم.
وقال د. سعيد أبو علي الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بجامعة الدول العربية، في تصريح له، إن هذه الممارسات القمعية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي تأتي في نطاق السياسات الممنهجة والإرهاب الرسمي المنظم الذي تمارسه في الجولان والأراضي الفلسطينية المحتلة لمواصلة فرض الأمر الواقع القسري للاستيطان والضم والتهويد.
وحمل د. أبو علي، المجتمع الدولي ومنظماته المعنية مسؤولية خاصة في التصدي لهذه الانتهاكات، مؤكدا ضرورة العمل على توفير الحماية الدولية اللازمة وإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.
وشدد على دعم الجامعة العربية الكامل لنضال الشعب الفلسطيني وهو يتصدى للاحتلال الإسرائيلي ويتمسك بأرضه وهويته وعروبته وحقوقه المشروعة، مشيرا إلى أن هذه الانتهاكات الجسيمة المتواصلة للاحتلال الإسرائيلي مخالفة لمبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية سواء كانت في الجولان أو في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وكانت الإدارة الأميركية قد اعترفت العام الماضي، في خطوة أثارت جدلا واسعا، بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل.