صدر عن مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق كتاب “طرابلس والتجمع الوطني للعمل الاجتماعي”. وهو الوثيقة التي تؤرخ لأقسى مرحلة مرّت بها مدينة طرابلس إبان الحرب الأهلية التي اجتاحت لبنان من شماله إلى جنوبه. وقدم د. محمد سعيد المصري شهادة حية مدعّمة بالوثائق يروي فيها ظروف نشأة التجمع، والمهام الجسام التي قام بها من خلال أبناء المدينة، ومن مختلف فئاتها وتوجهاتها، من أجل القيام بالدور المنوط بالدولة بمختلف مؤسساتها، بعد أن تخلّت عن دورها، طوعاً أو قسراً. وقد برهن الطرابلسيون، بالمنشأ والإقامة، أنهم جديرون بتحمّل المسؤولية عندما يدعوهم الواجب للقيام بذلك.
ويقول المصري في هذا المجال، “ما نهضت طرابلس، ولن تنهض، إلّا على أكتاف أبنائها، لأن فيها أناساً طيبين مناضلين، مكافحين، ومحبّين. أناس ضحّوا بكل غالٍ ونفيس، مع ما تعرّضوا له من الإهانات والشتائم، ومع المحاولات الجادّة للقتل المميت. ومع ذلك، استمروا يتفاعلون ويتعاونون لخدمة مدينتهم طرابلس. فقدموا لها نموذجاً راقياً ورائداً لم يسبقهم إليه أحد في أي مدينة أخرى”..
بيّن د. محمد سعيد المصري أن التجمّع الوطني للعمل الاجتماعي، كان المؤسسة المدنيّة الرائدة بكل هيئاتها الاجتماعية والنقابية والسياسية. وقد مثّل نموذجاً رائعاً للعمل المدني في أحلك الظروف. وقد عمل د. المصري واجتهد ليُظهر مأثرة التجمع، ومن خلال هذا الكتاب، نبراساً وكتاباً مفتوحاً كذكرى للأجيال القادمة، لتتعلّم منه كيف تخدم بلدها.
ويقول، إنها “شهادة مني، أقدّمها تحيّةً لكل الذين عملوا في التجمع الوطني للعمل الاجتماعي، أو ساهموا في دعمه ونصرته، لخدمة المدينة وأبنائها. فقدموا بذلك نموذجاً يحتذى في العمل التطوعي والانمائي”.
إنها شهادة واحد من هؤلاء الذين تطوّعوا وخدموا على مدى ثلاث سنوات دون انقطاع.
اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع
