حالة من الحزن الشديد تخيم على الوسط الفني الخليجي والعربي منذ أمس الخميس لفقدان النجم القدير مشاري البلام عن عمر يناهز 49 عاما متأثرا بمضاعفات ڤيروس كورونا. رحيل مشاري في أوج عطائه شكل صدمة للجميع، وتصدر اسمه، رحمه الله، مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر زملاؤه وجمهوره عن حزنهم لوفاته، داعين المولى عز وجل ان يغفر له ويدخله فسيح جناته وان يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، مؤكدين انه إنسان صاحب قلب طيب وأخلاق عالية وابتسامة دائمة ستظل محفورة في ذاكرتهم دائما.

آخر لقاء مع «الأنباء»

الراحل مشاري البلام كان مشغولا الفترة الأخيرة بتصوير عدد من الأعمال الدرامية المتوقع عرضها رمضان المقبل مثل مسلسلات «بيت الذل» و«الوصية الغائبة» و«درب الهوى»، بجانب خماسية «البعد عنها غنيمة» والتي شهدت كواليسها آخر لقاء صحافي له أجرته معه «الأنباء» قبل دخوله المستشفى ووفاته، وتحدث خلاله عن تفاصيل العمل، ووقت إجراء اللقاء كان البلام مريضا، وكشف ان جسمه يعاني من تكسير وأعراض أخرى صعبة، ونصح الناس بأن تأخذ لقاح «كورونا».

وكان الفقيد قد نشر صورة من المستشفى على حسابه في «إنستغرام»، وقال: «لا تنسوني من دعائكم، الحمد لله على كل حال، ومشكورین أهلي والفنانين والجمهور الوفي الحبيب على السؤال، وكل اللي صار أثناء التطعيم انصبت بكورونا، قدر الله وما شاء فعل».

30 عاماً من الفن

منذ أيام وتحديدا في بداية شهر فبراير الجاري، أقام الفنان الراحل مشاري البلام حفل عشاء غنائيا كبيرا في منزله بمدينة صباح الأحمد السكنية بحضور نخبة كبيرة من الفنانين والأهل والأصدقاء بمناسبة مرور 30 عاما على مشواره الفني ومولودته شيخة.

وتواجدت «الأنباء» في هذا الحفل، ووقتها صرح البلام، رحمه الله، قائلا: «سعيد بهذا الاحتفال بمناسبة تمايم بنتي شيخة، وزواج ابن اختي، ومرور 30 سنة لي بالمجال الفني»، وشهد الحفل حضور نخبة من النجوم منهم: عبدالعزيز المسلم ومحمد الحملي وحسين المهدي وعبدالعزيز النصار وعبدالله الرميان وعبدالله الطراروة ويوسف المطيري، والمطربان سليمان القصار وخالد الملا، ونجم «ذا فويس» الفنان علي الشريفي، والفنان فهد الملا وحمد النبهان وعبدالله البدر وعبدالعزيز العروج، وغيرهم.

رحلة كفاح طويلة

مر الراحل مشاري البلام برحلة كفاح طويلة في الوسط الفني، وهو حاصل على شهادة الدبلوم بالإدارة الصناعية من «كلية الدراسات التجارية» بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، وبدأ عمله كممثل عام 1991 عندما شارك في مسرحية «فري كويت»، وتوالت بعدها أعماله الفنية بأدوار صغيرة ومتوسطة إلى أن شارك في عام 1998 بمسلسل «دارت الأيام» الذي كان بمنزلة نقطة الانطلاق للأعمال الدرامية الكبيرة والناجحة، وتوالت بعدها أدواره المتميزة، وبرع في أداء العديد من الأدوار المركبة مثل المصاب بالصرع في مسلسل «دروب الشك» والأصم الأبكم في مسلسل «جرح الزمن»، ومن مسلسلاته: «دارت الأيام، سوق المقاصيص، جرح الزمن، دنيا القوي، ثمن عمري، عديل الروح، الامبراطورة، ايام الفرج، زوارة خميس، الثمن، البيت بيت أبونا، الملافع، ذكريات لا تموت، مع حصة قلم، عافك الخاطر، هيا وبناتها، رحى الأيام، ورود ملونة» وغيرها الكثير.

وكون مشاري جماهيرية واسعة في أعماله المسرحية والتي كانت تحظى بحضور لافت، ومنها: «سيف العرب، عالمكشوف، نيولوك، مدينة الظلام، مثلث برمودا، التابعة، مصاص الدماء 3، الياخور، مر يا حلو»، كما شارك في برنامج تلفزيون الواقع «الوادي» الذي عرض على قناة المؤسسة اللبنانية للإرسال عام 2005، وتوج بلقب «مزارع الوادي» عندما فاز بتصويت الجمهور في الحلقة النهائية على الفنان تركي اليوسف من السعودية، واللاعب خالد الغندور من مصر، والفنانة زهرة الخرجي.