اعتقلت السلطات التركية 3 ضباط من حرس الحدود التركي (الجندرما) وفتحت تحقيقاً معهم على خلفية تورطهم في مقتل سوريين اثنين تحت التعذيب، عقب محاولتهما دخول الأراضي التركية.
ولقي شابان سوريان مصرعهما قبل أسبوع، وأصيب آخرون بينهم طفل بجروح وكسور بليغة بعدما قبض عليهم "الجندرما" أثناء محاولتهم الدخول من الأراضي السورية إلى تركيا بشكل غير شرعي، قبل أن ينهالوا عليهم بالضرب المبرح مستخدمين أدوات حادة وثقيلة.
ونقلت صحيفة "بينت" التركية معلومات عن المحامي المتابع للحادثة، تؤكد أن مكتب المدعي العام في مدينة الريحانية في ولاية هاتاي جنوب تركيا، فتح تحقيقاً مع ضباط من حرس الحدود التركي.
وأضافت الصحيفة أن المدعي العام أوقف ثلاثة ضباط، اثنان برتبة "ملازم أول" وآخر برتبة "ملازم" بعد الحصول على إفاداتهم، بينما أطلق سراح 3 آخرين أدلوا بشهاداتهم تحت شرط الخضوع للمراقبة القضائية.
وتقول إفادة عنصر من مركز شرطة الحدود، إنه "سمع بنفسه أصوات سوريين جرى وضعهم في السيارة ثم تم نقلهم إلى مركز الشرطة، حيث تعرضوا للضرب في السيارة"، بحسب الصحيفة.
وأعلنت إدارة معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا في بيان، تسلّم مجموعة مؤلفة من 8 شبان، أحدهم جثة هامدة، بينما ال7 الآخرون مصابين بجروح وكسور بليغة بعد الضرب المبرح الذي تعرضوا له على أيدي "الجندرما".
ونقلت الإدارة عن أحد المصابين قوله إن شاباً آخر ينحدر من مدينة حارم شمال إدلب، لقي مصرعه أيضاً نتيجة الضرب العنيف، موضحاً أن "الجندرما" رمت جثته بين الأحراش، ليتم في وقت لاحق تسلّم جثته من قبل إدارة المعبر.
وكان مدير العلاقات العامة في باب الهوى مازن علوش قد قال في حديث سابق ل"المدن"، إن لجنة تحقيق تركية استدعت مصابين خلال الحادثة من أجل فتح تحقيق في مقتل الشابين، مضيفاً أن الصدى الإعلامي للحادثة هو من أجبر اللجنة على التحقيق في الاعتداء، إذ أن حالات مشابهة تصل بشكل يومي إلى المعبر، ولم يفتح الجانب التركي أي تحقيق لمحاسبة الفاعلين.
وعلى إثر الحادثة، تحرك ناشطون حقوقيون سوريون من أجل تقديم عناصر "الجندرما" المتورطين بالحادثة إلى القضاء التركي، ووضع حد لانتهاكاتها المستمرة بحق السوريين الذين يحاولون عبور الحدود بشكل غير شرعي، كما تحركت منظمات حقوقية دولية وتركية وأصدرت بيانات تدين انتهاكات "الجندرما" التركية.
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع
