اعتبر المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن أن الاهتمام الدبلوماسي المتجدد بالملف السوري يعطي فرصاً للوصول إلى حل سياسي، معرباً عن قلقه بسبب استمرار توقف اجتماعات اللجنة الدستورية منذ أشهر، وتصاعد العنف والهجمات.
الحل السياسي
وقال بيدرسن خلال إحاطة أمام جلسة مجلس الأمن حول الوضع في سوريا، إن "الحل السياسي هو السبيل الوحيد للمضي قدماً في سوريا"، مضيفاً أن الاهتمام الدبلوماسي المتجدد بسوريا، والمعاناة المشتركة التي خلقها الزلزال "تخلق فرصاً والتزامات جديدة".
وأكد رفضه استمرار الوضع الراهن في سوريا، قائلاً إن "الوصول إلى تسوية سياسية بقيادة وملكية سورية وبتيسير الأمم المتحدة ودعم المجتمع الدولي، أصبح أكثر ضرورة من أي وقت مضى"، مشدداً على أن يستعيد الحل السياسي سيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية ويلبي تطلعات السوريين.
وأعرب بيدرسن عن قلقه جرّاء استمرار توقف اجتماعات اللجنة الدستورية منذ حزيران/يونيو 2022، معتبراً أن ذلك "يُظهر أن قدرة السوريون على البحث عن حل شامل أصبحت رهينة قضايا لا علاقة لها ببلدهم"، مشدداً على ضرورة أن "تستأنف اللجنة عملها في جنيف، على أن يسودها التوافق وأن تحقق تقدماً ويمضي عملها سريعاً".
وحثّ حكومة النظام وهيئة التفاوض المعارضة على مزيد من الانخراط والتعاون في هذا السياق، معتبراً أن مساعي الأمم المتحدة بحاجة إلى دعم قوي من الأطراف الخارجية.
وكان بيدرسن قد أكد أنه لن يقبل باستمرار التقاعس بشأن جهود الأمم المتحدة للضغط على النظام السوري والمعارضة للوصول إلى دستور جديد، مشدداً على أنه سيواصل الضغط من أجل استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية.
وأكد المبعوث الأممي أن "ملف المعتقلين والمفقودين من ضمن أولوياته" بما في ذلك التواصل مع عائلاتهم، مضيفاً أن نائبته نجاة رشدي تواصل إثارة هذه النقطة مع مسؤولي النظام السوري. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى إنشاء آلية خاصة للكشف عن المفقودين وأماكن احتجازهم.
الدعوة للتهدئة
وشدد بيدرسن على الحاجة إلى استمرار الهدوء النسبي الذي أعقب الزلزال، معرباً عن قلقه من زيادة الحوادث بعد فترة من التوقف النسبي بما في ذلك القصف الصاروخي على القوات الأميركية ومقتل مدنيين أكراد في عفرين إضافة إلى هجمات "داعش" والضربات الإسرائيلية على مطار حلب الدولي.
وقال بيدرسن إن قلقه من تصاعد تلك الهجمات لا ينبع فقط من الحاق الضرر بالمدنيين وإنما من تصعيد واسع قد يقود إليه، موضحاً أنه يعمل مع الأطراف الرئيسية من أجل تحقيق هدوء مستدام، مضيفاً أنه ناقش المسألة بشكل موسع مع دمشق وإيران وتركيا وروسيا والولايات المتحدة وأعضاء آخرين في مجموعة العمل المعنية بوقف إطلاق النار في جنيف.
واعتبر أن الخطوات التي اتخذت بعد الزلزال بما في ذلك فتح معبرين إضافيين وتجميد عقوبات على النظام السوري تظهر أن الجميع بإمكانهم اتخاذ خطوات بناءة.