2024- 03 - 29   |   بحث في الموقع  
logo "الحزب" ينعى أربعة شهداء.. وسكان المستوطنات ينتقدون حكومتهم logo الحرارة ستنخفض.. إليكم تفاصيل الطقس logo ليست المرة الأولى... فرار 12 من سجناء داعش في سوريا! logo حزب الله ينعى "أبو حسن جاد" logo حزب الله ينعى "أبو حيدر" logo فضل الله يفصح عن السبيل "الوحيد" لمعالجة الإشكالات وإزالة الهواجس! logo "أجواء سديمية"... اليكم حال طقس عيد الفصح! logo 3 شهداء لـ”حزب الله” اليوم
صحافيّو هذا الزمن الرديء
2023-03-26 08:26:54



يبحث بعض صحافيّي هذا الزمن الرديء عن الكلمات ولا يجدونها. فيلتقطون تشبيهاً من هنا واستعارةً من هناك ينسجون حولها مقالات تكاد لا تقول شيئاً. آخر استعاراتهم كانت الفالق والزلزال والهزّات الارتداديّة. راحوا يستلّون الصور البيانيّة من غضب الطبيعة، ويسقطونها على الساسة وعالم السياسة لاعتقادهم أنّهم بذلك ينفثون حياةً جديدةً في لغتهم الرتيبة وسرديّاتهم الضحلة.
يُكثر صحافيّو هذا الزمن الرديء من وضع ألفاظهم بين مزدوجين لكي يتذاكوا على القارئات والقرّاء. تجد أحياناً في مقالة لا يتعدّى حجمها الصفحة الواحدة تورّماً سرطانيّاً من الأهلّة والمزدوجات وعلامات الاعتراض. كلّ لفظ يمكن أخذه على غير محموله. فيقف القارئ متحيّراً، ثمّ يجلس ولا تتلاشى حيرته. يبحث عن الانزياح في المعنى، ولا يعثر عليه. إلامَ يرمي الكاتب عبر استخدامه المزدوجين؟ ولماذا يصبح كلّ تعبير تقريباً في لغتنا الجميلة معرّضاً للاستملاك والانتهاك والمصادرة عبر علامات لا مبرّر لها؟
يمعن بعض صحافيّي هذا الزمن الرديء في توصيف الموصَّف وتجريب المجرَّب ويحجمون عن التحليل. وهم غالباً ما يستنجدون بشيء من التهكّم كي يغلّفوا ضحالة ما يكتبون وتفاهة ما يذهبون إليه. وللحرفة عندهم لغة خاصّة. فهناك المعلومة، وهناك التحليل. لكنّ غالبيّتهم لا تميّز بين الخبر والرأي. ومعظمهم يسمّي نفسه محلّلاً سياسيّاً على الرغم من أنّ ما يعتبره تحليلاً يقتصر، في غالبيّة الأحيان، على معلومة من هنا وفرضيّة من هناك سرعان ما تتداعى كانهيار أوراق الكوتشينا في مهبّ الريح.
يحبّ بعض صحافيّي هذا الزمن الرديء التأويلات الطائفيّة الهيّنة بدلاً من التدقيق في الأشياء والانتباه إلى تداخل العوامل. فثمّة في البرلمان كتل تمثّل المسيحيّين وأخرى تمثّل المسلمين، علماً بأنّ مقاربةً كهذه تخالف الدستور صراحة. هكذا يصبح صحافيّو هذا الزمن، عن قصد أو عن غير قصد، أبواقاً لزمرة من السياسيّين يعكفون يوميّاً على إقناع الناس بأنّهم أصحاب جواهر طائفيّة لا تتبدّل. ويغدون صدًى لحفنة من البطاركة والمطارنة والمشايخ والشيوخ يدعون نوّاب الأمّة، على قاعدة طائفيّة، إلى التعبّد والصلاة والصوم ولبس المسوح عسى التهريج تحت قبّة المؤسّسة الدينيّة يسدّ ثغرة التقصير في المرافعة والمجاهرة وخوض المعارك غير الدونكيشوتيّة تحت قبّة البرلمان.
حمى الله البلد من صحافيّي هذا الزمن الرديء وأعاد علينا مواسم الصوم والصلاة بالخير والبركة…



وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top