2024- 03 - 29   |   بحث في الموقع  
logo "فصول من يوميات الأزمنة الراهنة" لـنديم كرم...عنف التاريخ وثقله logo بين المشاغلة الهدامة والحرب المدمرة logo بالفيديو: حريق "ضخم" يلتهم مبنى من 28 طابقًا في البرازيل logo "إسرائيل منبوذة"... إعلام يكشف: نتنياهو يفشل في كل الجبهات! logo بعد 100 عام... مرسومٌ بريطاني يرفع المحظور عن الجنود! logo حصيلة "جديدة" للضربات الإسرائيلية على سوريا! logo بصواريخ فلق.. “الحزب” يستهدف ثكنة للعدو logo من التماسيح للكتاكيت.. صورة المثقف المصري بين ثورتين!
استبدال تشريع التمويل بتشريع التأجيل.. الخوف السياسي يطيح بالاستحقاق البلدي… غسان ريفي
2023-04-13 08:57:06

تُمعن التيارات السياسية برمي تبعات فشلها في إدارة الملفات على حكومة تصريف الأعمال، حيث تتهمها بالتقصير في شعبوية باتت ممجوجة، ومن ثم تواجهها بالتعطيل لتقدم بذلك مصالحها على المصلحة الوطنية العليا.


وقد جاء ملف الانتخابات البلدية والاختيارية الذي يأخذ طريقه مجددا نحو الأدراج، بعد مناقشته في جلسة اللجان المشتركة في مجلس النواب أمس، وتقدم النائب إلياس بوصعب بإقتراح قانون معجل مكرر لتأجيل الانتخابات أربعة أشهر لغاية 30 أيلول المقبل، ليكشف حجم الاستهتار السياسي بمصالح الناس وعدم التعاطي مع هذا الاستحقاق بجدية ومسؤولية وطنية.


كما جرت العادة، فقد تبادلت الكتل النيابية الاتهامات حول قرار التأجيل الذي سيتخذ في الاسبوع المقبل في جلسة تشريعية سيصار الى تأمين النصاب لها وميثاقيتها المسيحية، بينما ركزت بعض التيارات السياسية هجومها على الحكومة لتبرئة نفسها والايحاء بأنها المسؤولة عن عدم إجراء الانتخابات.


نفض الجميع يده من التأجيل، وتباكى البعض على الانتخابات وعلى توسع رقعة الفراغ الاداري، فيما الكل يضحك في سره على رفع هذا الكابوس الذي كان سيضع كثيرا من التيارات السياسية أمام مواجهة واقعها الشعبي الآخذ بالتراجع، في وقت دعت فيه الحكومة عبر وزارة الداخلية الهيئات الناخبة لممارسة حقها الديمقراطي إعتبارا من 7 أيار المقبل إنطلاقا من محافظة الشمال، وعملت على تأمين المستلزمات اللوجستية وأعلنت جهوزيتها الكاملة لاجراء هذا الاستحقاق.


ولا شك في أن الحكومة التي نجحت في إجراء الانتخابات النيابية في أصعب الظروف، لن تعجز أو تتأخر عن إجراء الانتخابات البلدية، وهي ما كانت لتدعو الهيئات الناخبة لو لم تكن قد أتمت واجباتها حيال هذا الاستحقاق وخصوصا عملية التمويل الذي كان يمكن تأمينه من حقوق السحب الخاص، لكن ذلك يحتاج الى موافقة من مجلس النواب.


وبدل أن يسارع مجلس النواب الى تشريع تمويل الانتخابات البلدية تمهيدا لاجرائها في مواعيدها المحددة، يتجه بعد عيد الفصح لدى الطوائف الشرقية الى عقد جلسة لتشريع تأجيلها.


لم يعد خافيا على أحد، أن أكثرية التيارات السياسية تخشى الدخول في مغامرة الانتخابات البلدية والاختيارية، كونها باتت تدرك أن شعبيتها لم تعد تسمح لها بتسيير الناخبين بحسب توجهاتها أو فرض لوائح في مناطق معينة، بعد فشلها في إنتخاب رئيس للجمهورية وتسببها بتنامي الأزمات التي تتوالد يوما بعد يوم وتضاعف من الأعباء على كاهل اللبنانيين.


ويُعدّ رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أكثر الخائفين من إجراء هذه الانتخابات التي من شأنها أن تكشف بوضوح تراجع نفوذه وشعبيته، ما قد ينعكس على حضوره السياسي وطموحاته وإستمرارية تياره، خصوصا أن باسيل سيخوض هذا الاستحقاق من دون الغطاء الشيعي المتمثل بحزب الله الذي كان يؤمّن له الآلاف من الأصوات في البلديات المتنوعة طائفيا، ما سيجعل خسارته تتضاعف، وتسمح لبعض القوى المسيحية بالتقدم عليه.


لذلك، فقد بلع باسيل لسانه، وتراجع عن كل مواقفه السياسية التي كانت تؤكد أن “تكتل لبنان القوي لن يشارك في جلسة تشريعية كونها غير دستورية في ظل غياب رئيس الجمهورية ووجود حكومة تصريف أعمال فاقدة للشرعية”.


وأدت هذه المواقف الى تعطيل إقرار الكابيتال كونترول وكثير من الملفات المتعلقة بصندوق النقد الدولي وبالمصارف ومصالح المواطنين، لكن خوف باسيل من الانتخابات البلدية سيُجبره على حضور الجلسة التشريعية وتأمين نصابها وميثاقيتها تحت شعار تشريع الضرورة“، الذي يُخفي شعار ضرورة تجنب الخسارة الانتخابية المدوية.


من هنا تبرز المقولة التي يرددها الرئيس نجيب ميقاتي في كل مناسبة وينصح بها التيارات السياسية وهي: “لماذا ترفعون السقوف ثم تنزلون الى ما دون تلك السقوف؟!..”.







safir shamal



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top