2024- 04 - 26   |   بحث في الموقع  
logo مانشيت “الأنباء”: مبادراتٌ لا توحي باقتراب الحل.. ومفتاح القرار في مكان آخر logo بسبب غزة... إستقالة تهزُ الخارجية الأميركية! logo بالصور... هذا ما فعلته إيران في قاعدة أصفهان بعد ضربها! logo ادرعي يزعم استهداف مبنى عسكري وبنى تحتية لحزب الله (فيديو) logo استعدادات لبنانية لزيارة سيجورنيه.. الورقة الفرنسية: تنفيذ الـ1701 والخيار الثالث رئاسياً logo وفد من جامعة الجنان في دار العلم والعلماء  logo لتوفير المساعدات... البدء ببناء رصيف بحري في غزة! logo كمينٌ مُركّب لحزب الله... إسرائيل تستخدم ساتر دخاني لسحب الخسائر!
13 نيسان: تكرار ودروسٌ ناقصة... (ميشال ن. أبو نجم)
2023-04-13 15:57:34



هل تعلمنا كلبنانيين جميعاً من دروس الحرب؟
الجواب صعب بقدر صعوبة كيمياء الطوائف والقوى السياسية اللبنانية. يمكنُ اللبنانيينَ أن يجتمعوا في 14 شباط 2005 متوحدين تضامناً، وفي حرب تموز 2006 يتشاركون المسكن والطعام والمآسي، ومن ثم يشنون أعنف الحروب على "التويتر" حول رموز مقدسة، أو عن كيفية التعاطي في حال تكررت حروب أخرى. فجأة تظهر المكامن الحقيقية في النظرة للهوية الذاتية وللآخر الطائفي والسياسي، عند أول منعطف خلافي.
أساساً تعريف الحرب ما إذا كانت "أهلية" أم "خارجية" لا يزال موضع خلاف. هي الحرب "الأهلية" اللبنانية أم حرب "لبنان" التي افتعلها "الخارج"؟ وبين التعريفين فجوة كبيرة، وحوار لبناني لم يكتمل.


المشكلة أن تكرار الإختراق الخارجي للبنان، واستسهاله من بعض الداخل، يسمح باستعادة الهواجس. فمن دروس الحرب البديهية مثلاً، أن التعاطف مع قوى ومجموعات غير لبنانية، يجب ألا يقود إلى استعمال الأرض اللبنانية ساحة للقتال، وكذلك أن أي ضغوط أو استهداف، يجب ألا يقود إلى التعامل مع إسرائيل كعدو. لكن ذلك، لم يمنع أن ينشب خلاف لبناني كبير عندما احتل المسلحون السوريون من قوى تكفيرية أراض لبنانية في مرحلة ما بعد الحرب السورية وخاصة بين العامين 2012 -2016، لا بل أن الإنقسام اللبناني في داخل مجلس الوزراء وصل إلى حد منع الجيش اللبناني من استكمال عملياته العسكرية في عرسال لوقف اختطاف الجنود الذين عادوا شهداء إلى أهاليهم.
وبالأمس القريب، أتى اسماعيل هنيّة إلى بيروت بالتزامن مع إطلاق صواريخ في اتجاه المستوطنات الإسرائيلية، وكأن شيئاً لم يحدث منذ توقيع اتفاق القاهرة في العام 1969 وما انفجر لاحقاً في العام 1975. المشكلة لا تكمن هنا، بقدر ما تم رصد ردود أفعال عند قوى سياسية لبنانية شاركت في الحرب، وتطلق اتهامات تخوينية ضد كل من يرفض هذا الإستسهال للسيادة الوطنية والإصرار على التعاطي مع لبنان ك"ساحة".
وكذلك، يمكن القول عمن لا يزال يعتبر أن "قوة لبنان في ضعفه" يجب أن تعود تحكم لبنان، وتحديداً في التعاطي مع إسرائيل كعدو، غافلاً أن أن حماية لبنان لا يمكن أن تتم إلا بامتلاك القوة الردعية.


هذه الهواجس وهذا التكرار لشعب يُفترض أن يكون قد "تعلم"، لا يعني عدم حصول محاولات وتجارب نقدية. هناك العديد من قيادات "المقاومة اللبنانية"، أي "المسيحية" بتعريف آخر، قدمت قراءات مختلفة خاصة في الصراع الداخلي اللبناني – اللبناني، والداخلي "القواتي" في مرحلة "الإنتفاضات"، من دون أن يعني ذلك التخلي عن ثوابت مواجهة أي طرف خارجي يريد الهيمنة على لبنان. اليسار اللبناني، سواء في الحزب الشيوعي أم في منظمة العمل الشيوعي، كان مبادراً لنقدٍ ذاتي تجاه تسهيله استعمال لبنان ساحة من قبل المنظمات الفلسطينية. على أهمية ذلك، لا يزال ناقصاً إلى درجات كبرى.


ترى أين المسؤولية في عدم التوصل إلى قراءات مشتركة؟ لا شك أنها منظومة التسعينات بالدرجة الأولى. فالقوى "الحربَجية" التي سيطرت على الحكم بعد العام 1992 وأكلت "الأخضر واليابس" في الدولة، لا يناسبها إلا تعبئة جماهيرها وراء الغرائز وشعارات كاذبة لم يعد لها مكان على أرض الواقع. أساساً لو كانت لديها الرؤية لبناء لبنان جديد لم تكن لتخضع أمام حكم المخابرات السورية وتنسج معها تسوية تحالف السيطرة والفساد وتقاسم المغانم. وهذه المنظومة، لم تقدم على إطلاق حوار عميق وحقيقي، باستثناء التعلق ببنود مكتوبة وأيضاً كاذبة، من نوع "إلغاء الطائفية السياسية" وما شابه، لمعالجة الإنقسامات الداخلية الكبيرة.


المجتمع اللبناني على تنوعه، بدوره مسؤول. هناك محاولات مقتصرة على شرائح فكرية ونخبوية. لكن أين المؤسسات التي تصنع وعي الطوائف والأحزاب، من هذا النقد للحرب وبناء مساحات مشتركة؟ أين مدارس الطوائف وجامعاتها وإعلامها؟ أين المراجعة لدى كل هؤلاء؟ كيف يمكن أن نقرأ الصراع السعودي – الإيراني؟ الحرب العراقية – الإيرانية ومن يتحمل مسؤوليتها؟ كيف يمكن أن نبني مجتمعاً معافىً وتعلّم، إذا كان المسيحيون لا يزالون يعتبرون الغرب هو الحامي، والسُنّة متعلقون بعروبة يغلفون بها البحر السُني الطاغي، والشيعة متعلقون بمقاربة إيران لعلاقاتها بالعالم العربي؟
لا بل أن هذه الأسئلة تُسأل لأحزاب علمانية كالحزب الشيوعي والحزب السوري القومي الإجتماعي، لأن لا "فرقةَ ناجيةً" من أخطاء الحرب وخطاياها...


ترى أين التيار الوطني الحر من كل ذلك؟ أساساً نشوء حالة جديدة في العام 1988 كان هو مراجعة ذاتية في حد ذاته. عندما ينشأ "التيار" من يمينيين ويساريين يعني أنهم غادروا ما اعتبروه تجارب ناقصة، وأنشأوا مع شخصية كاريزماتية قيادية، تجربة سياسية جديدة على أنقاض تشوهات الحرب. لا بل أن نشوء حالة العماد ميشال عون ترافقت مع إطلاق حركات اعتراضية على جانبي خطوط التماس، بالتوازي مع سقوط المشاريع الكبرى وخاصة بعد العام 1982.
التيار الوطني الحر مكانه كان اليوم مع جبران باسيل في أنطلياس استذكاراً لشهداء المقاومة اللبنانية، تحديداً في صراعهم مع أطراف عربية هيمنت على لبنان واستعملته كساحة. وبالمستوى نفسه، يكون "التيار" مع أي مناسبة لاستذكار شهداء "المقاومة الوطنية"، أي اليسارية والإسلامية، في صراعها ضد المحتل الإسرائيلي. هكذا وبكل بساطة، يحمل في تكوينه "جينات" من كل تنوع المجتمع اللبناني، محتفظاً بالإيجابيات، ونابذاً السلبيات.
وأي قراءة مبتورة لجانب واحد من تلونات "التيار"، هي قراءة ناقصة، وليست "اللوحة الكاملة"...



التيار الوطني الحر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top