في ظل التخبط الذي يشهده مسار رئاسة الجمهورية بسبب الإنقسام الكبير بين محورين داخليين، والصراع بين القوى الإقليمية والدولية المؤثرة على استخدام الإستحقاق بحسب مصلحتها، أتت مواقف رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في مقابلته التلفزيونية أمس لترسم ملامح المرحلة المقبلة رئاسياً وداخلياً من وجهة نظر "التيار"، ولتثبِّت تجذُّر "التيار" في خياره بلبننة انتخابات رئاسة الجمهورية.
ذلك أنه في ظل إصرار الثنائية الشيعية على فرض رئيس جمهورية من خارج إرادة المكون المسيحي وعلى الرغم من كل هذا الرفض، وفي ظل سعي فريق لبناني آخر مختلط بين قوى سياسية مسيحية ونواب جدد لاختيار رئيس يعارضه حزب الله، لا بد من فتح نافذة لخيارات أخرى تكون نتيجة مشاورات وتوافقات مسيحية ووطنية واسعة. كما أن تذكير باسيل بوجوب امتلاك الرئيس المقبل رؤية إصلاحية وفقاً للأولويات الرئاسية التي سبق وقدمها للبنانيين، يمنح مواقفه قوة رمزية لا يمتلكها مرشحو "المواجهة وفريق الممانعة"، من خلال التركيز على "الإصلاحات" وليس الضمانات التي يتعاطى بها منطق الإدارة الفرنسية والثنائي الشيعي.
إلى ذلك، أبرزت مواقف باسيل الخيط الرفيع، لكن العميق بمعناه، في التمييز بين المواقف الوطنية المبدئية، والعلاقات الشخصية في السياسة، وخاصة تجاه ترشيح سليمان فرنجية، في الوقت الذي أظهر فيه أن "التيار" كان ولا يزال يشكل جسراً بين اللبنانيين، كما أنه وضع العلاقة مع حزب الله باختلافاتها وتفاهماتها في الإطار الصحيح.
إلى ذلك، حملت مواقف باسيل تأكيداً للموقف الوطني اللبناني من المصالحة العربية – السورية، ولصوابية سياسة "التيار" تجاه الحرب في سوريا وتداعياتها من النازحين إلى إعادة الإعمار، انطلاقاً من الإهتمام بمصحلة لبنان البحت وليس بأي غايات أخرى.
إقليمياً، وفي ظل تواصل الخطوات لتكريس المصالحة العربية مع سوريا، لفتت الغارة التي شنتها طائرات يعتقد أنها أردنية، استهدفت المهرب مرعي الرمثان على منزله في ريف السويداء الشرقي، ما يؤشر إلى مرحلة جديدة في التعاطي مع قضية تهريب المخدرات إلى الأردن والخليج.
وفي هذا الوقت تتواصل فصول الحرب في السودان والخرطوم في شكل خاص، بموازاة السعي لإطلاق مسار تفاوضي جديد برعاية مصرية – سعودية في شكلٍ خاص.
اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع
