أشار تقرير لوكالة "بلومبيرغ" إلى أنّ "تويتر" تواجه دعاوى قضائيّة من العديد من الشركات المورّدة للخدمات، التي تتهم المنصّة بالتملّص من تسديد إلتزاماتها. وتأتي هذه الدعاوى لتناقض ادعاءات مالك المنصّة الجديد إيلون ماسك، الذي يقول أنّ الأوضاع الماليّة للمنصّة باتت في طريقها للتعافي مؤخّرًا. وحسب "بلومبيرغ"، تتنوّع خدمات الشركات، التي تطالب بمستحقاتها اليوم، ما بين استشارات العلاقات العامّة ومسوّقي الخدمات التي تحمل علامة "تويتر"، وفقًا للدعاوى الموثّقة في سجلّات المحاكم.
وقالت نورما ميلر، مالكة شركة "وايت كوت كابشنينغ"، أنّ المنصّة توقّفت عن تسديد إلتزاماتها لشركتها في تشرين الأوّل الماضي، بعد نحو أسبوعين من استحواذ إيلون ماسك على المنصّة. وبعد أن اعتذر موظّفو قسم المحاسبة عن تأخّر المدفوعات، اختفى الموظّف المسؤول عن الملف في الفترة التي شهدت خفضاً لأعداد كبيرة من الوظائف "في مطلع عهد قيادة ماسك للشركة". ومنذ ذلك الوقت، اقتصرت ردود الشركة على إشعارات تؤكّد أن رسائلها قد وصلت، من دون أن تتلقّى ميلر أي رد فعلي على مطالبها.وفي النتيجة، تشير "بلومبيرغ" إلى أنّ أربع شركات لجأت خلال شهر نيسان الماضي إلى رفع دعاوى مشتركة، لفسخ عقود عملها مع تويتر، على خلفيّة تأخّر المنصّة في سداد المستحقات. بينما كانت 10 شركات قد قرّرت منذ كانون الأوّل الماضي مقاضاة الشركة على خلفيّة اتهامات مماثلة. وتقول الشركات أنّ المدفوعات المتأخرة تبدو مرتبطة بقيادة ماسك الفوضيّة للشركة، مستندة إلى التحوّل المفاجئ في أفعال الشركة فور استحواذ ماسك عليها.
إلا أنّ بعض الوقائع تؤكّد أن هذا التأخّر في الدفع قد يكون مرتبطًا ببعض المصاعب الماديّة، لا الإداريّة فقط. فحسب التقارير الصحافيّة، امتنعت "تويتر" في شهري كانون الأوّل وكانون الثاني الماضيين عن دفع إيجار مقرّها في سان فرانسيسكو، ما دفع شركة "سري ناين ماركت سكوير" (Sri Nine Market Square LLC)، وهي الشركة المالكة للمبنى، إلى رفع دعوى قضائيّة في محكمة ولاية كاليفورنيا. وأشارت الدعوى إلى أنّ شركة وسائل التواصل الاجتماعي لم تسدد القيمة الإيجارية البالغة 3.36 مليون دولار عن شهر كانون الأوّل لمكاتبها في "1355 ماركت ستريت" (1355Market Street)، ومبلغ 3.42 مليون دولار للإيجار عن شهر كانون الثاني.
كما أقامت شركة "ذا كراون إستايت" البريطانيّة (The Crown Estate) دعوى ضد "تويتر" في وقت سابق من هذا العام، على خلفيّة عدم سداد المنصّة بدل إيجارات مكاتبها في لندن. واضطرّت المنصّة لاحقًا إلى إجراء تسوية مع الشركة البريطانيّة، مقابل سحب الدعوى، حسب ما أفاد المتحدّث بإسم الشركة.وقد تتصل كل هذه التطوّرات بالوضع المالي للشركة بعد استحواذ إيلون ماسك عليها. فمنذ ذلك الوقت، تراجعت عائدات الإعلانات في الشركة بنسبة 50%، بسبب قلق المستثمرين من تصرفات ماسك التي قد تؤثّر سلبًا على سمعتهم. كما فشلت خدمة "تويتر بلو" في جذب المستخدمين، الذين يشعر بعضهم بالخيبة من تنامي خطاب الكراهيّة والمعلومات المضلّلة على المنصّة. وحتّى الآن، لم تتجاوز نسبة المشتركين الحاليين في "تويتر بلو" حدود 1% من إجمالي المستخدمين الشهريين في المنصّة.