2024- 03 - 28   |   بحث في الموقع  
logo مقرّب من السنوار... مقتل "مسؤول كبير" في حماس logo يتولى فيها الخارجية... مصطفى يشكّل حكومة فلسطينية جديدة logo مشاهد مسربة... جنود إسرائيليون يفخخون منازل مدنية فلسطينية (فيديو) logo دهم منازل مطلوبين وتوقيف 3 أشخاص logo مقدمات نشرات الاخبار logo استهداف قاعدة "عوبدا" الجوية التابعة للجيش الإسرائيلي logo فواز يتلقي حمية… مسيرة الإنماء مستمرة logo عمليةُ دهم للجيش في زغرتا وتوقيف متورطين في إشكال!
خاص - صورة الأسد في السعودية لبنانياً: متى واقعية الرهانات؟ (ميشال ن. أبو نجم)
2023-05-19 09:27:16



ميشال ن. أبو نجم -


يطول الحديث عن إشكالات الهواجس والعلاقات اللبنانية السورية، منذ أن أعلن الجنرال غورو تأسيس لبنان الكبير ومنذ أن أسقط أحلام الأمير فيصل باستقلال سوريا العربية في ميسلون. لبنان يطلب الحرية وخصوصية نظامه، وسوريا تطلب الأمن وحمايتها من "الرياح" الخارجية وتحديداً الغربية. جرت مياه كثيرة تحت نهر هذه العلاقات، وخاصة في الحرب وتشعباتها. ذاكرة تحمل معها الكثير من الألم، لكن كل ذلك، كان يفترض أن يكون مانعاً لرهاناتٍ خاطئة، وتحديداً لبنانية.


بقدر مشروعية المطالبة اللبنانية بالحرية والتخوف على الكيان المتميز، بقدر ما يفترض بالقوى اللبنانية على اختلافها، أن تكون واقعية في أحجامها، وبالتالي حذف مرحلة لعبة الروليت اللبنانية - السورية، حين توهم البعض بأن العلاقة مع عبد الحليم خدام وغازي كنعان والعماد حكمت الشهابي، تمنحه حق التدخل في الشؤون السورية، وتخيل رهانات وأحلام، سرعان ما تحولت إلى كوابيس مؤلمة.


ومع صورة الرئيس السوري بشار الأسد مُستقبَلاً بحفاوة على الأرض السعودية، يجب أن تعود صورة الواقعية لتفرض نفسها على كل من سلك الرهانات الخاطئة تجاه الحرب في سوريا. مهما كانت هواجسنا، ومهما كان الصدام دامياً في أحيان مع دمشق، يجب ألا ينسينا ذلك حجمَنا كلبنانيين. نعم، النظام في سوريا فرض نفسه مهما كانت الأثمان.

هذه الصورة للواقعية السياسية، والإستراتيجية لأنها نتيجة لتحولات خروج روسيا من حدودها لحماية أمنها القومي، وانكفاء أميركا النسبي في الشرق الأوسط وتعلمها من الدرس العراقي في العبَث بالنظام البعثي والجيش، طمست كل التخيلات الخاطئة والتي تُرجمت في شكل أو بآخر باحتلال أراض لبنانية من قبل المنظمات التكفيرية وباستشهاد عسكريين لبنانيين وخطفهم بالطريقة البشعة التي حصلت.


واليوم، وبعد طول صراخ عن سقوط النظام، حلت الصدمة على الوجوه، وكأن الدول لا تقوم على المصالح والخيارات العقلانية والربح المتبادل يتحدث البعض عن المآسي الإنسانية، وتناسوا أن الولايات المتحدة والغرب لا يقيمان للعامل الإنساني وزناً إلا إذا كان ذلك مدعاة للتدخل واستخدامه ضد من ليس طيعاً في أيديهم. قاد التفكير التفاؤلي wishful thinking إلى توقع العديد من السياسيين والإعلاميين إلى اعتبار أن النظام السوري سيسقط في غضون أشهر، في بداية الأزمة، وانتظروا طويلاً على ضفة النهر!


أن يكون للبنانيين هواجسهم، فإن ذلك يجب ألا يدفعهم للإختيار بين طرف سوري وآخر، بين حزب وآخر، بين منطقة وأخرى. سوريا بحجمها تحمل معها تنوعاً اجتماعياً وحراكاً سياسياً أسهم في أربعينات القرن الماضي في ظهور أفكار جارفة وأحزاب كبرى ونخب مؤثرة وعدم استقرار دائم، في محاذاة الخطر الإسرائيلي والتهديد التركي والغربي.

لا شأن للبنانيين بالصراعات والتناقضات السورية، ولا الدخول على خط الصراع بين الأفكار المتطرفة والإتجاهات العلمانية، ولا بالعلاقات الشخصية في الأروقة، ولا بكيفية إدارة المجتمع السوري في مرحلة الحرب، ولو كان لدى القوى اللبنانية على اختلافها، آراء وطموحات. كل ذلك مصالح شخصية لا مصالح وطن. لا شأن بهم بانقسامات المجتمع والريف، بالتنافس بين حلب ودمشق على الزعامة، بصراعات الأخوان المسلمين مع الأحزاب العلمانية كالقوميين والشيوعيين والبعثيين، بكل تركيبات السلطة والتنوع في اللوحة الإجتماعية للسوريين.

أقصى ما يمكن اللبنانيين أن يفعلوه، هو العمل على حماية بلدهم ووضع خارطة طريق لكيفية التعامل مع سوريا في المرحلة المقبلة، تحديداً في ملفي النزوح والتعاون الإقتصادي وإعادة الإعمار.


وفي مطلق الأحوال، يفترض أن تكون قسوة الصورة الواقعية من جدة، دافعاً للإقتناع بالأحجام الصغيرة وحماية لبنان من توريطه في رهانات لا تفيده وتؤذي مصلحته الكيانية على المديين القريب والبعيد.



التيار الوطني الحر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top