شكّك مسؤولون عسكريون في وزارة الدفاع الأميركية بإعلان القيادة المركزية مقتل مسؤول بارز في تنظيم "القاعدة"، عبر غارة جوية من طائرة من دون طيّار في إدلب شمال غرب سوريا.وكانت القيادة المركزية الأميركية قد أعلنت مطلع أيار/مايو، عن مقتل قيادي بارز في القاعدة بغارة جوية في بلدة قورقينا في إدلب، من دون أن تقدم أي معلومات حول اسم القيادي وهويته.فيما أكدت عائلة المستهدف أنه مدني ولا ينتمي للقاعدة أو لأي جهة عسكرية أخرى ويدعى عبد اللطيف مستو (60 عاماً)، وهو أب لعشرة أطفال، موضحةً أنه قتل بصاروخ أثناء رعيه الأغنام.ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية أن هناك "شكوكاً داخل البنتاغون" حول من قتل في الغارة الجوية.وإذ قال أحد المسؤولين إنه "لم نعد واثقين من أننا قتلنا مسؤولاً كبيراً في القاعدة"، قال مسؤول آخر إنه "على الرغم من أننا نعتقد أن الضربة لم تقتل الهدف الأصلي، إلا أننا نعتقد أن الشخص ينتمي للقاعدة".من جهته، قال المتحدث باسم القيادة المركزية مايكل لاهورن إن "المسؤولين على علم بالتقارير التي تتحدث عن سقوط ضحايا مدنيين ويواصلون تقييم النتيجة"، مضيفاً: "القيادة المركزية تأخذ هذه المزاعم على محمل الجد، وتحقق لتحديد إذا كان الإجراء قد أدى عن غير قصد إلى إلحاق ضرر بالمدنيين".وبحسب الصحيفة، فإن البنتاغون يتوسّع بمثل هذه التحقيقات في حال ظهرت أدلة كافية صحيحة عن إصابة مدنيين، وهو ما يثير التساؤلات حول ما إذ كانت المعلومات المستخدمة في التفويض لتنفيذ الهجوم، تخضع للتحقيق.ولفتت إلى أنها زودت 4 خبراء في مجال مكافحة الإرهاب بمعلومات عن المستهدف ومحل إقامته، حيث أكدوا أنه ما من إشارات تدل على انتماء القتيل إلى جماعة إرهابية، قائلين: "سيكون من غير المعتاد بالنسبة لتنظيم القاعدة أن يعمل بأي طريقة بالقرب من المنطقة التي تسيطر عليها مجموعة منافسة (تحرير الشام) انفصلت عن التنظيم منذ سنوات، وتعتبر الآن خصماً له".كما قدمت صوراً تظهر وجه القتيل قبل وبعد الغارة إلى القيادة المركزية، لكن المسؤولين بالقيادة، لم يذكروا بأنه الشخص هو نفسه الذي قتل بالغارة، بينما أكد ذلك خبراء التعرف على الوجوه.