قال رئيس النظام السوري بشار الأسد خلال كلمته في افتتاح القمة العربية في جدة الجمعة، إن ماضي سوريا وحاضرها ومستقبلها هو العروبة، داعيا لعمل عربي موحد، مع ترك الشؤون الداخلية للدول، الى شعوبها.
وقال الأسد في كلمته، إن "الأخطار لم تعد محدقة بل محققة". وأضاف "عندما تتراكم العلل يمكن أن يعالجها الطبيب فرادة، شرط أن يعالج المرض الرئيسي المسبب لها".
واعتبر أن "التهديدات فيها مخاطر وفرص، ونحن اليوم أمام فرصة تبدل الوضع الدولي نحو عالم متعدد الأقطاب". وقال: "إنها فرصة تاريخية لإعادة ترتيب شؤوننا بأقل قدر من التدخل الأجنبي، مستبشرين بالأجواء الايجابية الناتجة عن المصالحات التي سبقت القمة العربية".
وأضاف الأسد أن العناوين الكبرى التي تهدد مستقلبنا كثيرة "لا تبدأ من جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، ولا تنتهي بخطر الفكر العثماني التوسعي المطعم بنكهة إخوانية منحرفة".
واعتبر أن العمل العربي المشترك بحاجة لرؤى واستراتيجيات وأهداف مشتركة، وسياسة موحدة ومبادئ ثابتة، داعيا إلى "تطوير ومراجعة ميثاق الجامعة ليتماشي مع العصر".
لكنه شدد على "ترك الشؤون الداخلية للدول لشعوبها" قائلاً إنها "قادرة على تدبير شؤونها، وما علينا إلا أن نمنع التدخلات الخارجية ونساعدها عند الطلب حصراً".
وقال إن "ماضي سوريا حاضرها ومستقلها هو العروبة، لكن ليس عروبة الأحضان بل عروبة الانتماء". وأضاف "ربما ينتقل الانسان من حضن إلى آخر لكنه لا يغير انتماءه".
وختم الأسد كلمته بشكر لرؤساء الوفود الذي عبروا عن المودة لسوريا وقال: "أبادلهم بالمثل. وأشكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على الجهود تعزيز المصالحة في منطقتنا".
عاجل | فيديو... ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يستقبل الرئيس السوري بشار الأسد لدى وصوله إلى مقر انعقاد "القمة العربية 32" في جدةhttps://t.co/urPW4RKQ5F pic.twitter.com/galpj5Beq4
— صحيفة الشرق الأوسط (@aawsat_News) May 19, 2023
وخلال كلماتهم رحب عدد من القادة العرب بعودة سوريا إلى الجامعة العربية. وقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان: "يسرنا اليوم حضور فخامة الرئيس بشار الأسد في هذه القمة"، متمنيا أن "تسهم عودة سوريا للجامعة العربية في دعم وأمن سوريا".
بدوره، رحّب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بالأسد في القمة وبعودة سوريا إلى الجامعة العربية، معتبراً أن "ثمة فرصة لا يجب تفويتها لمعالجة الأزمة سياسياً".
كذلك رحّب الرئيس المصري بالأسد قائلاً إن "عودة سوريا إلى الجامعة العربية تعدّ بمثابة التفعيل العملي للدور العربي وبدء مسيرة عربية لتسوية الأزمة السورية استناداً للمرجعية الدولية للحلّ وقرار مجلس الأمن 2254".
فيما تجنب ملك الأردن عبد الله الثاني الترحيب بالأسد قائلاً: "حذرنا مراراً من تبعات استمرار الأزمة السورية دون حل وآثارها انعكست علينا جميعاً".
ورحب بعودة سوريا إلى الجامعة العربية ك"خطوة مهمة نأمل أن تسهم في جهود إنهاء الأزمة، ونؤكد على أهمية تعزيز المسار السياسي والجهود العربية لحل الأزمة ومعالجة تداعياتها وفق المبادرة الأردنية".