تعقد حكومة الاحتلال الإسرائيلي الأحد، جلسة خاصة في أنفاق ساحة البراق في البلدة القديمة من القدس المحتلة. فيما اقتحم عشرات المستوطنين يتقدمهم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير صباح الأحد، المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة.ملايين الدولارات للتهويد
ويهدف اجتماع الحكومة الإسرائيلية للتصديق على خطة لثلاث سنوات، ترصد من خلالها 95 مليون شيكل (نحو 26 مليون دولار) لجذب مستوطنين شباب من الخارج للإقامة في القدس المحتلة، بحسب ما أفادت صحيفة "إسرائيل اليوم"، الأمر الذي يعني تعزيز الاستيطان فيها.
وتُعقد الجلسة في ساحة البراق، في إطار احتفال الحكومة الإسرائيلية بما يُسمى "يوم القدس"، الذي صادف موعده الرسمي الجمعة، وتحتفل فيه إسرائيل باحتلال الشطر الشرقي من المدينة عام 1967.
وقالت "إسرائيل اليوم" إنه بموجب الخطة التي وُضعت بالتعاون مع بلدية القدس (بلدية الاحتلال) وبدعم من الوكالة اليهودية، ستعمل دولة الاحتلال على تشجيع الوافدين الجدد من الشباب اليهود أبناء جيل 18-35 عاماً، من المتزوجين والعزاب للاستقرار في القدس المحتلة.
وتشير معطيات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية إلى أن "أكثر من 18 ألف قادم جديد (يهودي)، تتراوح أعمار أكثر من نصفهم بين 18-35 عاماً، هاجروا إلى البلاد، وأقاموا في بادئ الأمر في القدس منذ عام 2018، لكن نحو 30% منهم غادروا القدس في السنوات الخمس الأخيرة".
وترصد الخطة لوزارة الهجرة واستيعاب القادمين الجدد، بالإضافة إلى وزارة التعليم ووزارتي الثقافة والرياضة، 95 مليون شيكل (31.5 مليوناً في السنة وعلى مدار 3 سنوات) لتطبيق الخطة ومنح امتيازات وحوافز للمهاجرين.بن غفير يقتحم الأقصى
ويأتي مخطط تهويد القدس فيما اقتحم بن غفير للمرة الثانية منذ توليه وزارة الأمن القومي، المسجد الأقصى، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي. ووصل ينن غفير في ساحات الصباح الباكر إلى ساحة البراق، وذلك بعد أن سمحت الأجهزة الأمنية باقتحام الأقصى.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر مطلعة في حزب "القوة اليهودية" أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، كان على دراية باقتحام بن غفير للأقصى. وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، بأنه تم تبيلغ نتنياهو حول نية بن غفير اقتحام الأقصى قبل 3 أيام.
وقال بن غفير خلال اقتحامه للأقصى، إن "إسرائيل هي صاحبة السيادة في القدس"، مضيفاً أن "تهديدات حماس ما عادت تجدي نفعاً".
وانتشر عناصر من شرطة الاحتلال والوحدات الخاصة في ساحات الحرم، وقاموا بإبعاد الفلسطينيين عن مسار اقتحامات بن غفير والمستوطنين للمسجد الأقصى.
ودانت وزارة الخارجية الأردنية إقدام ين غفير على اقتحام الأقصى، معتبرة أن الأمر يعد تصعيداً خطيراً ويمثل خرقاً للقانون وللوضع التاريخي للقدس.
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة إن قيام انتهاك بن غفير لحرمة المسجد هو خطوة استفزازية، مؤكداً أن الانتهاكات المتواصلة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وبالتزامن مع استمرار الإجراءات الأحادية من توسع استيطاني واقتحامات متواصلة للأراضي الفلسطينية المحتلة تنذر بالمزيد من التصعيد، وتمثل اتجاهاً خطيراً يجب على المجتمع الدولي العمل على وقفه فوراً.