لقي لاجئ سوري شاب مصرعه في تركيا، بعدما وجّه شاب تركي طعنة قاتلة له خلال شجار اندلع بينهما، في جريمة تحمل دوافع عنصرية بالتزامن مع ارتفاع حدّة خطاب المعارضة التركية العنصري قبل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
وقال الناشط المهتم بشؤون اللاجئين السوريين في تركيا طه الغازي إن الشاب صالح العبد السباكة (28 عاماً) قضى جراء طعنهِ بأداة حادة في معمل في منطقة بيرم باشا في ولاية إسطنبول السبت، مضيفاً أن الشاب السوري قُتل في اليوم الأول من عمله هناك.
وأوضح الغازي أن أحد العمّال الأتراك في المعمل افتعل شجاراً بمشادات كلامية ثم تطور إلى عراك بالأيدي، قبل أن يتوجه الجاني إلى أحد المطاعم المجاورة لمكان العمل، ويأخذ سكيناً ويطعن به الشاب السوري داخل المعمل طعنةً قاتلة في منطقة القلب مباشرة، إضافة إلى توجيه طعنة أخرى لشاب أوزبكي لاجئ.
وأشار إلى أنه رغم جميع التداخلات الطبية لإنقاذه في المستشفى إلا أنه فقد حياته، بينما لا يزال الشاب الأوزبكي في العناية المشددة نتيجة الطعنة الحادة في منطقة الرقبة، مؤكداً أن الشرطة التركية أوقفت الجاني وحوّلته إلى إحدى المراكز الأمنية في المنطقة.
وقال الغازي إنه لدى سؤال أصحاب المعمل والعاملين الأتراك فيه عن دوافع الجريمة، وعمّا إذا كان هناك مشاحنات أو خلافات قديمة بين القاتل والضحية، أكدوا جميعهم على أن الشاب السوري كان خلوقاً ومحبوباً من الجميع، مشيرين إلى أن يومه الأول في هذا المعمل ينفي أي علاقة أو خلاف سابق مع الجاني.
ولفت الغازي إلى أن السباكة يحمل بطاقة الحماية المؤقتة "الكملك"، مبيناً أن جثته ستنقل إلى داخل سوريا من أجل دفنها، بعد إتمام الإجراءات المقترنة بالجريمة.
وأكد أن المشاعر والسلوكيات العنصرية زادت حدتها ضد اللاجئين السوريين في تركيا، مما جعلها عاملاً محرضاً في وقوع جرائم كان ضحيتها عدد من الشباب والأطفال السوريين، لافتاً أن أبرز تلك الجرائم العنصرية كان في منطقة أزمير غرب تركيا في تشرين الثاني/نوفمبر، حيث حرق شاب تركي عدداً من الشبان السوريين عمداً.
وحمّل الغازي شخصيات وأحزاب في المعارضة التركية مسؤولية التحريض على خطاب الكراهية والتمييز العنصري ضد اللاجئين السوريين، لاستغلالهم كورقة انتخابية في السياسات الداخلية في تركيا، وفي مقدمتهم مرشح الانتخابات الرئاسية كمال كيليتشدار أوغلو.
كما حمّل الحكومة التركية المسؤولية كذلك، بسبب صمتها وسكوتها وعدم رغبتها بمساءلة ومحاكمة كل من يحرّض على مشاعر الكراهية والتمييز العنصري متسائلاً: "لماذا تُغيّب الحكومة دورها الصارم في مساءلة هؤلاء العنصريين؟ ألا يجاز لنا أن نعتقد بأنّ صمت الحكومة في هذا الصدد فيه جانبٌ من القبول بالأمر الواقع".
وواصل كيليتشدار أوغلو، مرشح تحالف "الأمة" المعارض، خطابه العنصري الموجه ضد اللاجئين السوريين قبل موعد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
وطالب في تغريدة، مناصريه بالتوجه إلى صناديق الاقتراع وانتخابه ليتمكن من إرجاع اللاجئين السوريين إلى بلادهم، كما نشر مقطعاً مصوراً يحرض عليهم.
وقال مخاطباً مناصريه: "إذا كنت تحب وطنك فقرر، 10 ملايين سوري لم يكونوا كافين؟ هل يجب أن يأتي المزيد ليصل العدد إلى 20 مليون سوري؟ يجب أن نكافح معاً حتى أتمكن من نشر رسالتي وليأتِ من يحبّ وطنه إلى صناديق الاقتراع".