كشف وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو عن خريطة طريق من أجل إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، بما في ذلك المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري.
وقال تشاووش أوغلو في مقابلة مع قناة "خبر تورك"، إن مشكلة اللاجئين "لا يتم حلّها عبر خطاب الكراهية والخطابات الشعبوية"، مؤكداً أنه يجب إعادة اللاجئين السوريين ليس فقط إلى الشمال السوري وإنما إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام أيضاً.
وأضاف "نعمل على تهيئة البيئة اللازمة لذلك، وبدأنا الحوار مع النظام السوري حول هذه القضية". وتابع: "كانت هذه القضية (اللاجئين) هي الأولى في المباحثات التي جرت مع النظام في موسكو، إضافة إلى قضيتي وحدة سوريا، ومكافحة الإرهاب".
وذكر أن بلاده تعمل على تحضير خريطة طريق من أجل عودة اللاجئين بشكل "آمن ومشرّف"، وذلك من خلال تجهيز البنى التحتية بعد الحصول على الدعم الدولي وتأمين حياة اللاجئين، مشيراً إلى أن العودة "يجب أن تكون بشكل يحفظ حياة وكرامة المواطن".
وأوضح أن خريطة الطريق تتضمن التقدم بالحل السياسي ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى إعادة اللاجئين السوريين إلى المناطق الآمنة في الشمال السوري والبدء بإعادتهم إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، معتبراً أن كل هذه القضايا "مرتبطة ببعضها".
وعن الجدول الزمني للبدء بإعادتهم، قال الوزير التركي: "بدأنا بإرسال السوريين إلى المناطق الآمنة بعد تهيئة البنية التحتية بدعم قطري-سعودي-إمارتي ومن دول أخرى"، مضيفاً أنه بعد عودة النظام إلى الجامعة العربية "ستدعم بقية الدول العربية هذا المسار".
ومقابل لهجة تشاووش أوغلو الهادئة، صعّد وزير الخارجية في حكومة النظام السوري فيصل المقداد تجاه تركيا، مؤكداً رفض أي تطبيع من دون انسحاب القوات التركية من سوريا. وقال إن اللقاء بين رئيس النظام بشار الأسد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحكمه انسحاب القوات من سوريا.
وأشار المقداد ليل الأحد، إلى ضرورة انسحاب القوات الأجنبية من سوريا سواء كان في الشمال الغربي في إدلب، وفي كل المنطقة الواقعة بين سوريا وتركيا، إضافة إلى القوات الأميركية في الشمال الشرقي وفي قاعدة الركبان، بحسب ما نقلته صحيفة الوطن المقربة من النظام.
وتابع المقداد أن "الدولة السورية لن تطبع مع أعدائها ولن تطبع مع بلد يحتل أرضها"، قائلاً إن وفد النظام السوري شطب خلال الاجتماع الرباعي في موسكو كل ما يشير إلى التطبيع وأن التطبيع مع تركيا لا يمكن إلا أن يكون نتيجة انسحاب القوات التركية من سوريا.
وأضاف أن ما قاله رئيس النظام السوري بشار الأسد حول "الفكر العثماني التوسعي" خلال كلمته في القمة العربية هو توصيف دقيق وواقعي. وتابع: "عندما يريد أي طرف الدفاع عن أرضه وسيادته يجب أن يدافع عن ذلك من خلال إجراءات ضمن حدوده وليس ضمن أراضي الدول الأخرى".