خفّض مصرف سوريا المركزي بشكل رسمي سعر الليرة السورية أمام الدولار الأميركي الاثنين، بعدما عادت الليرة إلى مسارها التنازلي أمام العملات الأجنبية في السوق السوداء.
وأظهرت نشرة "الحوالات والصرافة" الصادرة عن المركزي تخفيض سعر الليرة أمام الدولار إلى 8 آلاف و200 ليرة، بعدما كان قد قام بإجراء مماثل قبل أيام بتخفيضها من 8 آلاف إلى 8 آلاف و100 ليرة.
وتُسعّر نشرة "الحوالات والصرافة" قيمة الليرة للحوالات الشخصية الواردة من السوريين في الخارج بالدولار الأميركي بسعر يقارب سعر تصريف الليرة في السوق السوداء، حيث تم استحداث النشرة في شباط/فبراير.
ويهدف قرار المركزي السوري إلى استقطاب حوالات السوريين إلى أقنية التحويل الرسمية التي تصب في النهاية في خزينته، وبالتالي دعم خزينته من العملات الأجنبية، إذ كان يلجأ السوريون إلى التحويل غير الشرعي (الأسود)، لتلافي الفرق الشاسع بين سعر تصريف الليرة الرسمي والسوق السوداء، قبل استحداث النشرة.
لكن القرار لم يؤتِ ثماره كما أراد المركزي، إذ واصلت الليرة السورية انهيارها وتسجيل الخسائر المتتالية أمام الدولار الأميركي.
وأظهر موقع "الليرة اليوم" الاثنين، انخفاض سعر مبيع الليرة السورية أمام الدولار في السوق السوداء إلى 9 آلاف للمبيع، و8 آلاف و900 للشراء في العاصمة دمشق، بينما بلغ سعر المبيع الدولار الواحد في حلب 9 آلاف و50 ليرة، وسعر الشراء 8 آلاف و950.
ويُعتبر تخفيض الليرة رسمياً بمثابة اعتراف من قبل النظام بانهيار الليرة، إذ كان خلال سنوات تدهورها في الحرب السورية، ينفي ذلك، ويردّ بتوجيه الاتهامات إلى مضاربين مجهولين بالتلاعب بسعر الليرة ل"أهداف خارجية"، بالتزامن مع استصدار قرارات تُجرّم المتعاملين بالدولار وحامليه، وكذلك الأشخاص العاديين الذين يدخرون مقتنياتهم بالعملات الأجنبية، تجنباً لانخفاض قيمتها.
وأدى انخفاض قيمة الليرة إلى مضاعفة أسعار المواد الاستهلاكية والغذائية، عقب قرار سابق صادر عن حكومة النظام بزيادة تعرفة الدولار الجمركي في نيسان/أبريل.