لقي قيادي سابق في حركة أحرار الشام الإسلامية، ومسؤول لاحق عن إحدى ميلشيات الأمن العسكري في ريف دمشق، مصرعه بانفجار عبوة ناسفة في ريف دمشق الجنوبي الغربي.وقالت مصادر محلية ل"المدن"، إن القيادي التابع للأمن العسكري عبد العزيز شودب الملقب ب"عزيز"، لقي مصرعه نتيجة انفجار عبوة ناسفة مزروعة مسبقاً في سيارته، من نوع "بيك أب" تابعة لشعبة المخابرات العسكرية، في حي المنصورة في منطقة الكسوة في ريف دمشق الجنوبي.وأضافت المصادر أن العبوة الناسفة انفجرت بعد دقائق من ركوب القيادي في سيارته، ما أدى إلى وفاته على الفور واحتراق جثته، فيما تم بتر رجل ابنته التي كانت معه لحظة الانفجار، مشيراً إلى أن عناصر من مفرزة الأمن العسكري وفرع الأمن الجنائي ضربوا طوقاً أمنياً حول المنطقة، مع تشديد كبير على المارة وتدقيق هوياتهم.ويُعتبر شودب المنحدر من مدينة زاكية في ريف دمشق الغربي، أحد أبرز القياديين العسكريين في حركة أحرار الشام الإسلامية إبان سيطرة الفصائل المعارضة على منطقة خان الشيح وما حولها، قبل أن يسيطر النظام عليها في بداية 2017، ويهجر المعارضين إلى الشمال السوري وفق اتفاق كان شودب أحد عرابيه.وشارك شودب مع فصيله إلى جانب أحرار الشام والفصائل الإسلامية الأخرى منها جبهة "النصرة"، في عدد من المعارك ضد قوات النظام في المنطقة أبرزها السيطرة على حاجز "اللواء-86"، واقتحام بلدة الديرخبية المتاخمة لخان الشيح.لاحقاً، تحول مع شقيقه لأحد أبرز عرّابي اتفاق إخراج الفصائل المعارضة من خان الشيح وزاكية والكسوة وما حولهما، ثم أحد أبرز عرابي عقد اتفاقات المصالحة لاحقاً مع الفصائل في درعا والقنيطرة.وارتبط، بسبب تلك الخدمات الجليلة للنظام، بعلاقة وثيقة مع رئيس شعبة المخابرات العسكرية محمد محلا، وخلفه كفاح ملحم، حيث تم منحه وشقيقه محسن شودب، صلاحيات واسعة لإخراج معتقلين، بينهم قياديون رفضوا التهجير، من أقبية الأفرع الأمنية مقابل تسليم قطع سلاح، أو مستودعات أسلحة خلّفتها الفصائل المعارضة في خان الشيح، بعد التواصل مع قادتها في الشمال السوري.وبعد ذلك، شكّل مجموعة محلية تتبع للأمن العسكري من أبناء مدنية زاكية وما حولها، كما لعب دوراً مهماً في إرسال مقاتلين محليين للقتال إلى جانب مجموعات "فاغنر" في ليبيا وأوكرانيا.إلا أن خلافاً اندلع بينه وبين المسؤول عن التجنيد بسبب تخلف المقاتلين عن الذهاب إلى هناك، أدى إلى وضعه على قائمة المطلوبين إلى المحكمة الميدانية، وهروبه بعد مداهمة منزله في حي المنصورة بالكسوة من قبل الأمن الجنائي، قبل أن يعود إليها بعد تسوية وضعه بوساطة من كفاح ملحم، ويتم اغتياله فيها.واصطدم خلال الأِشهر الأخيرة مع قيادي محلي يتبع للفرقة الرابعة في زاكية، ما أدّى إلى اندلاع اشتباكات بينهما أكثر من مرة، ما يرجّح فرضية وقوف قيادي الفرقة وراء عملية اغتياله.