احتلت الفيديوهات المسربة للمشاجرة بين صانعة المحتوى، لمى الأصيل، وزوجها، باسل خير، المرتبة الأولى في الترند السوري في الأيام الأخيرة، فلم يستثنِ أي منصة سورية قضية الطلاق من التداول، وهي قضية شغلت الرأي العام وقسمت السوريين بين المناصرين للرجل والمتعاطفين مع المرأة. لكن في البداية، من هما لمى الأصيل وباسل خير؟
View this post on Instagram
A post shared by Lama Mhidy alassil (@lamaalassil)
لمى الأصيل إعلامية سورية مقيمة في الولايات المتحدة، افتتحت إذاعتها الخاصة "lama.fm" العام 2014؛ وهي إذاعة ناطقة بالعربية تستهدف المغتربين العرب في الولايات المتحدة. لكن شهرتها بدأت العام 2016، عندما بدأت بتقديم سكيتشات كوميدية بشخصية تحمل اسم "أم تيسير" عبر "سناب شات".
أما باسل خير فهو مؤسس "شبكة وطن"، التي تحتكر حقوق الملكية الفكرية للدراما السورية وكل أرشيف التلفزيون السوري، والتي أسسها خير في الولايات المتحدة بعد الحصار الاقتصادي. الاسم يوحي بالأبعاد السياسية، والمحتوى الجديد الذي تضمه لأرشيفها يثبت الانحياز التام للنظام السوري وشركائه في قطاع الإنتاج الفني في سوريا.
المشكلة الأخلاقية في شبكة "وطن" تتعلق باحتكارها محتوى لم تنتجه، استولت على حقوق الملكية الفكرية بأساليب ملتوية، من خلال حكم محكمة غيابي في المحاكم السورية، نتيجته لصالح "شبكة وطن"، التي تقوم بترجمة تلك العقود وتوثيقها في الولايات المتحدة.
هذه الوثائق التي تنتجها ماكينة الفساد السوري وتصدرها، يتم استخدامها لمحاربة صنّاع المحتوى السوريين، الذين حُرموا من استخدام أي فيديوهات من الذاكرة السورية في قنواتهم، لتقوم شبكة "وطن" بتخيير صنّاع المحتوى الجدد بين إغلاق قنواتهم أو مقاسمتهم أرباح قنواتهم؛ الأمر الذي أدى إلى إغلاق العديد من القنوات المستقلة في "يوتيوب" أشهرها قناة "حمصووود" لعبد الرحمن دندشي، الذي اشتهر العام 2016 بفيديوهات نقد المسلسلات السورية.
والأغرب من ذلك، هو السياسة الاحتكارية التي تتبعها شبكة "وطن" ضد المنتجين الأصليين للأعمال الدرامية أيضاً. فأخيراً عبّرت الممثلة شكران مرتجى عن انزعاجها بسبب عدم قدرتها على نشر أي مشهد من مسلسلاتها عبر صفحتها في "فايسبوك"، بسبب حقوق الملكية الفكرية والآلية التي تعمل بها شبكة "وطن".
لذلك فإن أحد الأسباب التي أدت للتفاعل الكبير مع قضية طلاق لمى الأصيل وباسل خير، يتعلق بسخط صنّاع المحتوى السوريين على شبكة "وطن" بشكل خاص؛ ما أدى إلى نشر تفاصيل القصة كاملة في معظم الصفحات السورية، بنبرة لا تخلو من الشماتة.
لكن تداول الحكاية بهذا الشكل الواسع أدى إلى تفجير فقاعة من التعليقات الذكورية، ليعكس ذلك المناخ العام السوري في مواقع التواصل الاجتماعي، الأكثر ميلاً لتحقير النساء وتحميلهم مسؤولية أي مشكلة.
وفي ما يتعلق بتفاصيل قضية الطلاق ذاتها، فإن أول ما يلفت الانتباه فيها هو الصورة التي ظهر فيها باسل خير، إذ بدا أن ممارساته اللاأخلاقية في عمله، هي أسلوب حياة ينعكس أيضاً في علاقته مع أسرته وفي بيته. لا يتعلق الأمر فقط بالمشاكل الخاصة مع زوجته التي أدت إلى الطلاق، وإنما بالخطاب الذي استخدمه عندما ظهر في السوشيال ميديا للمرة الأولى، فاستغل المناخ العام الذكوري ليروي حكايته بطريقة بطولية تجعل الشارع يتعاطف معه ويبرر له خداعه واستغلاله لزوجته.
pic.twitter.com/hFzwyk0C8O
— Baher Esmail (@EsmailBaher) May 14, 2023
بخطابه، يتبنى لغة وحججاً لا تصلح إلا في محاكم المتطرفين الكارهين للنساء: "أنا رجل شرقي"، "لا أقبل أن تكون زوجتي انفلونسر" وإلى ما هنالك من العبارات التي تعكس الفكر الرجعي، والتي رفعت باسل خير إلى مرتبة البطل الذكوري.
الفيديو الأخير الذي بثته لمى الأصيل أوضح تفاصيل القصة كاملةً، وفيه أشارت الى أنها عندما وصلت إلى نهاية الطريق مع زوجها، عرض عليها دفع مبلغ مالي لإتمام صفقة الطلاق عن طريق شيخ، بعيداً عن المحاكم الأميركية التي تقسم الثروة بالنصف بين الزوجين، مع الإشارة إلى أن الثنائي كانا شريكين في الحسابات المصرفية لسنوات. ومع إصرار لمى على الطلاق الرسمي من خلال المحكمة، نقل باسل كل أملاكه إلى اسم والدته، على غرار ما فعل لاعب كرة القدم المغربي، أشرف حكيمي، في محاولة أخرى للتحايل على القانون وعلى زوجته.
باسل خير لم ينكر الأمر، وإنما حاول أن يكسب الرأي العام بخطابه حين قال لمتابعيه إن سبب طلاقه من لمى هو عدم اهتمامها به وبأولادهما، بسبب نمط حياتها كانفلونسر وانشغالها الدائم بمواقع التواصل الاجتماعي! ولعب خير أيضاً على مفهوم الشرف، فأخبر متابعيه بأنه رجل شرقي لا يقبل أن تظهر امرأته في وسائل التواصل الاجتماعي، أو أن تقوم بشراكات مع نجوم السوشيال ميديا آخرين، ملمحاً الى شراكتها الأخيرة مع عمرو مسكون.
الخطاب الذكوري لاقى آذاناً صاغية لدى جمهور السوشيال ميديا العربي الذي يجد أن مكان المرأة الطبيعي هو المطبخ، ومهمتها الوحيدة هي تربية الأطفال. بالإضافة لذلك، أشارت لمى أن باسل قام بتسجيل محادثات خاصة وجنسية لها معه، وقام بابتزازها بنشرها بالعلن في محاولة منه لردعها عن التحرك ضده قضائياً، إضافةً إلى اختراقه لهاتفها الشخصي وتجسسه على جميع مكالمتها ومحادثاتها وتهديده لها بنشر محادثاتها مع نجوم السوشيال الميديا التي تحتوي سباباً وشتائم. لكن كل هذه الممارسات اللاأخلاقية لم تزعزع مكانة باسل خير كبطل ذكوري.