نظم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في فرعه في بيروت، أمس الثلاثاء(30 أيار 2023) نهارًا علميًا تفاعليًا لاستكشاف وضع العلوم الاجتماعية وتعليمها في كل من الجزائر ولبنان، وذلك من خلال ندوة بعنوان "تدريس العلوم الاجتماعية في العالم العربي – لبنان والجزائر أنموذجًا"، بمشاركة كل من الجمعية اللبنانية لعلم الاجتماع ومركز "فاعلون" في الجزائر، شارك فيها عدد من أساتذة الجامعات والباحثين من لبنان والجزائر، بأوراق بحثية حاولوا فيها شرح الوضع الحالي، وتحديد المسار العام لدور المؤسسات التعليمية التي تعنى بنقل المعارف في مجال العلوم الاجتماعية، ووظيفتها، من أجل تشكيل منصة للحوار وتبادل أفضل الممارسات وتطوير الخطط القابلة للتنفيذ، بغية النهوض بعلم الاجتماع وإنشاء مجال أفضل له من أجل مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين. وقد جرى بث فعاليات الندوة مباشرة عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، الخاصة بالمركز العربي. كما تخلل الندوة توقيع اتفاقية تعاون بين مركز "فاعلون" والجمعية اللبنانية لعلم الاجتماع.افتتح الندوة الدكتور خالد زيادة، مدير المركز في بيروت، فأكد على أهمية هذه الندوة التي تأتي بالتشارك مع الجمعية اللبنانية لعلم الاجتماع، في مبادرة أولى تهدف إلى تعزيز التعاون في إنتاج الأبحاث في العلوم الاجتماعية، وعرّف في معرض حديثه بمنشورات المركز العربي، التي تشتمل على مروحة واسعة من الكتب التي تُعنى بالعلوم الاجتماعية والإنسانية، إضافة إلى الدوريات المحكمة والمتميزة التي تتناول مواضيع مختلفة في علم الاجتماع والعلوم الإنسانية والتاريخ والسياسة، وخص منها بالذكر دورية "تبين"، و"عمران"، و"سياسات عربية"، و"استشراف" و"حكامة".أعقبت ذلك كلمة المشرف العام لمركز "فاعلون"، الدكتور مبروك بوطقوقة، وكلمة للجمعية اللبنانية لعلم الاجتماع ألقاها الدكتور علي بزي، أكد فيها كل منهما على أهمية التعاون بين مختلف المراكز البحثية في العالم العربي، وعلى أهمية الدور الذي يقوم به المركز العربي للأبحاث في مجال البحث، وما ينتجه من دراسات متميزة في مجالات متنوعة من العلوم الاجتماعية والإنسانية.أدار الجلسة الأولى د.علي الموسوي، وتمحورت حول تدريس العلوم الاجتماعية في الجزائر، فكانت ورقة اد مبروك بوطقوقة عن "60 سنة من تدريس العلوم الاجتماعية في الجزائر"، بينما قدّم الدكتور ساعد هماش ورقة تحدث فيها عن "كرونولوجيا تدريس علم الاجتماع في الجزائر". من ناحيته قدم الدكتور يمين رحايل "رؤية نقدية عن تدريس المنهجية في العلوم الاجتماعية. واختتمت الجلسة الأولى بكلمة للدكتور فؤاد نوار عن "تجربة التكوين في الأنثروبولوجيا والعلوم الاجتماعية في الجزائر".أما الجلسة الثانية فقد أدارها د.جيلالي المستاري، وكان محورها تدريس العلوم الاجتماعية في لبنان، فركزت فيها د مارلين حيدر على "البين-مناهجية في البرامج والتدريس الأكاديمي في معهد العلوم الاجتاعية"، في حين قدمت دمهى كيال قراءة نقدية على المناهج في معهد العلوم العلوم الاجتماعية. أما الدكتورة هلا عواضة فكانت ورقتها بمثابة "جردة سوسيوتاريخية لمعهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية". وكانت د فداء بو حيدر مداخلة بعنوان "العلوم الاجتماعية، مقاربات نظرية في بعض أزمات لبنان". واختتمت الجلسة بمداخلة للدكتور علي بزي عن "تعليم الأنثروبولوجيا في لبنان ومعهد العلوم الاجتماعية بشكل خاص".