بدأت السلطات الإيرانية حملة مضايقة موسعة بحق صحافيات وناشطات تلقين رسائل تهديد بالقتل والتصفية من قبل الحرس الثوري الإيراني، بموازاة بدء محاكمة الصحافيتين إلهه محمدي ونيلوفر حامدي، المعتقلتين بسبب تغطيتهما مقتل الشابة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق في أيلول/سبتمبر الماضي.
ونشرت صحيفة "غارديان" البريطانية نماذج للرسائل "التي تقشعر لها الأبدان" والتي وصلت إلى الصحافيات الإيرانيات مؤخراً، ومن بينها رسالة تقول لصحافية شابة: "إننا موجودون في بيت أختك لكي نغتصبها". وأوضحت الصحافية التي تم تنشر الصحيفة اسمها، إلى أن مصدر الرسالة كان عناصر الحرس الثوري الإيراني الذين حققوا معها في وقت سابق بعد اعتقالها خلال مشاركتها في مظاهرة احتجاجية العام الماضي.ونقلت الصحيفة عن صحافية تحدثت شريطة عدم كشف هويتها لأسباب أمنية، أنها تخشى على حياتها، موضحة أنها اعتقلت لمدة 3 أيام وأطلق سراحها بتهمة تغطية الاحتجاجات الشعبية إثر وفاة أميني (22 عاماً). وأضافت أن عناصر الحرس الثوري الإيراني أرسلوا لها مرات عديدة تهديدات بالقتل مثل المتظاهرين الذين قتلوا بوحشية أثناء مشاركتهم في احتجاجات شكلت أكبر تحد للنظام الإيراني منذ عقود.وقالت صحافية أخرى أنها تلقت رسائل حذرتها من تغطية المظاهرات، وطُلب منها عدم إجراء أي مقابلات صحافية مع أهالي الضحايا والمصابين الذين سقطوا في الأحداث الإيرانية الأخيرة. وقال صحافيون في العموم أنهم تعرضوا للضرب الوحشي والتهديدات والسجن بسبب تقاريرهم عن الاحتجاجات الإيرانية.والحال أن نحو 40% من الصحافيين المعتقلين في إيران خلال الأشهر السبعة الماضية كانوا من النساء، بحسب إحصاء منظمة "مراسلون بلا حدود" التي تتخذ من باريس مقراً لها. ويقول الصحافيون في إيران أن الوحشية التي مارسها النظام ركزت على استهداف الصحافيين والمواطنين الصحافيين، من كلا الجنسين، لوقف بث الصور والتقارير عما يجري في البلاد في مواقع التواصل.وقالت صحافية، أن المدونين والمواطنين الصحافيين في كثير من الأحيان شغلوا الفراغ الذي أحدثته الرقابة الرسمية، وأكملت: "جميع مقاطع الفيديو والصور المنشورة خلال الاحتجاجات كانت من هؤلاء الصحفيين المواطنين، وليس من وسائل الإعلام الرسمية".وكانت الحكومة الإيرانية حذرة في التعامل مع الصحافيين والإعلاميين البارزين أو أولئك الناشطين مع وسائل إعلام دولية، لكنها "خوفاً من رد الفعل الدولي"، وبالمقابل ركزت مضايقتها على الصحافيين المغمورين وعاقبت المواطنين الصحافيين والمدونين بشدة.