2024- 03 - 28   |   بحث في الموقع  
logo الأبيض: مرحلة جديدة تبدأ لدعم المريض وتطوير النظام الصحي logo جعجع لنقابة المحررين:محور الممانعة يعطل الانتخابات ..ولسنا في وارد رئيس يكون”صورة على الحائط” logo توصية رسمية الى الإسرائيليين المسافرين:أخفوا جنسيتكم وصهيونيتكم logo درعا-القنيطرة:اغتيال ضابط في فرع"سعسع"وعنصرين في الجيش الحر logo سوريا:صواريخ إسرائيلية تستهدف حزب الله..قرب السيدة زينب logo روسيا تتهم جهات أوكرانية..بتمويل هجوم قاعة الحفلات الموسيقية logo محكمة العدل تأمر إسرائيل بضمان دخول الاغذية الى غزة logo "لا تجوز"... عطالله: جعجع يريد إفشال إجتماعات بكركي
"فولاذية" سلامة تبهر قضاتنا.. وأمعاء شقيقه تحميه من الأوروبيين!
2023-05-31 19:26:29

يبدو لمتابعي ملف آل سلامة القضائي، أن رجا سلامة، شقيق الحاكم وصاحب شركة "فوري"، لا يُصاب بالوعكة الصحية "الفجائية" إلا قبل يوم واحد من جلسات استجوابه.آلام حادةكان من المفترض أن تستقبل اليوم الأربعاء، 31 أيار، القاضية الفرنسية أود بوروسي، في العاصمة الفرنسية، المشتبه به رجا سلامة. ولكنه تغيب عن الحضور.
والسؤال الأول الذي يطرح: "ما الحجة القانونية التي أبرزها وكيله القانوني أمام القضاء الفرنسي؟". ويأتي الجواب سريعاً من الوكيل نفسه: "موكلي مريض، تدهورت حالته الصحية فجأة، وتجددت الالتهابات الحادة في الأمعاء، وأدخل البارحة إلى مستشفى أوتيل ديو لتلقي العلاج".
إذن، عادت الآلام الحادة مجدداً، أو يمكن القول أن بنية سلامة الجسدية قد تدهورت بسبب السيناريو السيء الذي كان سيحصل له في فرنسا اليوم. فهو يدرك جيداً أن القضاء الفرنسي قادر على منعه من العودة إلى لبنان، وقد يصدر مذكرة توقيف دولية بحقه بعد انتهاء الجلسة.
ولا يحتاج المتابع لكثير من الكلام لشرح هذه الحجة "المفضوحة"، ففي الخامس والعشرين من نيسان الماضي، تهرب رجا من جلسة استجوابه أمام الوفود الأوروبية، مستخدماً العذر الطبي نفسه، زاعماً أنه يعاني من التهاب في الأمعاء ليبرز بعدها وكيله القانوني، جاك شكرلله، التقرير الطبي الموقع من طبيب متخصص بالأمراض القلبية من مستشفى أوتيل ديو. وحينها طلبت الوفود الأوروبية من شكرلله تحديد تاريخ انتهاء وعكة موكله الصحية، ليتم استجوابه في تاريخ 4 أيار.
وبالعودة قليلاً إلى تاريخ تلك الجلسة، فإن حالة الإرباك كانت واضحة على سلامة، الذي أصر عدة المرات على الخروج من الجلسة بعدما سيطرت عليه حالة "التوتر" نتيجة اقتحام القاضية غادة عون جلسة استجوابه، الأمر الذي أثار غضب المدعية العامة الألمانية، التي بدأت بالصراخ عليه مطالبةً إياه بالإجابة على جميع الأسئلة.
والمفارقة اليوم، أن القضاء الفرنسي قد يرفض تعيين جلسة أخرى لرجا سلامة. وقد يصدر مذكرة توقيف دولية بحقه خلال هذا الأسبوع، في حال لم تهضم بوروسي هذه الحجة المكشوفة.
في المقابل، علمت "المدن" أن سلامة لم يحضر جلسته الفرنسية، لحجة قانونية مختلفة عن تلك التي صرح عنها وكيله القانوني اليوم، وهي أنه حسب القانون الفرنسي، يفترض أن يُبلَّغ المستدعى إلى التحقيق بتاريخ جلسته قبل 10 أو 15 يوماً من موعد الجلسة، وهذا الأمر لم يحصل مع سلامة. إذ تبلغ بموعد جلسته قبل حوالى 7 أو 9 أيام فقط. لذلك اعتبر رجا أنه لم يُبلّغ، قانونياً.
وللتأكد من هذه المعلومة، تواصلت "المدن" مع المحامي جاك شكرلله، فأكد أنه قدم للقضاء الفرنسي تقريراً طبياً يثبت تعرض موكله لوعكة صحية، وأنه دخل البارحة إلى مستشفى أوتيل ديو. وطلبنا منه تقديم تفاصيل إضافية حول هذه الوعكة الصحية "الفجائية"، فرفض عرض أي معلومة أخرى، قائلاً: "لا أستطيع التكلم، هذه أمور شخصية، وهو مصاب بالتهاب في الأمعاء، وكان البارحة في المستشفى، ولا أعلم عما إن كان لا يزال داخل المشفى لتلقي العلاج".
وأصرت "المدن" على الحصول على معلومات إضافية، فطلبنا منه أن يؤكد لنا إن كانت الحجة القانونية هي التأخر في التبليغ وفقاً للقانون الفرنسي، فأجاب: "نعم، يحق لموكلي عدم حضور جلسته اليوم، إذ بُلّغ بموعد جلسته قبل حوالى أسبوع فقط، ولكننا قدمنا معذرة طبية قانونية".
أما الأهم اليوم هو: هل تعمّد القضاء اللبناني إبلاغ سلامة بموعد جلسته متأخراً كي يتمكن من استعمال هذه الحجة؟ أم أنه لم يكن على علم بالقانون الفرنسي؟ أو أنها حجة مكشوفة لا أساس لها؟
حسب معلومات "المدن"، فإن الأجهزة الأمنية قد بلغت سلامة والحويك في اليوم نفسه. ما يعني أن هذه الحجة قد تستخدمها ماريان أيضاً في حال حسمت خيارها لناحية التهرب من الجلسة الفرنسية المحددة لها في 13 حزيران.الرجل الحديدي!وفي المقلب الآخر، حضر الحاكم رياض سلامة إلى قصر العدل ببيروت، اليوم الأربعاء 31 أيار، للاستماع إليه في جلسة جديدة، ولاتخاذ الإجراءات القضائية بالنشرة الحمراء المعممة عبر الإنتربول، وذلك بعدما أصدر القضاء الألماني مذكرة توقيف دولية بحقه في 23 أيار.
ومجدداً، وخلال هذه الجلسة "الهادئة" كما يصفها بعض القضاة، شرب الحاكم القهوة، وكرر أقواله أمام القاضي عماد قبلان. وبعد انتهاء الجلسة أصدرت النيابة العامة التمييزية منع سفر ثانٍ بحق سلامة، وطلبت من القضاء الألماني استرداد ملف سلامة من ألمانيا.
وحتى الساعة، يستمر القضاء اللبناني في مدح الحاكم، ووصفه بـ"الرجل الحديدي"، "صاحب الشخصية الفولاذية، أي القوية والرصينة. فهو يتمتع بشخصية هادئة، ويمثل أمام القضاء اللبناني أو الأوروبي برصانة ودهاء وذكاء، ومتمكن من إجاباته، فيكررها دائماً ليثبت براءته من جميع التهم المنسوبة له. وأمام القضاة، تخرج الحروف من ثغر الحاكم بهدوء وببرودة لافتة، وأعصابه هادئة، تماماً كما نشاهده على شاشات التلفزة، فرياض سلامة يتمتع بشخصية قوية. وهذه الشخصية كانت السبب في قدرته على السيطرة على سياسية لبنان النقدية منذ عام 1992".
بعد هذا الكلام، قد نظن أن الحاكم يستحق مكافأة على جهوده طوال هذه العقود، وأن الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان والمسؤول عنها سلامة هي من نسج الخيال، وأن سياسة لبنان النقدية بخير، كالليرة تماماً، والمصارف لم تفلس وأموال المودعين "بالحفظ والصون". ولكن بالعودة إلى الواقع، سنتذكر أن هذا الحاكم تحديداً ملاحق اليوم بجرائم مالية في أوروبا، وفي أكثر من 12 بلداً، ومتهم بتبييض الأموال وبالإثراء غير المشروع، ومشتبه باختلاسه من المال العام، وأيضاً مُلاحق من القضاء اللبناني نفسه الذي يصفه بالرجل الحديدي، بتهم التزوير وتبييض الأموال وبجرائم الاختلاس. فهل فعلاً هذه الصفات تنطبق على الحاكم؟
لا تُخفي مصادر "المدن" المتابعة لملف الحاكم، أنه زار قصر العدل في المرة السابقة، بعد صدور مذكرة التوقيف الفرنسية، مرتجفاً ومرتبكاً، خوفاً من أن يتم توقيفه، ولكنه بعد حوالى ساعة ونصف الساعة، خرج مبتسماً، ربما لأنه أبلغ حرفياً بأن القضاء اللبناني لن يسلمه للقضاء الأوروبي، بل ستجرى محاكمته على الأراضي اللبنانية فقط. وهذه المعلومة كانت كفيلة برسم الإبتسامة على ملامح وجهه.
باختصار، رياض سلامة يحظى اليوم بدعم سياسي قادر على حمايته من القضاء الأوروبي، ولكن هذه المعادلة ستتغير حين ستنتهي ولاية الحاكم في تموز المقبل.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top