من المفترض أن يعقد تحالف "أوبك+" لمنتجي النفط اجتماعه يوم الأحد المقبل، لاتخاذ قرارات حسّاسة ستحدد سياسة التحالف في إنتاج النفط الخام لغاية آخر هذه السنة. وسيُعقد هذا الاجتماع وسط خشية كبيرة لدى الدول المنتجة للنفط، من التراجعات المستمرّة في أسعار برميل النفط منذ شهر أيّار الماضي. كما يواجه التحالف تحديات تهدد معدلات الطلب العالمي على النفط الخام، وفي طليعتها تواضع معدّلات النمو الاقتصادي في الصين، مقارنة بالمعدلات المتوقّعة سابقًا، ومخاوف من ركود محتمل في الاقتصاد الأميركي.ورغم وجود توقّعات بزيادة الطلب على النفط الخام في النصف الثاني من هذا العام، إلا أنّ البيانات الاقتصاديّة الضعيفة الآتية من الصين، صاحبة أكبر اقتصاد مستهلك للنفط، ما زالت تضغط على أسعار النفط في الأسواق العالميّة. كما تستمر معدلات الفائدة في الولايات المتحدة الأميركيّة، والأثر المتوقّع لخفض الإنفاق الحكومي، بفرض ضغوط إضافيّة على أسعار النفط الخام.
وخلال تداولات يوم أمس الأربعاء، انخفضت أسعار نفط خام برنت إلى أقل من 71.5 دولارًا للبرميل، ما مثّل أدنى مستوى له منذ أكثر من شهر. وعادت بذلك أسعار النفط الخام إلى مستويات ما قبل اندلاع الحرب الأوكرانيّة، التي أدّت إلى ارتفاع مؤقّت في أسعار مصادر الطاقة.
ومن غير الواضح ما إذا كان التحالف سيأخذ قرارات جديدة بخفض إنتاج النفط، للتعامل مع هذه التحديات والحد من الانخفاضات المتكرّرة في سعر البرميل. إلا أنّ التحالف كان قد قرّر في شهر تشرين الأوّل الماضي خفض معدلات الإنتاج بمعدّل مليوني برميل يوميًا، ما ساهم برفع أسعار النفط بشكل مؤقّت، قبل أن يقرّر التحالف في شهر آذار الماضي القيام بتخفيضات طوعيّة في الإنتاج بمعدّل 1.2 مليون برميل يومياً.وفي جميع الحالات، تشير بيانات وكالة الطاقة الدوليّة إلى أنّ روسيا لم تلتزم خلال فترات سابقة بوعود خفض الإنتاج التي قطعها التحالف. فرغم تعهّد روسيا بخفض الإنتاج بواقع 500 ألف برميل يومياً في شهر آذار الماضي، كجزء من تخفيضات إنتاج التحالف الطوعيّة، لم تخفّض روسيا إنتاجها إلا بنحو 200 ألف برميل يومياً، ما يطرح بعض الأسئلة حول مصداقيّة وعود خفض الإنتاج التي أطلقها التحالف سابقًا.
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع
